سيناريوهات

من ذئاب منفلتة إلى عرين الأسود.. ما الذي تعرفه عن المجموعة التي أرقت إسرائيل؟

رأى الصحفي والباحث نواف العامر أن مجموعة “عرين الأسود” استطاعت الإجابة عن أسئلة ميدانية على أرض الواقع، وتقديمها رسائل مهمة لفلسطين والعالم العربي وكذا الجانب الإسرائيلي.

وأشار -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" (2022/10/27)- إلى أن الداخل الفلسطيني يحتاج إلى تجديد الشرعيات الفلسطينية وضخ دماء جديدة شابة لتكون في ساحة مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.

وبرزت مجموعة "عرين الأسود" في الأشهر القليلة الماضية، وتحولت سريعا إلى ظاهرة تستحوذ على اهتمام الشبان الفلسطينيين، ولا تزال تؤرق أجهزة الأمن الإسرائيلية، وخصصت لها عملية عسكرية خاصة لم تشهد نابلس مثلها منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.

وفي سياق تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي، نشرت قناة "كان" العبرية، صورة يظهر فيها مجموعة من قادة "عرين الأسود"، بعضهم تم اغتياله، كإبراهيم النابلسي، وتامر كيلاني، وأخيرا وديع الحَوَح، وبعضهم الآخر لا يزال ضمن قائمة المستهدفين. وأشارت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في نابلس وجنين، من أجل القضاء على من تبقى ضمن هذه القائمة.

سيناريوهات محتملة

من جانبه، رأى وزير الإعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو أن المجموعة تطور عما كانت إسرائيل تصفه بالذئاب المنفلتة، وهم شباب كانوا يقومون بعمليات نوعية في مناطق فعالة ولا تعرف إسرائيل إلى أي تنظيم ينتمون، ولكن تطور الأمر وأصبحوا مجموعة لديها حاضنة شرعية من خلال شعبيتهم.

وأضاف أنهم أصبحوا أبطالا شعبيين مما يجعل مجموعتهم تتسع وتشمل كل مناطق فلسطين في المستقبل، مشيرا إلى أن تكون هذا التشكيل ناتج عن حالة الفراغ على صعيد السياسة والمقاومة الذي شهدته فلسطين.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر أحمد جميل عزم أن خروج تنظيم يشبه فصيلا جديدا قادر على تنظيم نفسه ولديه قدرة عسكرية مستمرة هو أمر جديد عما كان في السابق، حيث كانت تسود مجمعات مسلحة وأدرع عسكرية للفصائل أو ردود فعل سريعة.

وأضاف أن مجموعة عرين الأسود قادرة على التطور واستخدام الإعلام الجديد وتحريك الشارع من خلال إصدار بياناته الخاصة، معتبرا أن هذه المجموعة قادرة على فرض نظام جديد وتنظيم أنفسهم وتحريك الشارع، مما يجعلهم يفرضون إيقاعا جديدا تتبعه الفصائل التقليدية ويغير قواعد اللعبة.

يذكر أن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أودي ديكل اعتبر في ورقة تقدير موقف نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تحت عنوان: "عرين الأسود: تنبيه لمواجهة تحديات وشيكة"، أن ظاهرة "عرين الأسود" في الضفة الغربية تشكل إشارة أخرى لإسرائيل بأنها لن تكون قادرة على "احتواء" الأراضي الفلسطينية إلى الأبد، كما أنها تعبير آخر عن ضعف السلطة الفلسطينية.

وأضاف ديكل أن النهج الإسرائيلي الذي يرتكز أساسا على الاستخدام المتزايد للقوة استنفد نفسه، وهناك حاجة الآن إلى جهود جديدة، إلى جانب الاستعدادات لسيناريوهات عديدة قد تنجم عن الوضع الحالي، أولها مبادرة شعبية شاملة تجذب الشعب الفلسطيني إلى العمل الذي من شأنه تغيير القيادة والقواعد الحالية للعبة.

والسيناريو الثاني في تقديره هو سيطرة حماس على ديناميكيات الوضع، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الإرهاب والفوضى في الضفة الغربية كما قال. أما السيناريو الثالث فهو مواجهة إسرائيل لضغوط دولية كي تسمح بإجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ورئاسة السلطة الفلسطينية.