الجريمة السياسية

امتلك معلومات خطيرة تدين شارون بمجزرة صبرا وشاتيلا.. ألهذا اغتيل إيلي حبيقة؟

كشف تحقيق خاص في برنامج “الجريمة السياسية” الذي بثته الجزيرة بتاريخ (2019/9/1) ملابسات اغتيال الوزير اللبناني السابق إيلي حبيقة، وتابع مدى ارتباط اغتياله بمجزرة صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين بلبنان.

كشف تحقيق خاص في برنامج "الجريمة السياسية" الذي بثته الجزيرة بتاريخ (2019/9/1) ملابسات اغتيال الوزير اللبناني السابق إيلي حبيقة، وتابع مدى ارتباط اغتياله بمجزرة صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين بلبنان، واتهام السلطات اللبنانية إسرائيل باغتياله بتفجير سيارة مفخخة شرقي بيروت.

من إيلي حبيقة؟
يعد إيلي حبيقة من أبرز قيادات حزب الكتائب اللبناني، وكان من أبرز المتهمين في مجازر صبرا وشاتيلا التي وقعت في سبتمبر/أيلول 1982 ونفذتها "القوات اللبنانية" الجناح العسكري لحزب الكتائب.

وارتبط اسم حبيقة بمجزرة صبرا وشاتيلا التي بقيت تلاحقه حتى مقتله، إذ برز اسمه كأحد المسؤولين عن المجزرة التي قيل إنها كانت انتقاما لاغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، بدعم من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون.

ويذكر أنه في مايو/أيار 1985، انتخب حبيقة رئيسا للقوات اللبنانية ليعلن أن الخيار العربي خيار لبنان وأن الحل يأتي بالتحالف مع سوريا.

وقد قتل حبيقة صباح الخميس 24 يناير/كانون الثاني 2002 بانفجار سيارة ملغومة في ضاحية الحازمية ببيروت الشرقية، وقتل معه في الانفجار ثلاثة من مرافقيه.

وقال الأكاديمي الإسرائيلي إيال زيسر إن حبيقة زار إسرائيل عدة مرات وكان مسؤولا عن التواصل والتنسيق مع الإسرائيليين، بينما اعتبر النائب السابق عن القوات اللبنانية أنطوان زهرا أن حبيقة انتقل من مقاوم إلى مشروع سياسي سلطوي أغرته سوريا بالسلطة والنفوذ.

وجدير بالذكر أن فصلا جديدا بدأ بين حبيقة وإسرائيل بعد محاولتها تحميله كامل المسؤولية عن مجزرة صبرا وشاتيلا، وتبرئة جانبها والمجموعات اللبنانية التابعة لها، إذ اعتبر محامي أسر ضحايا صبرا وشاتيلا شبلي ملاط أن اغتيال حبيقة مرتبط بشكل مباشر باستعداده للإدلاء بشهادته أمام محكمة في بلجيكا تثبت تورط شارون بالمجزرة.

مجزرة صبرا وشاتيلا
في صيف 1982، اجتاحت الدبابات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية بيروت، ولعب حبيقة دورا محوريا بأوامر مباشرة من بشير الجميل قائد القوات اللبنانية آنذاك.

وأدى انفجار سيارة مفخخة إلى وفاة الجميل قبيل استلامه منصب رئاسة لبنان بشكل رسمي، بعدما حظي ترشيحه بدعم إسرائيلي وتحفظ سوري. وعقب اغتيال الجميل دخلت القوات الإسرائيلية بشكل عاجل إلى بيروت الغربية مما زاد من تعقيد الوضع.

وأكدت وثيقة للاجتماعات الأمنية الإسرائيلية، أنه في 15 سبتمبر/أيلول 1982 جرى لقاء بين  مسؤولين عسكريين إسرائيليين من جهة وايلي حبيقة حيث تم الاتفاق على دخول الكتائب إلى المخيمات الفلسطينية .

بينما حمّل تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية "كاهان" المسؤولة كاملة إلى مقاتلي إيلي حيبقة، واكتفى بتحميل شارون والجيش الإسرائيلي مسؤولية أخلاقية عن المجزرة، إلا أن طبيبا من سكان مخيم شتيلا -وهو محمد الخطيب- أكد  مشاركة مليشيا جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد والقوات الإسرائيلية وتورطهم بالمجزرة.

ولذلك تم الربط المباشر بين تحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن المجزرة لحبيقة، وبين استعداده للشهادة والإدلاء بمعلومات قال إنها ستقلب الرواية وتظهر حقائق خفية؛ إلا أنه بعد الاغتيال تم إغلاق ملف المجزرة، كما أن التحقيقات في اغتياله لم تستكمل وبقي الفاعل مجهولا حتى اليوم.