المقابلة

زياد النخالة: حركة الجهاد الإسلامي تختلف مع تنظيم الإخوان وعلاقتها بإيران ليست عقائدية

يعود الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في الجزء الثاني من حديثه لبرنامج “المقابلة”، بذاكرته لسنوات سجنه، وإرهاصات التأسيس للعمل الفلسطيني المقاوم ووجوب انخراط الإسلاميين في هذا العمل.

ويتحدث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في البداية عن سيرته المرتبطة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعن طفولته التي شهدت تصفية والده الحاج رشدي النخالة رفقة فلسطينيين آخرين في عدوان إسرائيلي على قطاع غزة عام 1956.

فقد التحق النخالة -الذي ولد في مطلع الخمسينيات بقطاع غزة- عندما كان شابا بـ"قوات التحرير الشعبية" بقيادة زيادة الحسيني، واعتقل عام 1971 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة إلقاء قنابل على الدوريات الإسرائيلية.

وفي السجن عاش النخالة حياة جديدة، حيث انكب على قراءة الكتب خاصة كتب سيد قطب ومنها كتاب "في ظلال القرآن". وتفاعل النخالة -كما يروي لبرنامج "المقابلة ضمن حلقة (2022/10/30)- مع التيار الإسلامي الذي بدأ يتشكّل داخل السجون بعد أن انتبه الإسلاميون إلى أن بقية التيارات الأخرى مشاركة في العمل المقاوم.

وفي تلك الفترة تواصل مع الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وآخرين من جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم الذي ينتقده الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بسبب ما أسماه الانغلاق الذي يضع نفسه فيه، "فالتنظيم يعتبر نفسه أنه هو فقط من يمثل المسلمين ودونهم لا".

ووفق النخالة، فقد كان مؤسس حركة الجهاد الدكتور فتحي الشقاقي -الذي اغتيل يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا- عضوا فاعلا وأساسيا في تنظيم الإخوان المسلمين، لكنه اختلف معهم حول مشروع المقاومة، وانفصل عنهم لأنه كان يؤمن بأن الأساس هو الجهاد في فلسطين وليس دفاعا على أي مفاهيم أخرى.

وبنى الدكتور الشقاقي رؤيته ومنظومته الفكرية -كما يكشف النخالة- على أساس أن الحالة الإسلامية يجب أن تكون جزءا فاعلا من حالة المقاومة الفلسطينية.

دور حركة الجهاد في الانتفاضة الأولى

وكان للثورة الإسلامية في إيران عام 1979 دور في بلورة فكرة التيار السلامي التي كان يؤمن بها مجموعة من الأشخاص في قطاع غزة وتقوم على أساس أن هذا التيار يجب أن يكون مندمجا في المقاومة الفلسطينية.

ويقول ضيف برنامج "المقابلة" إن الدكتور الشقاقي كان معجبا بالثورة الإيرانية، ولكن ليس على قاعدة مذهبية. وكذلك تأثرت حركة الجهاد الإسلامي التي تأسست عام 1989 بهذه الثورة في الإطار السياسي وليس العقائدي. ويكشف أن دستور ولوائح حركته تقوم على أساس أنها حركة إسلامية سنية، لا تقبل بين أعضائها من يتشيّع.

وبمجرد خروجه من السجن عام 1985 ضمن صفقة الجليل الشهيرة لتبادل الأسرى، انخرط النخالة في العمل المقاوم مباشرة، واختير بعدها عضوا في أول مجلس شورى لحركة الجهاد الإسلامي بقيادة الدكتور فتحي الشقاقي، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة. وشرع بعدها في تشكيل أول جناح عسكري للحركة بين عامي 1985 و1986، على الرغم من أن السلاح كان نادرا. كما كوّن القيادة الأولى التي شاركت في إشعال الانتفاضة الأولى عام 1987 وأصبح ممثل الحركة في القيادة الوطنية الموحدة.

واعتقل الاحتلال النخالة مرة أخرى عام 1988 ووجه له تهمة المشاركة في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، وتم إبعاده إلى جنوب لبنان.

ويذكر النخالة أن شرارة الانتفاضة الأولى كانت عملية الهروب من سجن غزة والتي كان من بينها 6 أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أن حركة الجهاد كانت العنوان الأكبر في الانتفاضة حتى إن كتابا إسرائيليين كتبوا عن ذلك وقالوا إن من حق الجهاد أن تتباهى لأنها هي من دحرجت صخرة الانتفاضة.