"مولد نجمة".. هل مثلت ليدي غاغا سيرتها الذاتية؟

a star is born
نجحت المغنية الأميركية ليدي غاغا في أولى تجاربها التمثيلية في الترشح للأوسكار والغولدن غلوب والبافتا (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

مؤخرا، صار عشاق السينما على موعد شبه سنوي مع أفلام يعاد إنتاجها، وفيما يلجأ بعض صناع الدراما لذلك استثمارا لنجاح الأفلام القديمة، يفعل آخرون الشيء نفسه ولكن لأسباب أكثر رقيا، مثل: تقديم العمل بشكل حداثي في ظل التقنيات السينمائية الحديثة والتكنولوجيا التي صارت تضفي بمؤثراتها على العمل أجواء أكثر إمتاعا، أو معالجته بشكل مختلف يضيف للفيلم الأصلي.

إجابات أسئلة عمرها أكثر من 80 عاما
مع أن فيلم "مولد نجمة" (A Star Is Born) قُدِّم قبل الآن ثلاث مرات عام 1937 و1954 و1976، فإن بردالي كوبر أعاد إنتاجه العام الماضي لأن لديه ما يضيفه في نسخته الخاصة.

إذ كشف خلالها -لأول مرة- الأسباب التي دفعت البطل للإدمان، كما أزاح الستار عن السر وراء اكتئابه وشعوره الداخلي بالهزيمة، وهو ما فعله عبر سرد درامي جذاب، وتشريح دقيق للعلاقة سواء بين البطل وحبيبته، أو البطل وأخيه، بالإضافة لتسليط الضوء على ماضي البطل وعلاقته بوالده التي شكلت شخصيته وكانت سببا رئيسيا في ما آلت إليه الأحداث.

"مولد نجمة".. التجربة الأولى لكوبر وليدي غاغا
ومع أن "مولد نجمة" كان أحد أكثر الأفلام انتظارا العام الماضي، من حيث أنه إعادة إنتاج لعمل لطالما حقق نجاحا فنيا وتجاريا في كل مرة قدم فيها، ولأنه التجربة الأولى لكوبر سواء في الإخراج أو الكتابة، والأهم أنه التجربة الأولى للمغنية الأميركية ليدي غاغا في عالم التمثيل.

إلا أن ذلك لم يمنع وجود تخوفات من أن يفسد كوبر التجربة، خاصة أن النقاد والجمهور سيضعون العمل تحت عدسة مكبرة للمقارنة بينه وبين النسخ السابقة.

لكن ما إن عرض الفيلم في الصالات حتى تضاعفت جماهيريته، فحصل على تقييم 8 في موقع (IMDb)، وحقق إيرادات بلغت 409 ملايين دولار من أصل ميزانية 36-40 مليونا، محتلا المرتبة رقم 12 في الأفلام الأعلى إيرادا لعام 2018.

أما على المستوى الفني فجاءت تقييماته النقدية إيجابية، وانهالت عليه الجوائز والترشيحات، أهمها: الترشح لثماني جوائز أوسكار، وسبع جوائز بافتا، فيما فازت ليدي غاغا بالغولدن غلوب لأفضل أغنية أصلية من إجمالي خمسة ترشيحات حظي بها الفيلم.

لماذا ليدي غاغا؟
هذا هو السؤال الذي طرحه الجميع، سواء بينهم وبين أنفسهم أو على كوبر نفسه كلما استضافه أحد الإعلاميين، وهو ما برره كوبر لـ"بروجكت صنداي" بأنه لطالما اعتبر ليدي غاغا من أفضل أصوات جيلها، ولما كان دور البطولة يتطلب نجمة ذات طاقة صوتية هائلة، فإنه لم يجد أفضل منها للعب الدور، وهو ما تأكد من صحته في أول لقاء جمعهما بعد ذلك.

هل استوحى "كوبر" دور ليدي غاغا من سيرتها الذاتية؟
ومع نجاح ليدي غاغا حَد ترشحها عن أولى تجاربها التمثيلية للأوسكار والغولدن غلوب والبافتا، ظهرت تخمينات تفيد بأن شخصية آلي التي لعبت دورها في الفيلم مستوحاة من سيرتها الذاتية، خاصة أنها قصة صعود مطربة بوب تملك صوتا رائعا وتحترف كتابة الأغنيات، تماما مثل ليدي غاغا.

وهو ما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أنه أثار استياء بعض الجمهور والمشاهير، حَد استخدامهم منصات التواصل لإعلان استنكارهم ووصف ليدي غاغا بالقبح، واحتمالية تعرضها للرفض في أول مشوارها بسبب ذلك!

لكن موقع "باستل" نفى تناول الفيلم لسيرة ليدي غاغا الذاتية، موضحا أنه إعادة إنتاج للنسخ القديمة، في ظل معالجة معاصرة استلهم كوبر تفاصيلها الحميمة والإنسانية -بحسب تصريحاته- من أعماقه الشخصية.

إذ دارت نسخة  1937 حول ممثل هوليودي خفت نجمه ويعاني من إدمانه الكحول، يلتقي بممثلة طموحة فيقع بحبها، ثم سرعان ما تصبح نجمة كبيرة.

أما نسخة 1954 فأدخلت العنصر الموسيقي، فجاء بطلها مغنيا في إحدى الفرق، ومع تراجع شعبيته عاقر الخمر، قبل أن يلتقي شابة موهوبة لكنها مغمورة، تقع في حبه. وهو الإطار الموسيقي نفسه الذي بنيت عليه نسخة 1976، والتي حملت على عاتقها إبراز موسيقى الروك على يد عملاقين بحجم باربرا سترايسند وكريس كريستوفرسون.

واستكمالا لما ذكر في موقع "باستل"، فإن الحبكة التي بنيت عليها الأحداث الأصلية في كل النسخ يمكن اعتبارها مقتبسة عن قصة حقيقية تعود لفيلم آخر، إنه "ما الثمن هوليود؟" (?What Price Hollywood) الذي صدر عام 1932 واستوحاه صناعه من زواج نجمة السينما الصامتة كولين مور من المنتج جون ماكورميك الذي كان مدمنا على الكحول، خاصة إذا أخذ بالاعتبار كون منتج الفيلم ديفد أوه سيلزنيك، هو نفسه منتج النسخة الأولى من "مولد نجمة".

فيما ذكر موقع "ديسايدر" أن الحبكة قد تكون مستوحاة من زيجة فنية أخرى، جمعت بين الممثلة باربارا ستانويك والكوميديان فرانك فاي الذي لم يستطع مواكبة نجاح زوجته، وعرف عنه إيذائها جسمانيا كلما كان مخمورا، لينتهي الأمر بطلاقهما في 1935.

ليدي غاغا وآلي وجهان لعملة واحدة
وفي حوار أجرته ليدي غاغا مع "واشنطن بوست"، صرحت بأن هناك نقاط تشابه بالفعل بينها وبين بطلة الفيلم، على رأسها تأتي إشكالية الأنف البارز، حتى أنها أرادت -قبل احترافها- إجراء عملية تجميلية لتغيير شكل أنفها قبل أن يقنعها صديق بالتراجع.

واستطردت مؤكدة أن شخصية آلي تذكرها بنفسها وهي صغيرة، حين كانت لا تؤمن بنفسها بسبب التنمر الذي اعتادت التعرض له في المدرسة، مما أشعرها بالقبح، فما كان منها سوى أن لجأت للموسيقى هربا من الألم، هكذا بدأت مشوارها مع الغناء وكتابة الأغاني.

لكن ومع كثرة أوجه التشابه، شددت ليدي غاغا -كما ذكر موقع "سينما بليند"- على وجود فارق كبير بين الشخصيتين، وإيقاع مختلف في حياة كل منهما. ففيما اتسمت ليدي غاغا بالعزيمة وتصديقها لموهبتها، والأهم معرفتها ما تريد فعله وكيفية تحقيقه، جاءت آلي ضعيفة، فتخلت عن أحلامها، ولم تعاود المضي قدما إلا بعدما آمن بها الرجل الذي أحبته، مما أعاد إليها إلهامها ومنحها أجنحة مكنتها من الطيران.

المصدر : الجزيرة