ما وراء الخبر

بعد هجمات "مستفزة".. هل تشتعل الحرب بين أميركا وروسيا على الأراضي السورية؟

قال أندريه باكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس إن الأوضاع في سوريا تقترب من تطورات خطيرة للغاية، فاحتمال المواجهة المباشرة بين أميركا وروسيا أكبر بكثير في سوريا بالمقارنة معها في أوكرانيا.

وأشار في حديثه لحلقة (2022/6/18) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن روسيا لن تخفض من التواجد العسكري والسياسي في سوريا، بل ستحرص على زيادة عناصرها هناك إذا كان ذلك ضروري.

وانتقد باكلانوف وجود القوات الأميركية والتركية على الأراضي السورية، واصفا إياه بأنه غير قانوني، لأن الحكومة لم تطلب منهما ذلك على حد رأيه، معتبرا أن الأوان قد آن لتغيير هذا الوضع بسحب هذه القوات، وإلا فسيؤول الأمر إلى مواجهات عسكرية مباشرة، بحسب قوله.

وكانت مصادر أميركية كشفت أن القوات الروسية نفذت الشهر الجاري هجمات ضد مواقع تابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا من بينها قاعدة التنف، وأشارت إلى أن هذه الهجمات أثارت قلق واشنطن من إمكانية وقوع مواجهة أميركية روسية نتيجة سوء التقدير على الأراضي السورية.

بينما أعلن فصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية المسلحة، أن طائرات مجهولة قصفت فجر الخميس مواقع لهم في منطقة التنف عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، تضم قوات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة.

في المقابل، أشار المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا جيمس جيفري إلى أن الاستفزازات من الجانب الروسي تصمم بشكل دقيق، معتبرا أنه لا مؤشرات على انخفاض الوجود الروسي في سوريا، ولكنه وصفه بأنه وجود محدود وبإمكان أميركا وإسرائيل وتركيا إنهاءه في غضون ساعات فقط، لأن لديهم عددا محدودا من الطائرات.

ومضى يؤكد أن أميركا هي الأقوى على المستوى العسكري بين الأطراف في سوريا، مشددا على أن واشنطن لن تنسحب وسترد عسكريا في حال مهاجمة القوات الروسية لها.

استفزازات مستمرة

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن هذه الهجمات ليست الاستفزاز الأول، بل هي ضمن حراك نحو التصعيد وإجراءات أكثر وضوحا بمراميها السياسية، حيث جرت سابقا مناورات ليلية بين الطيران الروسي والسوري للتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي ربط للوضع السوري بحرب أوكرانيا، أوضح أن العلاقات الروسية الأميركية في أوكرانيا تجاوزت مرحلة الصدام غير المباشر، من خلال الانخراط الأميركي الواضح في تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة بشكل علني.