مراهقات في فخ المشاعر السلبية.. 5 إستراتيجيات للتغلب على الحزن والتوتر والاكتئاب واليأس

كم عناقا تحتاجه ابنتك المراهقة كل يوم؟ ولماذا؟
يعد التواصل الاجتماعي والعاطفي من أقوى الأسلحة لمواجهة التوتر والحزن (شترستوك)

كشفت دراسة استقصائية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، أجريت بين عامي 2011 و2021 ونشرت نتائجها فبراير/شباط الماضي، عن أن هناك زيادة في نسبة الفتيات المراهقات اللاتي يعانين مشكلات الصحة العقلية كالحزن واليأس وعدم الرغبة في الحياة إضافة إلى محاولة الانتحار بالفعل.

توصلت الدراسة تحديدا إلى أنه عام 2021، عانت 57% من فتيات المدارس الثانوية "مشاعر مستمرة من الحزن أو اليأس" مقارنة بـ36% عام 2011، أي نحو ضعف نسبة الذكور (29%) الذين أبلغوا عن هذه المشاعر عام 2021. والأكثر خطورة من ذلك أن 30% من الفتيات اللواتي شملهن الاستطلاع فكرن بجدية في الانتحار وأن 13% حاولن الانتحار بالفعل مرة واحدة أو أكثر عام 2021.

وتعليقا على هذه النتائج، صرحت كبيرة المسؤولين الطبيين في مركز السيطرة على الأمراض ديبرا حوري -في مؤتمر صحفي– بأن "الفتيات المراهقات في أميركا غارقات في موجة متزايدة من الحزن والعنف والصدمات". وأنه على مدى العقد الماضي، شهد المراهقون -خاصة الفتيات- زيادات كبيرة في تجاربهم من العنف وسوء الصحة العقلية والعنف وخطر الانتحار.

ووفقا لموقع "نيويورك تايمز" (New York Times)، فإن المخاطر الصحية في مرحلة المراهقة حدث لها تحول كبير. إذ إنه قبل 3 عقود لم تكن أكبر التهديدات الصحية للمراهقين الأميركيين تتمثل في القلق والاكتئاب والانتحار وإيذاء النفس وغيرها من اضطرابات الصحة العقلية الخطيرة مثلما يحدث الآن، وإنما كان الأمر يتعلق أكثر بتعاطي المخدرات وتناول الكحول وغيرها.

ووفقا للموقع أيضا، فإنه منذ عام 2001 إلى عام 2019، قفز معدل الانتحار بين الشباب الأميركيين من سن 10 إلى 19 عاما بنسبة 40%، وارتفعت زيارات غرف الطوارئ بسبب إيذاء النفس بنسبة 88%.

منذ عام 2001 إلى عام 2019، قفز معدل الانتحار بين الشباب الأميركيين من سن 10 إلى 19 عاما بنسبة 40% (بيكسابي)

ما أسباب زيادة مشاعر اليأس لدى الفتيات؟

حدد القائمون على دراسة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية 3 أسباب لزيادة مشاعر اليأس لدى الفتيات وهي:

  • تأثير وباء كوفيد-19، إذ أظهرت دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها -أجريت على 240 مراهقة عام2021- أن 70% من الفتيات افتقدن كثيرا رؤية الأشخاص في أثناء الوباء، مقارنة بـ28% فقط من الفتيان الذين أبلغوا عن هذا الشعور.
  • وسائل التواصل الاجتماعي، التي تمثل مصدرا رئيسيا للتأثير على تقدير الذات والرفاهية النفسية للفتيات.
  • الانشغال بقضايا المستقبل، ويعتقد الباحثون أن جميع الشباب يكافحون مع قضايا مثل تغير المناخ والاضطرابات الاجتماعية، لأنها تمثل مستقبلهم في النهاية.

ويقدم موقع "ذا كونفيرسيشن" (The Conversation) 5 إستراتيجيات لمساعدة هؤلاء المراهقات للتغلب على شعورهن بالتوتر والاكتئاب واليأس، وهي كالتالي:

1- التركيز على الدعم الاجتماعي

يعد التواصل الاجتماعي والعاطفي من أقوى الأسلحة لمواجهة التوتر والحزن، فقد وجدت الدراسات روابط قوية بين نقص دعم الوالدين والأقران وبين الاكتئاب خلال فترة المراهقة؛ الدعم الاجتماعي يجعل المراهقين قادرين على مواجهة القسوة الاجتماعية مثل التنمر. دعم الأصدقاء كذلك له دور مهم، لأنه يساعد في التخفيف من الصلة بين قلق المراهقين الشديد والأفكار الانتحارية.

2- التخلص من المنافسة حول الرشاقة

أصبحت المنافسة بين الفتيات حول الجسد والمظهر والإنجازات الاجتماعية إحدى سمات العصر، وذلك بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن إذا تعلمت الفتيات منذ الصغر دعم بعضهن بعضا، بدلا من التنافس سيخفف ذلك من المنافسة التي يواجهنها في مرحلة المراهقة.

أم وابنتها مراهقة
الدعم الاجتماعي يجعل المراهقين قادرين على مواجهة القسوة الاجتماعية مثل التنمر (بيكسابي)

3- الاهتمام بالإمكانات العقلية

إن الإفراط في التركيز على المظهر ليس صحيا وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالاكتئاب والقلق، خاصة عند النساء. لذا، من المهم تشجيع الفتيات في الصغر على تقدير الصفات الأخرى في أنفسهن، مثل الذكاء والمواهب التي يتمتعن بها وقدرتهن على فعل الأشياء. إذا تعلمن ذلك في الصغر سيكون مصدر رضا كبير لهن في الحياة لاحقا.

4- الوعي بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي

إن الوعي بكيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المشاعر والصحة العقلية يساعد الناس على الابتعاد عن تفاعلاتهم بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب على الآباء والأمهات مناقشة الأمر مع بناتهم المراهقات وتوضيح كيفية تأثير وسائل التواصل على مشاعرهن وتصورهن لذاتهن وحتى صورة أجسادهن.

5- تعليم الأطفال التعرف على مشاعرهم

يجب على الآباء تعليم أطفالهم كيفية التعرف على المشاعر التي يمرون بها سواء الغضب أو التوتر والاكتئاب. إن التعرف على ماهية هذه المشاعر ليس بالأمر السهل، وإذا عرف الطفل ذلك، فسيتمكن من التغلب عليها ومقاومتها مع الوقت.

المصدر : مواقع إلكترونية