لقاء خاص

زيلينسكي للجزيرة: الحرب لم تنته بعد ولا بديل عن التفاوض ونادمون لتخلينا عن النووي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحرب لم تنته بعد، وإن كثيرا من مناطق أوكرانيا تحتلها روسيا التي تقتل وتبيد المدنيين، معربا عن أسفه على تخلي بلاده عن السلاح النووي.

وأضاف زيلينسكي -في مقابلة خاصة مع الجزيرة، هي الأولى له مع وسيلة إعلام عربية- أنه إذا لم تصمد القوات الأوكرانية في جبهات شرقي البلاد، فإن التهديد بإعادة القوات الروسية الهجوم على كييف قد يكون محتملا.

وأكد زيلينسكي أن الروس فشلوا في دخول العاصمة والسيطرة على سائر مناطق أوكرانيا، "بفضل إرادة الأوكرانيين"، وفق تعبيره.

وأضاف زيلينسكي أن الروس حاصروا مدينة ماريوبول للقضاء على سكانها، وخطفوا المسؤولين الحكوميين في المدينة، ولم يسمحوا للمدنيين بالحصول على الطعام والدواء، لكنهم في النهاية لم يستطيعوا إحكام السيطرة على المدينة بفضل المقاومة الأوكرانية.

وفي حين قال الرئيس الأوكراني إنه شاهد بنفسه صورا عديدة لعمليات تعذيب طالت رجالا وأطفالا، فإنه أكد أن الروس خسروا الآلاف من جنودهم في تشيرنيهيف وكييف، مشددا في الوقت نفسه على أن "هناك دعايات كاذبة ومقاطع تحاول تشويه صورتنا، ولا يجوز وضع الأوكرانيين والروس في ميزان واحد".

مفاوضات بلا تنازلات

وجدد زيلينسكي تمسكه بالمفاوضات مع الجانب الروسي واتباع المسار الدبلوماسي لوقف إراقة الدماء، لكنه قال إنها تمضي ببطء، وإنه لا يرى أي نتيجة منها حتى الآن.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن كييف حاولت التدخل لدى الوسيط التركي لإجلاء الجرحى والسكان، متهما روسيا بتعمد إضاعة الوقت.

وأبدى زيلينسكي استعداده للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشددا على أنه "لن نقدم التنازلات، وما سنناقشه في أي لقاء هو وقف الحرب"، معتبرا أن بوتين قادر على تقليل أعداد الضحايا والدمار الذي طال مدن أوكرانيا.

وبشأن الضمانات التي تريدها كييف لأمنها، قال زيلينسكي للجزيرة إن هناك كثيرا من الدول طرحت تصورها للضمانات الواجبة، وأكد ضرورة انخراط الجانب الروسي في هذه العملية. وأضاف أن بلاده طلبت من الصين الانضمام لمجموعة الدول التي يمكنها ضمان أمن أوكرانيا. وتساءل "ما الذي يضمن عدم تكرار وقوع عملية عسكرية ضد أوكرانيا من قبل روسيا؟"

وقال إن دولا عدة أبدت استعدادها كي تكون ضامنة لأمن أوكرانيا، ومن بينها بريطانيا وأميركا وبولندا وتركيا وإيطاليا.

وشدد الرئيس الأوكراني على رفض أن يفرض الجانب الروسي شروطا على أوكرانيا في المفاوضات.

وأعرب عن أسفه على تخلي بلاده عن ترسانتها النووية، وقال إن السلاح النووي يحقق حدا من الردع ويضمن هيبة الشعب الأوكراني، وهو ما تم التنازل عنه من دون ضمانات، لكنه أكد أن بلاده لا تسعى إلى الحصول على سلاح نووي.