لم يثر حماسة المتابعين.. هل يؤذن مسلسل "شي هالك" بتهاوي عالم مارفل؟

مسلسل "شي هالك" أحد أكثر الأعمال المتضررة من الميزانيات الضعيفة مقارنة بأعمال مارفل (مواقع التواصل)

بدأ عرض مسلسل مارفل الجديد "شي هالك" (She-Hulk) على منصة ديزني منذ يوم 18 من الشهر الماضي، ومن المنتظر استمراره حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول القادم عبر 9 حلقات.

ويعتبر "شي هالك" الإضافة الأخيرة للمرحلة الرابعة من عالم مارفل السينمائي والتلفزيوني الممتد، ويحمل معه هذه المرة شخصية جديدة وهي "شي هالك" مع روابط بشخصيات قديمة، فهل يلاقي نجاح مسلسلات مارفل الأخرى مثل "لوكي" (Loki) و"واندا فيجن" (Wanda Vision) أم يمر مرور الكرام ويصبح عبئًا على المشاهدين يجب مشاهدته لربط الأحداث مع الأفلام مثل "الفالكون وجندي الشتاء" (The Falcon and the Winter Soldier)؟

النسخة المؤنثة من هالك تكمل قصته القديمة

وتدور أحداث مسلسل "شي هالك" حول المحامية جينيفر والترز والتي تؤدي شخصيتها الممثلة الكندية "تاتيانا مسلاني" إحدى أقارب بروس بانر (هالك) والذي يؤدي دوره الممثل الأميركي "مارك رافلو".

وخلال رحلتهما بالسيارة تصاب بجرح كبير وتختلط دمائهما، فتكتسب قدراته الخارقة وتتحول أيضًا إلى عملاق أخضر تعود إلى حياتها وهي تظن أنها تستطيع إخفاء قدراتها الجديدة، لكن خلال محاكمة تتعرض والموجودون معها لخطر امرأة شريرة، فتتحول إلى "شي هالك" ليعرف الجميع هويتها السرية وتتغير حياتها من هذه النقطة فصاعدًا.

لكن أين مغامرة "شي هالك" الخاصة؟

كجميع أفلام ومسلسلات الأبطال الخارقين يبدأ العمل بالتعريف بماضي الشخصية، وكيف اكتسبت قدرتها الخارقة، ثم تبدأ مغامرتها التي نتابعها خلال الأحداث، وقد تم تخصيص الحلقة الأولى من المسلسل للقصة الخلفية للشخصية، ومن الحلقة الثانية بدأت خطوط المسلسل الدرامية تتضح.

فجينيفر -التي تفقد عملها في مكتب المحاماة بسبب قدراتها الخارقة، وترى كل الشركات المماثلة أن وجود بطلة خارقة في صفوفها دعاية غير مطلوبة، إضافة إلى تأثيرها غير المحسوب على لجان المحلفين- تضطر لقبول وظيفة بشركة محاماة متخصصة في الدفاع عن الأبطال الخارقين، وتتطلب الوظيفة أن تبقى على هيئة "شي هالك" طوال الوقت، لكن الأمور تتعقد أكثر عندما تجد أن أول موكليها هو "إميل بلونسكي" العدو السابق لابن عمها بروس بانر (هالك) مما يجعلها تقع بين المطرقة والسندان.

الربط بين مراحل مارفل

عملت مسلسلات مارفل في المرحلة الرابعة محاور ربط الشخصيات القديمة بالجديدة، بالإضافة إلى التدعيم بشخصيات متنوعة بالطبع، يظهر هذا الربط على الأخص في مسلسلي "مس مارفل" (MS. Marvel) و"شي هالك". فكل منهما له علاقة بشخصية مهمة في عالم مارفل السينمائي هما كابتن مارفل وهالك على الترتيب، ويبرز المسلسلان شخصيتين جديدتين تكملان مسيرتهما بشكل ما، وتحصلان على خصائصهما.

وتقوم هذه العملية بضخ دماء جديدة في ماكينة عالم مارفل الذي يظن البعض أنه امتد أكثر من اللازم، بعد النجاح الفاتر للمرحلة الرابعة سواء في السينما أو التلفزيون، ورهان الشركة المنتجة (ديزني) الآن أن هذه الشخصيات قد تعوض غياب الشخصيات الرئيسية مثل "آيرون مان" و"كابتن أميركا".

لكن "شي هالك" حمل روابط أعمق من "مس مارفل". فالعلاقة بين الشخصية الجديدة والأصلية تحمل روابط الدم هنا، وظهر بروس بانر في الحلقة الأولى بالكامل تقريبًا، على عكس كابتن مارفل الذي لم تظهر سوى في مشهد ما بعد التترات (Post Credit) بالحلقة الأخيرة من مس مارفل، كذلك العقبة الأولى التي تواجهها "شي هالك" تتمثل في العدو الأول لهالك في أول أفلامه على الإطلاق، ومن المتوقع ظهور كل من "شي هالك" و"مس مارفل" في أفلام المرحلة الخامسة من عالم مارفل.

مسلسل محدود الميزانية

أفلام الأبطال الخارقين تتميز بأنها عالية التكلفة للغاية، بمؤثرات بصرية باهظة لا تظهر جماليتها سوى على شاشة السينما، خاصة مع العرض بخاصية أيماكس والعرض الثلاثي الأبعاد، ولكن تلك المزايا لا تتلاءم مع العرض على المنصات الإلكترونية أو حتى شاشة التلفزيون، فتبدو هذه الأعمال بتلك الحالة مثل ألعاب الفيديو بعيدة عن الإبهار الذي نراه على الشاشة الكبيرة.

بالطبع لا تستطيع المسلسلات الخاصة بمنصة "ديزني بلس" مضاهاة الميزانيات الكبيرة للأفلام السينمائية، فيجب تخفيض هذه التكاليف قدر الإمكان، ولهذا يستعان بممثلين جدد أجورهم أقل، وتخفيض المشاهد التي تحتاج المؤثرات البصرية أو صعبة التصوير.

مسلسل "شي هالك" أحد أكثر الأعمال المتضررة بهذه الميزانية الضعيفة نسبة إلى أفلام مارفل المعتادة، فعلى عكس أعمال مثل "مس مارفل" و"مون نايت" (Moon knight) التي تميزت بتفاصيل ثقافية مختلفة هي الثقافة الهندية والمصرية القديمة مما انعكس على البصمة البصرية لهذه الأعمال بشكل إيجابي، فقد جاء "شي هالك" كاريكاتيري الشكل إلى حد كبير خاصة تصميم الشخصية الرئيسية وحركتها التي بدت مثل أفلام الرسوم المتحركة قديمة الطراز مع مؤثرات بصرية متواضعة للغاية.

مشروع مارفل الذي امتد من السينما إلى "منصة ديزني بلس" يستغل النجاح والشعبية التي حصلت عليها الأفلام الأعوام السابقة، فمثلت هذه المسلسلات الجديدة المرتبطة بالعالم السينمائي دفعة قوية للمنصة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تصبح هذه المسلسلات مضرة بالسلسلة على المدى البعيد؟

ويمكن تفنيد الاسباب وراء هذا الضرر المتوقع بسهولة، السبب الأول كما يتضح من مسلسل "شي هالك" عدم قدرة المسلسلات على مواكبة الميزانيات العالية، والعرض السينمائي المبهر، فتظهر رديئة إلى حد كبير بصريًا.

أما السبب الثاني فيتمثل في ملل بعض المشاهدين من اضطرارهم لمتابعة الكثير من المسلسلات بحلقاتها المتعددة لفهم الأفلام التالية في السلسلة بسبب تضافر السرد بين الأفلام والمسلسلات، فعلى سبيل المثال لم يكن من الممكن فهم فيلم "دكتور سترينغ في جنون الأكوان المتعددة" (Doctor Strange In The Multiverse Of Madness) بدون مشاهدة مسلسل "واندا فيجن".

مشاهد مارفل المتحمس شعر بالفخر سابقًا لقدرته على مشاهدة كل أفلام السلسلة، التي كان عددها قبل المرحلة الرابعة أكثر من 20، لكن اليوم أصبح عليه مشاهدة 30 فيلما تقريبًا، و7 مسلسلات، حتى يستمتع بمشاهدة فيلم "ذا مارفلز" (The Marvels) القادم.

مسلسل "شي هالك" حلقة ضعيفة في عالم مارفل السينمائي حتى الآن، فهو لم يثر الحماسة المعتادة ولم يقدم جديدًا للسلسلة، وقد يكون عبئًا على الشخصية والسلسلة بشكل كامل في المستقبل.

المصدر : الجزيرة