صحيفة روسية: هل يتسبب تعامل طالبان مع النهر الرئيسي في آسيا الوسطى باندلاع حرب مياه؟

الجزء الأول من قناة خوشتيبه وقد أكمل أعمال الحفر فيه
الجزء الأول من قناة خوشتيبه في أفغانستان بعد اكتمال أعمال الحفر (الجزيرة)

ازدادت حدة الصراع على الموارد المائية في آسيا الوسطى بعد الانطلاق في إنشاء مشروع قناة "خوشتيبه" العملاق على نهر آموداريا -شمال أفغانستان- الذي عرف عربيا باسم "نهر جيحون".

وذكر تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية أن نهر آموداريا -جيحون- الذي يتدفق إلى أوزبكستان وتركمانستان مهدد بالجفاف، ونظرا لغياب الآليات القانونية الدولية الكفيلة بحلحلة الوضع، يحذر الخبراء من تصعيد محتمل للوضع في  المنطقة.

وأوضح تقرير الصحيفة الروسية أن مشروع خوشتيبه يفترض أنه سيروي الأراضي الزراعية التابعة لمقاطعات بلخ وجوزجان وفرياب الأفغانية، ما من شأنه توفير فرص عمل لربع مليون شخص، وبهدف الانتهاء السريع من الأشغال، انتُدب حوالي 6.5 آلاف عامل، يعملون على 3 نوبات.

وأفادت الصحيفة بأنه بحلول نهاية العام الماضي؛ بلغ طول الجزء مكتمل البناء حوالي 40 كيلومترا، وأصبحت القناة مرئية من الفضاء، ومن المتوقع إنهاء المشروع بشكل كامل في غضون 5 سنوات.

وعقب زيارته إلى موقع المشروع الشهر الجاري، أكد المسؤول الأفغاني الملا عبد الغني برادر إصرار كابل على الانتهاء من بناء المنشأة بشتى الوسائل.

أزمة مائية

ويوضح التقرير أن الخبراء يرون أن بناء القناة سيفاقم من أزمة نقص الموارد المائية في المنطقة، على اعتبار أن تركمانستان وأوزبكستان اللتين تقعان في اتجاه مجرى نهر آموداريا -جيحون- تعانيان من شح المياه.

وأضاف أنه خلال سنوات الجفاف يبلغ الحجم الكلي للمياه في النهر 40 مترا مكعبا، أي أن ربع حجم النهر سيصبح جافًّا، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة بيئية جديدة تليها كارثة اجتماعية، وسيكون الوضع سيئا بالنسبة لروافد النهر في ولاية خوارزم وبخارى.

ونقل التقرير عن الخبير الروسي أندريه بتيشنيكوف قوله إن مياه نهر آموداريا لا تصل في الوقت الراهن إلى بحيرة خوارزم، وبعد دخول القناة في الخدمة، سيتفاقم الوضع أكثر. من جهتها، تصف وسائل الإعلام الأوزبكية القناة بالخطر الرئيسي على الأمن القومي.

وأشار التقرير إلى أنه وفقا لتوقعات البنك الدولي، قد يؤدي نقص المياه العذبة في آسيا الوسطى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة 11%، في غضون 30 عامًا.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تتكبد دول المنطقة خسائر سنوية تقدر بـ1.75 مليار دولار بسبب ضعف تنسيق استخدام الموارد المائية.

واستبعد التقرير تنسيق الدول فيما بينها لحل المشكلة بطريقة سلمية، وذكر أن الموارد المائية قد تصبح سببا لتفاقم العلاقات في منطقة آسيا الوسطى.

لكن أستاذ التاريخ، ألكسندر كنيازيف، استبعد -في حديث له مع الصحيفة- إمكانية تصاعد التوتر، مرجعا ذلك إلى حق أفغانستان في استخدام موارد المياه في نهر آموداريا (جيحون)، وإبداء أوزبكستان استعدادها لمساعدة كابل في بناء القناة.

المصدر : الصحافة الروسية