أكثر كفاءة وتوفيرا للطاقة.. باحثون جزائريون يبتكرون تقنية عالمية لتنظيف الألواح الشمسية

البروفيسور عمار تيلماتين رئيس فريق العمل يشرح طريقة عمل الابتكار (مواقع التواصل الإجتماعي)

تمكّن فريق بحث علمي، من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة جيلالي اليابس بولاية سيدي بلعباس بالجزائر، من تطوير تقنية التنظيف الذاتي للألواح الشمسية باستخدام آلة تنفخ الهواء، ولكن بفعالية كبيرة غير مسبوقة، وطاقة لا تتجاوز ما يستهلكه مصباح صغير من نوع "إل إي دي" (LED).

ويتكون الفريق من 4 باحثين وهم: عمار تيلماتين، ياسين بلبنة، يان الله خليفة، قادوس نزهة. وهم يشتغلون في مخبر "تطبيقات بلازما الكهرباء الساكنة والتوافق الكهرومغناطيسي" (APELEC). وقد أودعوا مؤخرا طلب براءة الاختراع على مستوى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية الذي تكفّل أيضا بإيداع طلب دولي على مستوى المنظمة الدولية للملكية الصناعية.

الخلايا الشمسية الحرارية تقنية حديثة لا تزال تحتاج إلى التطوير لتقليل الفاقد منها (شترستوك)
تنظيف الألواح الشمسية يتطلب حاليا طاقة كثيرة وجهدا كبيرا (شترستوك)

القضاء على أبرز مشكل بصيانة الألواح الشمسية

ومن المعروف أن الألواح الشمسية -التي يتم استخدامها في توليد الطاقة الشمسية- تواجه مشاكل لصيانتها، خاصة عملية التنظيف، فملامسة السطح باستخدام الماء أو مواد التنظيف الخاصة يقلل من كفاءتها، كما أن استخدام تقنية "النفخ بالريح" المعمول بها حاليا تتطلب مولدات كبيرة وتحتاج إلى طاقة كبيرة، عكس الاختراع الجديد الذي لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ولا إلى مولد للضغط.

وقال البروفيسور تيلماتين (رئيس فريق الاختراع ومدير المختبر بجامعة بلعباس) في تصريح عبر الهاتف للجزيرة نت "هذا الاختراع مهم جدا في مجال تنظيف الألواح الشمسية لأنه فعّال من حيث الصيانة واقتصادي من حيث الطاقة ولا يحتاج إلى جهاز النفخ الكبير.. ونتوقع أن يكون لهذا الاختراع صدى على المستوى العالمي مستقبلا".

من جهته، قال بلبنة (الأستاذ الباحث المشارك بهذا الاختراع) في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف "الألواح الشمسية تتطلب عناية مستمرة لتنظيفها خاصة المناطق الصحراوية، والتقنيات الموجودة حاليا تعتمد على الماء وهو مورد ثمين واستخدامه لا يخلو من مساوئ، وأيضا على نفخ الريح باستخدام معدات تتطلب طاقة كبيرة مقارنة بالآلة التي اخترعناها".

وأوضح الأستاذ بلبنة "ابتكرنا هذه التقنية بالصدفة حيث كنا نعمل على صنع آلة نفخ هواء لاستخدامها في مجال آخر، لكن بعد صنعها وجدنا أن استخدامها في مجال تنظيف الألواح الشمسية سيكون أحسن وأكثر كفاءة.. الوقت الحالي هذه الالة تشتغل بكابل كهربائي لكننا سنعمل مستقبلا على تزويدها ببطارية حتى يكون الجهاز مستقلا".

ربط الجامعة بعالم الاقتصاد والمؤسسات

ومازالت الحلقة التي تربط الجامعة بعالم الاقتصاد والمؤسسات مفقودة في الكثير من الجامعات ومخابر البحث العلمي بالجزائر، ويبدو أن جامعة بلعباس قد خطت بهذا المجال بعض الخطوات المحمودة، حيث سبق لها تسويق بعض المنتجات البحثية، وتتأهب اليوم لتسويق اختراعها الجديد في تنظيف الألواح الشمسية.

وقال تيلماتين للجزيرة نت "لدينا حوالي 20 براءة اختراع في العديد من المجالات، أهمها آلة لفرز النفايات البلاستيكية والحديدية باستعمال الكهرباء حيث تمكنا من تسويقها بالتعاون مع إحدى المؤسسات المحلية هنا بولاية سيدي بلعباس".

وعاد بلبنة ليقول إن هناك نقصا كبيرا في ربط الجامعات ومراكز البحث بعالم المؤسسات الصناعية والاقتصادية، وهو ما يجب العمل عليه من أجل ربط العالمين معا لدعم البحث العلمي وتطوير المؤسسات الصناعية والاقتصادية.

وأوضح أن فقدان الحلقة التي تربط الجامعات بعالم الاقتصاد جعل منتجات الباحثين ومجهودهم الكبير لا معنى له، معتبرا أن هذا إهدار للطاقات البشرية والمادية "ونحن بجامعة سيدي بلعباس نحاول العمل على ذلك، وأظن أننا بدأنا شق طريقنا نحو تحقيق ذلك".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي