الشريعة والحياة في رمضان

فضل عبد الله مراد: هكذا تخرج الزكاة في زمن كورونا وهذه حدود الاجتهاد

استضافت حلقة (2020/4/26) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” عضو جمعية علماء اليمن والأمين العام لمؤسسة “حلال لايف العالمية”، وتحدث عن كيفية إخراج الزكاة في زمن كورونا، وعن حدود الاجتهاد.

قال الدكتور فضل عبد الله مراد عضو جمعية علماء اليمن والأمين العام لمؤسسة "حلال لايف العالمية" إن الفقه الإسلامي ينقسم إلى قسمين أساسيين؛ والقسم الأول هو المنصوص، ويسمى الشريعة من كتاب وسنة، وتمثل الثوابت في الإسلام. أما القسم الثاني فيتمثل في المتغيرات، وهي ما يقاس على المنصوص ويُسقط على الوقائع والأحداث.

وأضاف مراد في تصريحاته لحلقة (2020/4/26) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" أن الفقهاء ربطوا الفتوى بعدة اشتراطات، وأبرزها النظر في الكتاب والسنة أولا، ثم تنزيل الواقعة على الحدث، وهي مرحلة مهمة وأكد عليها العلماء، نظرا لتغير العادات والظروف، مشددا على أن العقائد ثابتة لا "تتزحزح"، كما هي حال العبادات باستثناء الحالات الخاصة التي يجوز فيها الترخّص.

وحول الفتاوى الخاصة بجائحة كورونا، أكد مراد أن أبواب الاجتهاد مفتوحة لحماية النفس، مذكرا بأن المذهب الشافعي يتيح للمصلين المسافرين عبر البحر الصلاة جماعة من أكثر من سفينة في الوقت نفسه، رغم المسافة التي قد تفصلها، وأنه إذا أُسقطت هذه الفتوى على ظروف انتشار الوباء الحالي سيتمكن الناس من الصلاة جماعة مع احترام مسافة بضعة أمتار، كما يمكن الصلاة من البيوت وراء إمام بجسد قريب لها.  

وعن موضوع إخراج الزكاة خلال الجائحة، قال مراد إنه يمكن خلال تفشي الوباء تقديم إخراج الزكاة وتعجيلها، مؤكدا أنه ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه أخذ زكاة العباس وقدمها سنة، وفي رواية أخرى قدمها سنتين، وإن هذا التقديم الخاص للزكاة يعد أمرا مشروعا لدى أغلب المذاهب في الإسلام، متابعا أنه يجوز إخراج الزكاة مع دخول شهر رمضان ليستفيد منها المتضررون من وباء كورونا من المسلمين، مع ضرورة الاجتهاد لتقديم المساعدات أيضا لغير المسلمين.    

أما في ما يتعلق بإساءة استغلال الفتاوى والرخص، فأشار مراد إلى أنه على المفتي التريث والتثبت ودراسة حالة المُستفتي بدقة، من دون تفويت تفاصيل حالته وظروفه وعاداته وثقافته، وأن يكون فطنا ومقدرا مآلات تلك الفتوى.