الحفاظ على غابات الأمازون يمنع 15 مليون حالة مرضية كل عام

تشير نتائج الدراسة إلى قدرة المجتمعات المحلية من السكان الأصليين في حوض الأمازون على صيانة هذه الغابات بشكل أفضل. وأنها تعاني من إزالة أقل للغابات، ومن ثم مواجهة تغير المناخ ومخاطر الأوبئة.

يمكن لغابات الأمازون المطيرة أن تمتص ما يصل إلى 26000 طن متري من الجسيمات كل عام
يمكن لغابات الأمازون المطيرة أن تمتص ما يصل إلى 26 ألف طن متري من الجسيمات كل عام (شترستوك)

أشارت دراسة جديدة إلى أن كل هكتار يتم حرقه من الغابات يتسبب في انتشار أمراض يكلف علاجها ما لا يقل عن مليوني دولار أميركي، كما تشير التقديرات إلى وجود 15 مليون حالة من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية كل عام تكلف نظام الرعاية الصحية في البرازيل وحدها ملياري دولار أميركي.

ووفقا للدراسة التي نشرت في السادس من أبريل/نيسان الجاري في دورية "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرومنت" (Communications Earth & Environment)، فإن بإمكان صيانة غابات الأمازون المطيرة منع الآلاف من حالات أمراض الجهاز التنفسي القاتلة وأمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل تكاليف الرعاية الصحية بشكل كبير في بعض مدن المنطقة التي أزيلت منها الغابات.

وتعد غابات الأمازون أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم، تمتد على أكثر من 6.7 ملايين كيلومتر مربع في 9 دول في أميركا الجنوبية. وهي موطن لما يقدر بـ40 ألف نوع من النباتات، و2.5 مليون نوع من الحشرات، وأكثر من ألفي نوع من الطيور والثدييات.

وتلعب غابات الأمازون المطيرة دورا حيويا في تنظيم مناخ الكرة الأرضية، والحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي، وتوفير خدمات النظم البيئية الأساسية للبشر.

اعترفت السلطات البرازيلية بالحقوق القانونية للسكان الأصليين في خمسة أقاليم فقط في منطقة الأمازون البرازيلية حتى الآن
اعترفت السلطات البرازيلية بالحقوق القانونية للسكان الأصليين في 5 أقاليم فقط في منطقة الأمازون حتى الآن (شترستوك)

قدرة عالية على امتصاص الملوثات

في هذا الصدد، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة باولا بريست -الباحثة في منظمة "تحالف صحة البيئة" (EcoHealth Alliance)- إن الغابات في جميع أنحاء العالم تتميز بقدرتها على امتصاص الملوثات من الحرائق من خلال المسام الموجودة على أسطح الأوراق، ولكن الدراسة الحالية تعد الأولى التي يتمكن فيها باحثون من تقدير قدرة الغابات الاستوائية على القيام بهذه الوظيفة.

وأضافت بريست -في تصريح للجزيرة نت- أن النتائج تشير إلى أن غابات الأمازون المطيرة يمكن أن تمتص ما يصل إلى 26 ألف طن متري من الجسيمات كل عام، وأن المناطق التي يسكنها السكان الأصليون مسؤولة عن 27% من هذا الامتصاص، في حين تغطي هذه التجمعات 22% فقط من الغابات المطيرة.

وأشار التحليل الذي أجراه الفريق إلى أن منطقة الأمازون البرازيلية تصبح إحدى أكثر مناطق العالم تلوثا خلال موسم حرائق الغابات في نهاية يوليو/تموز وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وتعد حرائق الغابات مسؤولة عن 90% من الانبعاثات العالمية للجسيمات التي تطلقها الحرائق، بما في ذلك تلك التي تحدث في حوض الأمازون.

ووفقا للدراسة، فإن حرائق الغابات في حوض الأمازون دمرت 519 ألف هكتار من الغابات في الفترة بين 19 مايو/أيار، و31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إذ فقدت البرازيل معظم الغطاء الحرجي بسبب تلك الحرائق.

خلص المؤلفون إلى أن مناطق السكان الأصليين قد توفر مزايا صحية واقتصادية للسكان الذين يقيمون على بعد 500 كيلومتر من مكان حدوث الحرائق
مناطق السكان الأصليين قد توفر مزايا صحية واقتصادية للسكان الذين يقيمون على بعد 500 كيلومتر (شترستوك)

قبل فوات الأوان

وقد اعترفت السلطات البرازيلية بالحقوق القانونية للسكان الأصليين في 5 أقاليم فقط في منطقة الأمازون البرازيلية حتى الآن، وهي الأقاليم التي تقع في المنطقة الغربية ذات الغابات الكثيفة، وتمثل 8% من قدرة الغابات المطيرة على امتصاص الجسيمات من حرائق الغابات. وتشمل الأقاليم الخمسة 383 منطقة معترفا بها للسكان الأصليين، تمتد على مساحة تزيد على مليون و160 ألف كيلومتر مربع.

وكما تقول المؤلفة الرئيسية، فإن نتائج الدراسة "تشير إلى أن هناك حاجة للعمل الآن -قبل موسم الحرائق- لحماية السكان الأصليين وغاباتهم كمسألة تتعلق بالصحة العامة. وقد يؤدي عدم الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية في الأراضي في منطقة الأمازون إلى إزالة الغابات من أراضيهم وزيادة عدد الإصابات المبلغ عنها، فضلا عن ارتفاع كبير في تكاليف الرعاية الصحية، لا سيما في المناطق التي أزيلت منها الغابات بالفعل".

وأوضحت الباحثة أن نتائج الدراسة الحالية والدراسات السابقة تشير بوضوح إلى قدرة المجتمعات المحلية من السكان الأصليين في حوض الأمازون على صيانة هذه الغابات بشكل أفضل.

كما أظهرت الدراسات السابقة أن إدارة مجتمعات السكان الأصليين للأراضي تحمي مناطق الغابات الكبيرة من حرائق الغابات، وأن غابات الأمازون المطيرة تحمي المناطق المجاورة من أضرار الدخان، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).

وقد خلص المؤلفون إلى أن مناطق السكان الأصليين قد توفر مزايا صحية واقتصادية للسكان الذين يقيمون على بعد 500 كيلومتر من مكان حدوث الحرائق.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + يوريك ألرت