سيناريوهات

بعد الهجوم على "نطنز".. ما فرص نجاح المفاوضات بشأن ملف إيران النووي؟

قال أستاذ الإعلام السياسي في كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران شاهو صبار إن إيران تريد استئناف مفاوضات الاتفاق النووي والعودة إلى الصفقة الماضية مع أوروبا وأميركا التي تم التوصل إليها عام 2015.

ولكنه وصف في -حديثه لبرنامج "سيناريوهات" (2021/4/15)- الوضع الراهن بأنه هش للغاية؛ فإيران على بعد شهرين من الانتخابات، أي أنه من المحتمل جدا أن تأتي إدارة جديدة للبلاد قد لا تكون بنفس الحماس لاستئناف المفاوضات.

وكانت إيران أعلنت تعرض منشأة "نطنز" النووية لما سمّتها عملية تخريبية، ووجّهت فيها أصابع الاتهام لإسرائيل، وذلك في خضم مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، وتوقع محللون أن ينعكس هذا الهجوم على المحاولات الجارية في العاصمة النمساوية لإنهاء أزمة الملف النووي بين طهران وواشنطن.

وفي هذا السياق، أكد صبار أن إسرائيل تخطط لمثل هذه الهجمات سعيا لتقويض المفاوضات الجارية في فيينا، مشيرا إلى أن توقيت الهجمات يدل على أن إسرائيل تسعى لاستفزاز طهران، وأن تقوم الأخيرة برد عسكري كبير، تتمكن إسرائيل من استغلاله لتعزيز اتهاماتها لإيران بأنها تهدد أمن المنطقة، متهما العالم الغربي بالانحياز إلى جانب إسرائيل، واستعداده الكبير لتجاهل التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها، وفي الوقت ذاته يسارع للتعاطف معها إزاء أي ردة فعل قد تواجهها بسبب انتهاكاتها.

واعتبر أن الحل للخروج من هذه الأزمة هو عودة الأميركيين للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس باراك أوباما، ومن ثم التفاوض على بقية النقاط.

إحياء صعب

من جهته، اعتبر مارك فيتز باتريك نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون نزع الأسلحة النووية إن أميركا وإيران تريدان إحياء الاتفاق النووي، وتم الاتفاق على الالتزام مقابل الالتزام، معتبرا أن هذه خطوة مهمة لإحياء الاتفاق.

لكنه لم يخف خشيته من أن يؤدي الهجوم على نطنز إلى تعقيد الموقف التفاوضي أكثر، خاصة بعد إحساس الإيرانيين بعد الهجوم بأنه أصبح بإمكانهم التخلي عن الكثير من المرونة التي أبدوها مؤخرا، والمضي في خطوات تزيد قدراتهم النووية.

وشدد على أن على الطرفين الاتفاق بشأن العقوبات التي ينبغي رفعها، وكذلك الخطوات الإيرانية اللازمة للعودة للاتفاق، معتبرا أن رفع العقوبات ليس بالأمر الهين بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأرجع صعوبة الأمر إلى أن إيران تعتبر أن كل العقوبات المفروضة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يجب أن تُرفع، والتي تقدر بـ1500 عقوبة، وهو ما ترفضه إدارة بايدن، لأن بعض العقوبات فُرضت بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته تؤكد عدم ممانعتها برفع العقوبات التي فرضها ترامب من أجل منع الاتفاق النووي.

أما الصحفي الإسرائيلي الحنان ميلر فاستبعد أن تكون إسرائيل تسعى من وراء الهجوم على "نطنز" لجر الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة مع إيران، وقال إنه لو فعلا كانت إسرائيل تقف وراء الهجوم على "نطنز" فهي تسعى فقط لإعاقة الوصول لاتفاق بين طهران وواشنطن من أجل العودة للاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه قبل 6 سنوات.

ومع أن ميلر أشار إلى امتعاض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من الاتفاق النووي، فقد أكد أنه لا يسعى لمواجهة مع إيران، وإنما لاستغلال ملف إيران لمصالحه الانتخابية لمواجهة خصومة الداخليين.