مديرة برنامج تطوير الابتكار بمؤسسة التعليم فوق الجميع: نجحنا في دعم تعليم نصف مليون طفل حول العالم

بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية هو بنك موارد تابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع مصمم خصيصا للمنظمات غير الحكومية والمدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب في الأسر حول العالم غير المتصلة رقميا أو في المنازل ذات الموارد المحدودة.

بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية ساهم في دعم الأطفال اللاجئين الأفغان - المصدر: مؤسسة التعليم فوق الجميع
بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية ساهم في دعم اللاجئين الأفغان (الجزيرة)

الدوحة ـ كشفت جانفي كانوريا مديرة برنامج تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع، أن بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية التابع للمؤسسة نجح خلال عامين فقط في دعم تعليم ما يقرب من نصف مليون طفل حول العالم، مشيرة إلى أن البنك أصبح الموقع الرائج للمواد التعليمية المجانية للطلاب بين سن الرابعة والـ14.

وأشارت كانوريا إلى أن بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية تأسس خصيصا من أجل الاستثمار في التعلم عن بعد، إلا أنه قد ساهم بشكل كبير في دعم الأطفال اللاجئين الأفغان، وذلك لضمان تمكنهم من التعلم، إذ كان بالإمكان تهيئة وتطويع وتعميم البنك بسرعة لضمان تمكن هؤلاء الأطفال ممن لديهم وصول ضعيف إلى العالم الرقمي أو لا يستطيعون الوصول إليه مطلقا، من الاستمرار في التعلم.

وقالت مديرة برنامج تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع في حوار مع الجزيرة نت، إن اللاجئين الأفغان في قطر تمكنوا من استخدام المحتوى الذي أنشأه بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية أثناء إعادة توطينهم، مؤكدة سعي البنك في الوقت الحالي إلى تطوير المزيد من المحتوى لمساعدتهم على الانتقال إلى بيئتهم الجديدة.

مؤسسة "التعليم فوق الجميع" هي مبادرة عالمية أسستها الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2012، وتعمل برامج المؤسسة الثلاثة على توفير الفرص التعليمية وخاصة في المجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات، وتهدف إلى ضمان فرصة التعليم النوعي والمنصف والشامل للفئات المستضعفة والمهمشة، لا سيما في الدول النامية، باعتباره عاملا تمكينيا للتنمية البشرية.

للتعرف أكثر على دور بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية وأهم إنجازاته، إليكم هذا الحوار:

جانفي كانوريا مديرة برنامج تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع
جانفي كانوريا مديرة برنامج تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع (الجزيرة)
  • في البداية، هل يمكننا التعرف على برنامج بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية؟

جائحة كوفيد-19 أجبرت الكثير منا على الاعتماد على التعلم عن بعد، لكن الحقيقة أن الوصول إلى الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية بالنسبة لغالبية الطلاب حول العالم يعتبر ترفا لا يمكنهم تحمله، ولقد أدركنا في مؤسسة التعليم فوق الجميع هذا الأمر مبكرا، مما دفعنا إلى أن نقرر الاستثمار في التعلم عن بعد الذي يسهل الوصول إليه والمفيد والمصمم خصيصا لتلبية متطلبات الجميع؛ وهكذا بدأ بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية.

بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية هو بنك موارد تابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع مصمم خصيصا للمنظمات غير الحكومية والمدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب في الأسر حول العالم غير المتصلة رقميا أو في المنازل ذات الموارد المحدودة، أو تلك التي قد يكون رعاتهم أميين أو غير قادرين على مساعدتهم في دراستهم.

  • كيف يحقق بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية ذلك؟

يحقق ذلك بإتاحة المحتوى بـ9 لغات، هي العربية والفرنسية والهندية والكانادية والماراثية والآسامية والبنجابية والتاميلية والأردية والسواحيلية والإنجليزية والبشتونية والدارية، ويعمل البنك على دمج "التعلم الاجتماعي العاطفي" مع المهارات العملية والمواد التقليدية، كالرياضيات والجغرافيا، وكل ما يحتاجه الطفل هو نسخة مطبوعة من المواد التعليمية وورق وأقلام رصاص وممحاة، وبذلك يكون مستعدا للتعلم. التجربة التعليمية بديهية وبسيطة بما يكفي ليطبقها الآباء والمعلمون في أي مكان.

  • يهتم البنك بالتعلم الاجتماعي العاطفي، ما أهمية هذا الأمر؟

مر الكثير من الأطفال الذين نعمل معهم بتغيرات ضخمة وربما صادمة في حياتهم، وليس لديهم الأدوات اللازمة للتعامل مع تلك التغيرات، وهو ما قد يؤثر سلبا على قدراتهم في التعلم والتواصل الاجتماعي والتعامل مع وضعهم، سواء كان ذلك يتعلق بإغلاق المدارس واضطراب روتين حياتهم اليومي أو الاضطرار إلى الفرار من منازلهم بسبب الصراع.

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من هذا المستوى من الصدمة، يأخذ التعليم معنى مختلفا، بحيث يصبح التعليم هو المرادف للازدهار في ظروفهم القاسية ولإذكاء الأمل والتفاؤل للشد على أياديهم خلال هذه الأزمة، ويساعدهم التعلم الاجتماعي العاطفي في اكتساب الثبات الانفعالي والقدرة على التواصل فيما بينهم، بل ويخلق أجواء من المرح والسعادة في حياتهم، فإذا كان ذلك غير موجود، فكيف سيتمكن اللاجئون من الصمود للتعامل مع مثل هذه الظروف والاندماج في المجتمعات المضيفة بعد ذلك؟

  • تتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يحاول نصف مليون أفغاني مغادرة أفغانستان بنهاية عام 2021، كيف يمكن استخدام بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية لمساعدة الأطفال اللاجئين؟

إن الأزمات، كتلك التي نشهدها مع اللاجئين الأفغان، قد تتحول بسرعة إلى مأساة إذا لم تُلب الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ففي كثير من الأحيان، يصبح التعليم أمرا ثانويا مقارنة بالمأوى والغذاء والأمن، ولكن لسنا مضطرين للقبول بذلك، إذ يمكن تهيئة وتطويع وتعميم بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية، وهو ما عليه الآن، بسرعة لضمان تمكن الأطفال الأفغان، ممن لديهم وصول ضعيف إلى العالم الرقمي أو لا يستطيعون الوصول إليه مطلقا، من الاستمرار في التعلم.

بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية في أي مكان في العالم تقريبًا لأنه متوفر بتسع لغات - المصدر: مؤسسة التعليم فوق الجميع
بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية متوفر بـ9 لغات (الجزيرة)
  • إلى أي مدى تمكن بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية من الوصول للاجئين الأطفال بشكل عام؟

تم تحميل بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية أكثر من 33 ألف مرة في 175 دولة عبر أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا والأميركيتين، وبمجرد تنزيلها وطباعتها، يمكن أن يتقاسم الأطفال نسخا مطبوعة من وحدات بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية واستخدامها مرارا وتكرارا. لذلك، فإن نطاق هذا النوع من التعليم يكاد يكون غير محدود، ونحن في مؤسسة التعليم فوق الجميع نواصل إضافة مشاريع جديدة وتكييفها مع حياة واحتياجات الأطفال.

لقد عملنا مع شركائنا للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين تعطل وصولهم إلى التعليم قدر الإمكان، لدينا أيضا العديد من الشركاء الذين لم يقوموا بتحميل المواد فحسب، بل استخدموا أيضا التعلم القائم على بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية بأنفسهم داخل مشاريعهم في بلدان مثل كينيا وزامبيا والهند ولبنان وباكستان.

  • هل لدى البنك تطلعات في المستقبل القريب أو خطط جديدة في سبيل إيصال التعليم إلى شريحة أكبر من الأطفال اللاجئين في قطر وحول العالم؟

يمكن استخدام بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية في أي مكان في العالم تقريبا، لأنه متوفر بـ9 لغات ومصمم للاستخدام من قبل أولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى العالم الرقمي، بما في ذلك في قطر، وقد استخدم اللاجئون الأفغان في الدوحة المحتوى الذي أنشأناه وهم ينتظرون إعادة التوطين، ونعمل حاليا على تطوير المزيد من المحتوى للاجئين الأفغان لمساعدتهم على الانتقال إلى بيئتهم الجديدة، سيركز هذا المحتوى الجديد على تعلم المهارات الحياتية الأساسية والتعرف على البلد المضيف لمساعدتهم على الشعور بقدر أكبر من الراحة.

  • كيف يغير هذا النهج حياة الأطفال الأفغان؟

ما زلنا في المراحل الأولى من تدشين المشروع ونجري محادثات مع الشركاء للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتعلمين الأفغان النازحين، والهدف هو المساعدة في تسهيل انتقالهم وسد الفجوة التي يعانون منها، ليتسنى لهم التعلم في مسارات رسمية في البلدان المضيفة الجديدة.

  • بصفتك مديرة هذا البرنامج، فما أكثر شيء تفتخرين به؟

أكثر ما أفتخر به هو التغيير المستمر الذي حققه هذا البرنامج، ما تم تصميمه في البداية كحل مؤقت هو ابتكار ملموس حقيقي لسد الفجوة الرقمية، باستبقاء الأطفال في العملية التعليمية واستخدام التعليم لمساعدة بعض الأشخاص الأكثر تهميشا في العالم على التكيف مع محيطهم.

لقد حققنا معدل رضا بنسبة 90% وأصبح البنك الموقع الرائج لمواد تعليمية جاهزة للتنزيل ومجانية، وهي متوفرة للتعليم الخالي من الشاشات ومخصصة للطلاب بين سن الرابعة والـ14. لقد كانت الاستجابة التي تلقيناها من شركائنا رائعة ومذهلة، فقد تواصلنا مع الشركاء للمساهمة في بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية وتطويعه وتنفيذه مع مجموعات أخرى من اللاجئين، وبعد عامين تقريبا، نجح هذا البنك في دعم تعلم ما يقرب من نصف مليون طفل حول العالم.

إن النزاعات المسلحة والنزوح القسري والكوارث الناجمة عن التغير المناخي وغيرها من الأزمات الممتدة تتسبب سنويا في تعطيل تعليم 75 مليون متعلم، وفي الوقت نفسه، لا يمتلك ما يقرب من نصف العائلات على مستوى العالم إمكانية الوصول إلى العالم الرقمي، وبالتالي التعلم القائم على الإنترنت، وبمقدور نهج وموارد "بنك الموارد التعليمية غير الإلكترونية" توفير هذا الجسر الحاسم بضمان استمرار التعلم للجميع، بغض النظر عن موقعهم في الفجوة الرقمية، وبالتالي، في الفجوة الاجتماعية والاقتصادية.

المصدر : الجزيرة