كوميديا بالأبيض والأسود.. أفلام كلاسيكية خفيفة لن تملّوا من مشاهدتها

أفلام أبيض و أسود
بعض الأفلام القديمة تتسم بأنها خفيفة تنافس الأفلام الكوميدية الحديثة (مواقع التواصل)

تعودنا قديما، قبل انتشار الإنترنت في المنازل، على مشاهدة الأفلام الكلاسيكية على شاشات التلفاز، ورغم عزوف البعض عن مشاهدة أفلام "الأبيض والأسود" لافتراض أنها مملة ولا يمكن أن تنافس الأفلام الحديثة، فإن السينما في سنواتها الأولى قدمت بعضا من أفضل الأفلام على مر التاريخ السينمائي، حتى وإن كانت أفلاما خفيفة وكوميدية.

نرشح لكم مشاهدة هذه الأفلام الأربعة، التي ستستمتعون بمشاهدتها أثناء العزل المنزلي ولن تملوا منها، بل ستحمّسكم لمشاهدة المزيد:

البعض يفضلونها ساخنة

فيلم "البعض يفضلونها ساخنة" (Some like it hot) من إنتاج عام 1959 من بطولة مارلين مونرو وجاك ليمون وتوني كورتيس، الفيلم من إخرج بيلي وايلدر الذي ساعد في إعادة كتابة السيناريو مع آي إي إل دايموند، حيث إن الفيلم مقتبس عن فيلم فرنسي أنتج عام 1935.

يدور الفيلم حول شابين يشهدان عن طريق الخطأ جريمة قتل ترتكبها عصابة كبيرة، ولكي يهربا منها قررا التنكر في هيئة فتاتين وينضمان لفرقة استعراض نسائية، وهناك يقع أحد الشابين في حب المغنية الرئيسية للفرقة، بينما يقع رجل ثري في حب الشاب الآخر وهو متنكر في هيئة فتاة، لتتوالى الأحداث الكوميدية جراء هذه الأمور.

ترشح الفيلم لست جوائز أوسكار، حصد منها واحدة وهي أفضل تصميم ملابس، كما أنه ترشح لثلاث جوائز غولدن غلوب حصدها كلها، وهي أفضل فيلم كوميدي وأفضل ممثلة لمارلين مونرو وأفضل ممثل لجاك ليمون.

من طرائف هذا الفيلم أنه كان من المفترض أن يتم تصويره بالألوان، ولكن تنكر الشابين في هيئة فتاتين كان سخيفا ولا يمكن تصديق أنهما فتاتين إذا تم التصوير بالألوان، لذا تقرر أن يتم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود.

عطلة رومانية

فيلم "عطلة رومانية" (Roman Holiday) من إنتاج عام 1953، من بطولة أودري هيبورن وغريغوري بيك وإيدي ألبرت، ومن إخراج ويليام وايلر، ويدور حول أميرة أوروبية تقضي عطلة في روما، ولكن الحراسة المشددة حولها تصيبها بالإرهاق والملل، فتستطيع أن تهرب من هذه الحراسة لتقابل بالصدفة مراسلا صحفيا أميركيا، فلا تطلعه على هويتها الحقيقية، ولكن عندما يعلم من تكون من الصحف وليس منها، لا يخبرها بكونه صحفيا ويتعهد للجريدة بكتابة موضوع حصري عن الأميرة المفقودة.

رشح الفيلم لعشر جوائز أوسكار، حصل على ثلاث منها وهي أفضل ممثلة لأودري هيبورن وأفضل تصميم أزياء وأفضل سيناريو لكاتبيه جون دايتون ودالتون ترامبو، إلا أن اسم ترامبو لم يوضع على الفيلم أو على الجائزة آنذاك لأن اسمه كان مدرجا في اللائحة السوداء الخاصة بهوليود، والتي كانت تعنى بالعاملين في القطاع الفني الشيوعيين أو المتعاطفين مع قضيتهم، وبدلا من اسمه وضع اسم إيان ماكليلان هنتر. وفي عام 1993 قررت إدارة المهرجان إعادة وضع اسم ترامبو على الفيلم وعلى الجائزة، وتسلمت أرملته الجائزة.

 

الأزمنة الحديثة

فيلم "الأزمنة الحديثة" (Modern times) من إنتاج 1936، وهو واحد من أشهر أفلام الممثل الأيقوني تشارلي شابلن، والذي كتبه وأخرجه كما العادة. يدور الفيلم حول العامل الفقير "ترامب"، الذي يظل يقع في مشكلة تلو الأخرى بسبب تدخل الآلة والتكنولوجيا الحديثة في كل مناحي العمل.

رغم أن الفيلم كوميدي وطريف بالفعل، فإنه يعد فيلما سياسيا بامتياز، حيث يشير شابلن فيه إلى مدى الضرر الواقع على العمال البسيطين حين تأخذ أدوارهم الآلات الصامتة التي تعمل بسرعة تفوق سرعة الإنسان، مما ترتب عليه فصل عدد كبير من العمال بسببها.

خطرت فكرة الفيلم لشابلن أثناء حديثه مع المهاتما غاندي، الذي كان معارضا لدور الآلة الكبير في سوق العمل، وكان من المفترض أن يكون هذا الفيلم هو أول فيلم ناطق لشابلن، إلا أنه سرعان ما أجّل خطوة الفيلم الناطق وجعل هذا الفيلم صامتا أسوة بأفلامه السابقة، لأنه وجد أن شخصية الفيلم الرئيسية "ترامب" لن يكون لها نفس التأثير والحضور إن كانت في فيلم ناطق.

ظل الفيلم حتى الآن واحدا من أهم الأفلام في السينما، حتى إن الكونغرس الأميركي اعتبره شاهدا على التاريخ، ومن الأهمية بحيث قرروا الاحتفاظ بنسخة من الفيلم في مكتبة الكونغرس من ضمن أول 25 فيلما وقع عليها الاختيار في البداية.

السيد سميث يذهب إلى واشنطن

فيلم "السيد سميث يذهب إلى واشنطن" (Mr. Smith Goes to Washington) إنتاج عام 1939 من بطولة جيمس ستيوارت وجين آرثر، وتأليف سيدني بوشمن، وإخراج فرانك كابرا.

يدور الفيلم حول الصدفة التي تدفع رجلا طيب النوايا ولا شأن له بالسياسة إلى أن يقع عليه الاختيار ليصبح سيناتورا في إحدى الولايات الأميركية، ووجد السياسيون فيه فرصة كي يستطيعوا استغلاله لفسادهم السياسي، وبينما يحاول السيناتور الصغير أن يفهم المشاكل التي وقع فيها رغما عنه وضد فطرته الطيبة، يتآمر الجميع عليه مستغلين هذه الطيبة.

رغم أن قصة الفيلم درامية سياسية، فإن المؤلف استطاع أن يجعلها في قالب كوميدي حتى تصبح خفيفة على النفس، فحاز على جائزة الأوسكار كأفضل نص أصلي، وترشح لعشر جوائز أخرى، ولكن لم يحصل عليها.

المصدر : الجزيرة