5 لوحات فنية تشرح ملحمة الأوديسة اليونانية الشهيرة

تبدأ قصيدة الأوديسة بالحديث عن أوديسيوس الملك الغائب عن مملكته "إيثاكا" منذ 20 عاما، قاتل أوديسيوس لمدة 10 سنوات في طروادة، ويحاول منذ 10 سنوات أن يعود إلى الديار، لكن دون جدوى

تمثال لهومر، شاعر الأوديسة homer poet الأوديسة, قصيدة ملحمية, هوميروس (بيكسابي)
تمثال للشاعر اليوناني هوميروس الذي كتب ملحمة الأوديسة (بيكسابي)

تعد الأوديسة واحدة من الملاحم الأدبية اليونانية الخالدة التي تم تمثيل وتصوير أحداثها الملحمية في عشرات اللوحات الفنية التي تتناول كل فصل بأحداثه ورموزه وصراعاته.

تبدأ قصيدة الأوديسة للشاعر اليوناني هوميروس بالحديث عن أوديسيوس الملك الغائب عن مملكته "إيثاكا" منذ 20 عاما، قاتل أوديسيوس لمدة 10 سنوات في طروادة، ويحاول منذ 10 سنوات أن يعود إلى الديار، لكن دون جدوى.

ووفقا للمعتقدات اليونانية القديمة، تحث الإلهة أثينا الإله زيوس على منع وصول أوديسيوس للديار بأن يتوه في البحار عقابا له، لأنه تسبب في عمى بوليفيموس ابن بوسيدون إله البحر، وهو مخلوق متوحش ومرعب يعيش في كهف جنوب غرب صقلية ويتميز بضخامة جسده، وله عين واحدة وسط جبهته، ويتغذى بأكل لحوم البشر ضاربا بقوانين الآلهة عرض الحائط.

فارس طروادة الاستثنائي

يغزل هوميروس القصيدة الملحمية بداية من حادثة أوديسيوس مع الحورية كاليبسو، وهي حورية شديدة الجمال عاشت في جزيرة أوجيجيا، واحتفظت بأوديسيوس لـ7 أعوام دون إرادته، لأنها وقعت في غرامه بسبب ذكائه وجماله ورومانسيته، ويقرر زيوس عودة أوديسيوس إلى زوجته بينيلوبي في إيثاكا، فيبعث رسولا لتحريره من قبضتها.

يهرب أوديسيوس في طوافة على أمل الوصول إلى بيته، إلا أن إله البحر -بحسب المعتقدات اليونانية القديمة- بوسيدون يغضب عندما يعلم أنه تحرر من قبضة الحورية كاليبسو.

يحطم بوسيدون قاربه قرب جزيرة كورفو، فيحل أوديسيوس ضيفا على ملك الجزيرة الذي يدعى ألكينوس، يفصح أوديسيوس عن هويته للملك أثناء أداء مطرب أعمى أغنية تتناول أحداث ملحمة طروادة، الأمر الذي دفع أوديسيوس للبكاء.

بكاء أوديسيوس في بلاط الملك ألكينوس صوره الرسام الإيطالي فرانشيسكو هايز (1791-1882) في لوحته "أوديسيوس في بلاط ألكينوس" (Ulisse alla corte di Alcinoo) عام 1815، نرى في اللوحة أوديسيوس يبكي وقد خبأ وجهه بكلتا يديه في منتصف اللوحة وسط حشد من حاشية الملك.

أوديسيوس في بلاط ألكينوس (الصحافة الألمانية)

بعد الرحيل بسفينة مجهزة من جزيرة كورفو تهب عاصفة قوية تدفع أوديسيوس وطاقم السفينة عن مسارهم، ليجدوا أنفسهم على سواحل جزيرة لوتوفاجي يطلبون من سكانها العون والمؤونة.

يقدم سكان لوتوفاجي ثمار أشجار اللوتس كتحية لأوديسيوس وطاقمه، لكن هذه الثمار من نوع خاص لأنها تجعل آكليها ينسون كل شيء ويتذكرون فقط أن هذه الجزيرة هي وطنهم الوحيد.

طعام مسحور

نسي بعض البحارة وطنهم بالفعل وأرادوا البقاء في الجزيرة، إلا أن أوديسيوس أجبرهم على الرحيل بعدما اكتشف أن الطعام مسحور، صوّر نقش فرنسي من القرن الـ18 للرسام والنقاش الفرنسي ثيودور فان ثولدن (1606-1669) أوديسيوس في جزيرة أكلة اللوتس وهو يحاول إعادة طاقمه إلى السفينة.

نقش فرنسي من القرن الـ18 للرسام الفرنسي ثيودور فان ثولدن (المتحف البريطاني)

يصل أوديسيوس بعد ذلك إلى جزيرة آيا التي تحكمها الساحرة سيرس، والتي يتغذى سكانها على لحوم البشر، وتقوم سيرس بإطعام طاقم السفينة نبيذا وجبنا مسحورا يحولهم إلى خنازير، يحذر هيرميس (رسول الإلهة) أوديسيوس من سيرس ويعطيه عشبة تسمى مولي تجعله يقاوم سحر سيرس.

صوّر الرسام الفرنسي بريتون ريفيير (1840-1920) مشهد سيرس بعدما حولت بعض البشر إلى خنازير في لوحة "سيرس وأصدقاء أوديسيوس" المرسومة عام 1871، حيث تجلس سيرس على مصطبة في ثوب أبيض وأمامها حشد من البشر الخنازير.

لوحة "سيرس وأصدقاء أوديسيوس" (متحف الفنون الجميلة بأميركا)

لا يزال أوديسيوس يمر بالكثير من المحن في طريقه الطويل للعودة، يفقد جزءا من طاقمه عند مضيق مسينا، حيث قامت اثنتان من الوحوش الأسطورية -وهما سيلا وكاريدي- بأكل جزء من رجال الطاقم، وصل بعد ذلك مع من تبقى من رجاله إلى جزيرة الأيوليين، حيث يقوم البحارة بفتح جرة كانت قد أعطيت لهم كهدية من قبل ملك هذه الجزيرة، ليكتشفوا أنها تحتوي على قوة الرياح التي تقوم بتدمير جزء من طاقمه وسفنه.

السيرينات أو الساحرات

يقع أوديسيوس مع طاقمه في شرك "السيرينات" أو عرائس البحر، وهن مخلوقات نصف نسوة ونصف طيور، يغنين أغاني مسحورة بأصوات مغرية تدفع من يسمعها إلى التخلي عن كل شيء والبقاء معهن بقية حياته.

نجا أوديسيوس وطاقمه عن طريق وضع الشمع في آذان البحارة وربط نفسه إلى السارية، لكي يمنع نفسه من السقوط في شركهن.

وقد صور الرسام البريطاني جون وليام ووترهاوس (1849-1917) هذا المشهد من الأوديسة في لوحته "أوديسيوس والسيرينات" في أواخر القرن الـ19، حيث يظهر أوديسيوس وقد قيد نفسه في السارية وطاقمه يواصل التجديف هربا من عرائس البحر.

"أوديسيوس والسيرينات" (1891) (معرض فيكتوريا الوطني- ملبورن)

يعرف أوديسيوس في النهاية من أثينا أن زوجته بينلوب تتعرض للكثير من المضايقات بسبب كثرة الخطّاب الطامعين في ملكه حتى أنهم حاصروا قصرها، ترشده أثينا للطريق ليتمكن من الوصول إلى البيت وإنقاذ زوجته، فيصل متنكرا إلا أن بينلوب تعرفت عليه، فأوعز إليها أن تقيم وليمة للخطّاب فجمعتهم وقام أوديسيوس بقتلهم جميعا.

أوديسيوس بعد عودته إلى قصره (الصحافة الأميركية)

في هذه اللوحة يقدم الرسام "نيكولاس أندريه مونسياو مشهد الأوديسة الأخير في لوحته "أوديسيوس بعد العودة لقصره "Ulysses, after Returning to His Palace"، حيث يقتل أوديسيوس النبلاء الذين حاصروا منزله بقوسه الذي لا يقدر على استعماله سواه.

المصدر : الجزيرة