ما وراء الخبر

تهديد إسرائيلي لإيران وتصعيد مع لبنان.. هل هو الحسم العسكري؟

أجمع ضيوف حلقة “ما وراء الخبر” على أن تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بمهاجمة إيران عسكريا تبقى مجرد تهديد إعلامي، واستبعد بعضهم أن تذهب إسرائيل إلى شن حرب ضد لبنان في الوقت الراهن.

وأكدت آنا أهرونيم -مراسلة الشؤون العسكرية والدفاع في صحيفة "جيروزاليم بوست" (Jerusalem Post)- أن تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي لا يعني تنفيذ ضربات جوية ضد إيران، وهو "ليس تهديدا وشيكا ضد إيران"، ورجحت أن يكون المقصود هو استمرار منع إيران من تحقيق أي إنجاز في مجال صنع السلاح النووي.

وكان غانتس قد هدد اليوم الخميس بمهاجمة إيران عسكريا، مشددا على أنها لم تعد تحديا لإسرائيل فقط، بل باتت مشكلة إقليمية وعالمية، في حين توعدت إيران من وصفتهم بالأعداء بـ"رد سيكون قاسيا وواسعا".

وقللت المتحدثة الإسرائيلية -لحلقة (2021/8/5) من برنامج "ما وراء الخبر"- من احتمال تطور الأوضاع على الحدود اللبنانية، مشيرة إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان هدفها توجيه رسالة إلى اللبنانيين مفادها أنها "لا تريد أن تكون حدود إسرائيل مع لبنان مثل حدودها مع قطاع غزة". وقالت إن إسرائيل لا تريد الدخول في حرب مع لبنان.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية صباح اليوم الخميس مواقع في جنوب لبنان للمرة الأولى منذ العام 2006، وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن هناك نوايا تصعيدية لدى إسرائيل.

أما العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي هيلاري مان ليفريت فقالت إن هناك حملة بالولايات المتحدة الأميركية لتقوية إسرائيل في حرب الظل التي تشنها ضد إيران، مشيرة إلى وجود ما وصفته بالتنسيق المكثف بين إدارة الرئيس جو بايدن والإسرائيليين على كافة المستويات.

واعتبرت هيلاري مان ليفريت أن قرار إحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي كانت خطوة منسقة، وهي إشارة لحلفاء الولايات المتحدة بأن إدارة بايدن تختلف عن الإدارة السابقة، ورجحت أن تكون هذه الخطوة "تمهيدا لعمل عسكري ضد إيران"، وهو ما سيزيد من توتر المنطقة، كما تقول هيلاري.

وتحدثت الضيفة الأميركية عن وجود اختلاف بين بلادها وإسرائيل في التعامل مع إيران، وقالت إن تهديدات تل أبيب ضد طهران تفيد واشنطن، وهي "محاولة مشتركة لإجبار إيران للتفاوض بشأن قدراتها".

وخلصت إلى أن مقاربة إدارة بايدن تقضي باحتواء إيران ومنعها من أن تكون قوة عسكرية واقتصادية، وقالت إن هذه المقاربة هي أقرب إلى ما تدعو إليه النخبة في الولايات المتحدة الأميركية.

ومن جهته، استبعد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي توفيق شومان أن تذهب إسرائيل إلى الحرب، وقال إنه في مرحلة ما بعد إحياء الاتفاق النووي الإيراني يمكن للأطراف المعنية أن تذهب إلى "يالطا الصغيرة"، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد السوفياتي سابقا وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكنه تساءل عما بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة وطهران.

وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قد وصف وضع إيران دوليا "بالمنبوذ"، كما طالب مجلس الأمن بالرد على ما وصفه بعدم احترام إيران للقانون الدولي وممارساتها المزعزعة للاستقرار.