تحقيقات الجزيرة

إريك برنس.. رجل الظل الذي ارتبط اسمه بالمرتزقة ومشاريع سرية مع الإمارات

قصة واحد من رجال النفوذ والتأثير منذ بداية القرن الـ21، عُرف باسم “أمير الظلام” وارتبط اسمه بالمرتزقة التي تعمل في أفريقيا وبتحقيقات عن صفقات أمنية مع الصين وبمشاريع سرية مع دولة الإمارات.

هو إريك برنس، الرئيس السابق لشركة "بلاك ووتر" (Blackwater) الذي يسلط عليه الضوء الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة (2021/12/3)، حيث استعرض صعوده ثم نزوله عن مسرح الأحداث العالمية الكبرى كرجل ظل غامض، والأدوار التي لعبها كوسيط للحرب في العراق وأفغانستان وغيرهما.

يقول عنه القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الفريق أول وليام فالون إنه رجل ذو طبيعة معقدة وهو شديد الدهاء.

ومن جهته، يؤكد فيليب كامبيون، وهو متعاقد عسكري خاص وعسكري سابق في القوات الخاصة البريطانية، أن "بلاك ووتر" نالت شهرتها بسبب حجم المشاكل التي تورطت فيها لا بسبب جودة عملها.

ويروي الفيلم الوثائقي قصة بدايات إريك، حيث التحق بالأكاديمية البحرية الأميركية، لكنه تركها بعد 3 فصول، ودرس الاقتصاد الأمر الذي أتاح له تدريبا في البيت الأبيض، ومن هناك بدأ إريك ينسج علاقاته مع شخصيات نافذة، ثم التحق بقوات العمليات الخاصة للبحرية الأميركية، وهناك كانت نقطة التحول في حياته.

وخلال الوقت الذي أمضاه في البحرية الأميركية ولدت لديه فكرة تأسيس "بلاك ووتر" التي أنفق عليها من ثروته الخاصة، حيث ورث عن أبيه ما يتجاوز المليار دولار.

وجاءت الولادة الحقيقية لشركة "بلاك ووتر" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكان وزير الدفاع الأميركي الأسبق ديك تشيني -الذي شجع الشركات الأمنية الخاصة- من أبرز داعمي إريك برنس و"بلاك ووتر"، التي اقتبست اسمها من مصطلحات القوات الخاصة البحرية ومعناه القيام بعمليات تحت المياه في ليلة مظلمة.

دور "بلاك ووتر" السيئ في العراق 

وفتح غزو العراق الباب على مصراعيه أمام الشركة الأمنية ورئيسها. وطبقا لتقرير الكونغرس لعام 2007، تضاعفت العقود الفدرالية التي حصلت عليها 8 أضعاف. وكانت تحصل على عقود جديدة دون رقيب ولا حسيب، في الوقت الذي كان فيه التوتر يتصاعد في العراق.

ويؤكد الكاتب والصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية محمد المنشاوي أن إرسال "بلاك ووتر" للعراق كان قنبلة موقوتة، لأن أفرادها لم تكن لديهم مهارات سوى إطلاق النار.

وأثارت الشركة الأمنية غضب العراقيين وخاصة بعد أن ارتكبت مجزرة في ساحة "جسر النسور" في بغداد في سبتمبر/أيلول 2007، والتي قتل فيها 17 عراقيا وجرح 18 آخرون، وهي الواقعة وغيرها من الانتهاكات التي وترت العلاقة بين بغداد وواشنطن وفتحت الكثير من التحقيقات وجلسات الاستجواب.

وبعد إلغاء رخصة "بلاك ووتر" في العراق، تحطم حلم إريك برنس، ومن ثم توجه إلى أبو ظبي، حيث استدعاه ولي عهد الإمارة محمد بن زايد آل نهيان للمساعدة في تأسيس الحرس الأميري.

ولم يكف برنس عن لعب دور رجل الظل، إذ وضع عينيه على أماكن أخرى مثل ليبيا، حيث قدم مقترحات لإصلاح الأوضاع في ليبيا وأفغانستان من موقعه في الصين وهو أمر شديد الغموض.

ومع ترشح دونالد ترامب للرئاسة، شارك مؤسس "بلاك ووتر" في تمويل حملته الانتخابية، وتمتع بالنفوذ داخل إدارة ترامب، لكنه عاد ليخسر هذا النفوذ داخل الإدارة الأميركية بعد خسارة الرئيس الجمهوري الانتخابات الرئاسية.

يذكر أن المحقق الخاص روبرت مولر الذي كان ينظر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية كشف في تحقيقاته عن اجتماع سري في جزر سيشل، رتبه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وجمع كلا من إريك برنس وجورج نادر والمصرفي الروسي كيريل ديمترييف.