"حرب ديموغرافية دينية".. هكذا يقرأ خبراء ومحللون تحركات نتنياهو وحكومته الاستفزازية بالقدس

اتفق ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل -من خلال تحركاته الأخيرة هو وحكومته- على تحويل الصراع في القدس إلى حرب ديموغرافية ذات بعد ديني، وذلك بعد سيطرة الاحتلال على نحو 87% من مساحة القدس.

وفي حديثه لحلقة البرنامج (2023/5/21) قال الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي إن المعركة التي أعلن نتنياهو استمرارها في القدس -خلال اجتماع حكومته الأخيرة- هي معركة ديموغرافية بامتياز؛ لأن المعركة الجغرافية انتهت بسيطرة الاحتلال على 87% من مساحة القدس.

يأتي ذلك على خلفية ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "معركة توحيد القدس لا تزال مستمرة، وهو ما يحتم استمرار حكومته بتركيبتها الحالية"، وذلك خلال اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية في نفق أسفل حائط البراق بالمسجد الأقصى، وصدقت خلاله على إضافة نحو 17 مليون دولار لميزانية حفر الأنفاق تحت حائط البراق والبلدة القديمة.

كما تعتزم التصديق على سلسلة من القرارات والمشاريع بهدف تشجيع الشبان اليهود على الانتقال للعيش في القدس. وجاء ذلك بعد مشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في اقتحام نفذه مستوطنون لباحات المسجد الأقصى، وهو ما قوبل بموجة تنديد فلسطينية وعربية وإسلامية.

طرد الفلسطينيين

ويضيف التفكجي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" أن المعركة التي يريد نتنياهو خوضها في القدس تعني طرد سكانها الفلسطينيين وإحلال إسرائيليين مكانهم، وهو يؤكد من خلال خطاباته وتحركاته أن تلك العملية دينية بامتياز، سعيا منه لكسب المعركة بهذه الطريقة.

ويرى الخبير في شؤون الاستيطان أن تحويل الصراع من كونه صراع احتلال قائما بين محتل ومغتصب أرضه إلى معركة دينية، لا يصب في صالح الفلسطينيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سياسة إسرائيل قائمة على عملية الدمج بين القدس الشرقية والغربية، وذلك ظاهر في عمليات زيادة الأنفاق والمستوطنات.

بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة أن نتنياهو يسعى للعمل على تكريس احتلال القدس وجمع شطري المدينة، وهو نهج اتبعه منذ أول حكومة ترأسها، مؤكدا أن رسالته الأخيرة تعكس التوجهات الإستراتيجية لحكومته.

واعتبر في حديثه لحلقة "ما وراء الخبر" أن التوقيت فيه "رسالة داخلية، فهناك من يهدد داخل الحكومة بعدم الموافقة على الموازنة خلال التصويت عليها بعد يومين، وهو ما يعني سقوط الحكومة، ولذلك حرص نتنياهو على الإشارة إلى ضرورة بقاء الحكومة بتشكيلتها الحالية.

لا رادع حقيقيا

وفي هذا السياق، لفت إلى أن إسرائيل لم تتعرض لفعل حقيقي يردعها من المضي في انتهاك القانون الدولي والقرارات الأممية، في ظل الواقع العربي والإسلامي المهلهل، وهو ما يشجع نتنياهو على الاستمرار في هذا النهج.

بدوره، أشار ديفيد بولجر المحلل الإستراتيجي في الحزب الديمقراطي الأميركي، ومستشار شؤون الأمن القومي الأميركي السابق إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن مشغول في اجتماع مجموعة السبع، لكنه يراقب ما يجري في الشرق الأوسط.

واتفق في حديثه لما وراء الخبر مع ضيفي البرنامج على أن نتنياهو يعمل على إثارة التوتر والغضب عبر حديثه عن "تحرير القدس"، وهو في ذلك يراها خالصة للإسرائيليين من دون أي حضور فلسطيني؛ مما سيستجلب رد فعل من قبل الفلسطينيين، وهو أمر مثير للإحباط، حسب تعبيره.

كما شارك بولجر الرأي في أن الحكومة الإسرائيلية تخوض حربا ديموغرافية، لافتا إلى أن نتنياهو أوضح منذ سنوات أنه يعمل على بناء المستوطنات الجديدة لتحقيق هذا الهدف.

المصدر : الجزيرة