للقصة بقية 

تخوض حروبا سيبرانية.. من هي أقوى دول العالم؟ وكيف سيكون شكل الحرب العالمية الثالثة؟

سلطت حلقة (2022/10/17) من برنامج “للقصة بقية” الضوء على تطور القطاع السيراني في العالم، إلى درجة أنه أصبح محل نزاعات وحروب بين الدول، من خلال مهاجمة أنظمة المؤسسات العامة والخدمية للدول.

وتتميز الحرب السيبرانية بأنها حرب تخاض في الحواسيب بعيدا عن ميدان المعركة والأسلحة التقليدية، ولا تحتاج إلا إلى لوحة مفاتيح وحاسوب متصل بالإنترنت، وتعتبر حرب منخفضة التكلفة، كما أنها تفصح عن مستقبل الحروب في العالم.

ويبدو أن الحرب العسكرية التي اندلعت بين موسكو وكييف في فبراير/ شباط الماضي، لم تكن هي البداية الفعلية لهذه الحرب، فحسب الخبراء فإن الحرب انطلقت بين الدولتين فعليا عام 2015، وكانت حينها على النطاق السيبراني.

ويحدد الخبراء 3 مستويات للحرب السيبرانية بين روسيا وأوكرانيا، الأول يعمل وفق إستراتيجية تعطيل الخوادم من العمل عبر غمرها بطلبات هائلة للدخول على موقع محدد خلال وقت قصير يفوق طاقة تحمل الموقع.

والمستوى الثاني الأخبار الكاذبة الذي من خلاله يتم اخترق الموقع ونشر أخبار كاذبة أو مغلوطة أو تغيير المعلومات التي تظهر على الشاشة لتضليل الناس وجعلهم يعتقدون بصحتها، أما النوع الثالث فهو الأخطر لأنه يعتمد على تدمير ومسح المعلومات التي على الشبكة، مما يؤدي إلى منع الأشخاص إلى الوصول إليها.

ويقول الخبير في مجال الأمن السيبراني كريم العموري إن إسرائيل أخطر دولة تمتلك هذا النوع من الجيوش التي تعمل على تدمير المواقع، وتعتبر الدولة الأولى عالميا، ويأتي في الدرجة الثانية كل من روسيا والولايات المتحدة، ولدى الدولتين أجهزة استخباراتية متخصصة في الحرب السيبرانية، ولم يستبعد أن تكون الحرب العالمية الثالثة سيبرانية.

وشبه الخبير في إدارة المخاطر والأمن السيبراني الحرب السيبرانية بالحرب النووية، لقوتها في تدمير البنية التحتية الرقمية للدول، مضيفا أن الخبراء يصفون الاستخدام المفرط للتكنولوجيا في الهجمات السيبرانية بـ "يوم القيامة" لأنها ستؤثر على كل مناحي الحياة.

كيف انطلقت الحرب على أوكرانيا

وفي العام 2017 بلغت الحرب السيبرانية على أوكرانيا ذروتها، حيث هاجم فيروس "بيتيا" موقع أوكرانيا الذي يقدم الخدمات وعمل بصورة سريعة على تدمير الأجهزة التي أصابها، وكان ظاهر هذا الفيروس كبرنامج فدية، لكنه في الواقع يتظاهر بهذا الأمر ويعمل على تدمير الأجهزة التي يصيبها ويحذف المعلومات.

وتحدث يفغيني بريمتشوك مستشار وزير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا عن أن الحرب السيبرانية الروسية بدأت منذ يناير/كانون الثاني 2022 بهجوم على المواقع الأوكرانية الحكومية والخدمية وتم إخراجها عن العمل، وكان ذلك بالتزامن مع الحشود الروسية على الحدود الأوكرانية.

كما أصيبت المواقع الأوكرانية بالعديد من الهجمات السيبرانية التي أخرجتها عن الخدمة وأدت إلى مسح كل المعلومات التي تحتوي عليها، ولم تغفل الهجمات القطاع المصرفي الأوكراني، الأمر الذي أدى إلى حالة ذعر لدى الأوكرانيين بعد تعذر سحب أموالهم من البنوك جراء الهجمات السيبرانية على البنوك في البلاد.

بدوره، أكد المحاضر في الأمن العالمي تيم ستفينز أن الهجمات الروسية حرمت الأوكرانيين من الدخول إلى المواقع الحكومية وكتبوا فيها "الروس قادمون فاحذروا"، وكان الأمر أشبه بترويج للاجتياح الروسي لأوكرانيا، محذرا من صعوبة السيطرة على الحروب السيبرانية أو حصرها ضمن نطاق جغرافي محدد.

وتلقت الحكومة الأوكرانية دعما سيبرانيا عقب الاجتياح الروسي لها من قبل حكومات ومجموعات غير مرتبطة بأي منظمات، أدت إلى اختراق موقع الكرملين، وقناة روسيا اليوم، وموقع الفيديوهات الروسي "روتيوب" المشابه ليوتيوب.

في المقابل، يرى المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف أن الاتهامات التي وجهت لروسيا بقرصنة المواقع الأوكرانية لا تبتعد كثيرا عما أسماها حملة منظمة للترويج بالخطر الروسي السيبراني، مدعيا أن الهجمات لم تصدر عن الحكومة، بل عن مجموعات لا تمثل إلا نفسها.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة الجرائم الإلكترونية إلى نحو 10.5 تريليونات دولار بحلول العام 2025، وأن تصل صناعة الأمن السيبراني إلى أكثر من 400 مليار دولار بحلول العام 2027.