رحيل الكاتب والسيناريست المصري كرم النجار.. القبطي الذي قدم قصة الرسول عليه السلام في عمل درامي

السيناريست كرم النجار كتب مسلسل "محمد رسول الله" وكان عمره 23 عاماً (مواقع التواصل)

القاهرة- بعد صراع مع المرض رحل الكاتب والسيناريست المصري كرم النجار، حيث شيعت جنازته بكنيسة مار مرقص بمصر الجديدة بالقاهرة، وحددت أسرته غدا الاثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول لتلقي العزاء.

وقد نعاه الناقد السينمائي طارق الشناوي على صفحته على فيسبوك قائلا "تزاملنا في لجنة تحكيم مهرجان الدراما لحقوق الإنسان على مدى 5 سنوات، وكان عنوانا للشرف والنزاهة، كان اسمه الثلاثي كرم وديع النجار، كتب في السبعينيات الجزء الأول من مسلسل (محمد رسول الله)، عاش النجار هو والراحل وحيد حامد في منزل واحد 7 أعوام ولم يعرف كل منهما ديانة الآخر".

كما نعاه السيناريست مدحت العدل وكتب "أنعي ببالغ الحزن والألم الكاتب الكبير كرم النجار.. أحد أعمدة الدراما التلفزيونية والسينمائية.. فارساً نبيلاً ترجل عن جواده لكنه سيبقي بأعماله.. اللهم ارحمه.. البقاء لله".

 

"محمد رسول الله"

ويعتبر كرم النجار هو أول كاتب قبطي مسيحي الديانة يهتم بكتابة عمل درامي عن قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مسلسل "محمد رسول الله"، بالإضافة إلى مسلسله "لا إله إلا الله"، فقد قرر أن يواجه الوضع المزري الذي وصل إليه المجتمع والصورة التقليدية التي تقدم الدين الإسلامي في الدراما، وهو ما حمسه لكتابة "محمد رسول الله" وكان عمره وقتها 23 عاماً.

وهو ليس بالأمر الغريب، فنشأة كرم وديع النجار في قرية صغيرة بمنشية الأمراء بمدينة المحلة الكبرى أتاح له العيش بين عائلات لا تفرق بين المسلم والمسيحي، فكان والده صديقا للعمدة وباقي الأسر المسلمة في القرية أيضا.

وحينما قرر الشيخ أبو الفضل بناء مسجد استعان بوالده في جمع تبرعات من المسيحيين، وأثناء إصلاحات كنيسة ماري جرجس كان هو الوسيط أيضا في جمع تبرعات المسلمين، فتربى بعيدا عن التفرقة الدينية وكان لا يزال طفلا صغيرا، وتأثر كثيرا بوالده وديع بوليس الذي عرف بخدمة مصالح الناس.

وبدأت علاقته بالفن مبكرا، وبالتحديد في المدرسة الثانوية حيث قدم عرضا مسرحيا مع المخرج مصطفى العيسوي، وحصل عن دوره في العرض على الجائزة الذهبية في التمثيل، تسلمها من المسرحي الكبير وقتها نبيل الألفي.

السيناريست كرم النجار انشغل في كتاباته بالعلاقات الإنسانية المختلفة والمجتمعية أيضًا (الصحافة المصرية)

ثقافة إسلامية واسعة

فكرم النجار الذي تخرج في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية أحب القراءة وهو صغير، وبالفعل كان أول كتاب يقرؤه "الأرض" للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، والذي تحول لاحقاً إلى فيلم من إخراج يوسف شاهين، وهو ما أثر فيه كثيرا وجعله يتحمس للكتابة حيث شعر بأن القراءة تقرب بين شعوب العالم.

كما اهتم أيضا بقراءة كتابات توفيق الحكيم، وشعر وقتها بأن الكتابة تحمل قيمة أكبر من التمثيل، وقد حرص على أن يثقل موهبته بالدراسة، فدرس أيضا الفقه والشريعة الإسلامية مما جعله يحمل ثقافة إسلامية واسعة.

وكان أول عمل قدمه هو سهرة "فراغ" وحصل على 6 جنيهات كأول أجر له، لكن أول عمل درامي يعرض له كان مسلسل "الإنسان والجبل" في أواخر الستينيات.

إسقاطات سياسية واجتماعية

انشغل كرم النجار في كتاباته بالعلاقات الإنسانية المختلفة والمجتمعية أيضًا، كما حملت إسقاطات لقضايا سياسية، وتناول أيضا علاقة المواطن بالسلطة، مستخدما لغة بسيطة تصل للجمهور، ومن أشهر أعماله في الدراما "الانحراف" و"عائلة شمس" و"الأصدقاء" و"عفريت القرش" و"بابا نور"، وفي السينما قدم "الصرخة" و"صراع الأحفاد"، حيث وصل رصيده الدرامي والمسرحي إلى أكثر من 50 عملاً.

تكريمات

في عام 2019 كان آخر ظهور فني للكاتب كرم النجار أثناء تكريمه من المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دورته 67، ليتم الاحتفاء به قبل رحيله بـ3 سنوات.

المصدر : الجزيرة