للقصة بقية 

في عيدها الـ26.. ما الثمن الذي تدفعه الجزيرة لنقل الحقيقة؟

استعرضت حلقة (2022/10/31) من برنامج “للقصة بقية” قصص الانتهاكات التي تعرض لها مراسلو وصحفيو الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعالم، بالتزامن مع احتفال الجزيرة بعيدها الـ26.

وبدأت الحلقة باستعراض قصف طيران قوات الاحتلال الإسرائيلي لبرج الجلاء في قطاع غزة المحاصر والذي كان يضم مكتب قناة الجزيرة والعديد من وسائل الإعلام الأخرى، في منتصف مايو/أيار 2020، وتم استخدام صواريخ طراز "جي بي يو- 31″ (GBU-31)، و"جي بي يو- 39" (GBU-39) المجنحة شديدة الانفجار والتدمير.

وروى وائل الدحدوح مراسل الجزيرة في غزة "للقصة بقية" لحظات قصف برج الجلاء بكلمته الشهيرة حينها على الهواء "انهار البرج" التي بقي يكررها عدة مرات، مؤكدا أن قرار التغطية المباشرة للعدوان على غزة أحرج الاحتلال الإسرائيلي ودفعه لمحاولة تصفية القنوات العاملة داخل القطاع لمنع خروج الصور منه.

كما تحدث مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري من أمام مكتب الشهيدة شيرين أبو عاقلة عن الفراغ الذي تركته شيرين في المكتب بعد استشهادها وتحول مكتبها إلى مزار يتوافد إليه الناس من كل مكان، كاشفا عن تأثر موظفي المكتب حتى اليوم برحيل شيرين.

بدوره، قال مراسل الجزيرة والخبير في الشأن الأفغاني تيسير علوني إن الصحفيين شهود يوثقون الجرائم التي تحدث، وهذا ما يجعلهم في مرمى الاستهداف الدائم من قبل المعتدين في محاولاتهم لطمس الحقيقة.

أما المعتقل السابق في سجن غوانتانامو ورئيس قسم الحريات العامة وحقوق الإنسان سامي الحاج فأكد أن شبكة الجزيرة أنشأت المركز من أجل خدمة الصحفيين حول العالم وليس فقط خدمة صحفيي الجزيرة، كاشفا عن سعي المركز من أجل سن قانون دولي يحمي الصحفيين مماثل للقانون الذي يحمي الدبلوماسيين.

كما تحدثت نورة علي الجابر -مسؤولة تنفيذية بالعلاقات الدولية بشبكة الجزيرة وابنة المصور الشهيد علي حسن الجابر- عن أن اختيارها للعمل في الجزيرة من أجل إكمال مسيرة والدها، كما روت اللحظات الأولى لوصول خبر اغتيال والدها في ليبيا، واصفة الأمر بالصعب للغاية.

ولم تخفِ مراسلة الجزيرة في الأراضي المحتلة جيفارا البديري خوفها على أسرتها، وخوف أسرتها أيضا عليها، خصوصا عند تعرضها للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطية أحداث الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، مؤكدةً أن الخوف كبر مع اغتيال الزميلة شيرين وبات أطفالها يرفضون مهنة الصحافة.

ويقول المصور بمكتب قناة الجزيرة بغزة محمود عبيد إن العمل الصحفي في القطاع خطير في كل الأوقات، منوها إلى أنه عند حدوث قصف يحتمي جميع الناس منه، بعكس الصحفيين الذين يخرجون لمكان القصف من أجل نقل الصورة وبشاعة جرائم الاحتلال للعالم، وهو ما يجعلهم وأسرهم في خطر دائم.

جدير بالذكر أن شبكة الجزيرة تحتفل بعيد ميلادها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ويوافق هذا العام العيد الـ26 للجزيرة.