بعد مجزرة الاحتلال في نابلس.. هل تعتذر السلطة الفلسطينية عن سحب مسودة قرار إدانة إسرائيل؟

حمّل الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية الفظائع التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقال إن مجزرة نابلس ما كانت لتحدث لو لم تتراجع السلطة عن سحب مسودة قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

وبينما قال إن الفئة التي تنسق أمنيا مع الاحتلال معزولة شعبيا انتقد صيام بشدة سحب السلطة الفلسطينية مسودة قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن، مؤكدا أن مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كانت كافية لتغيير كل شيء، وأصبح الاستيطان مجرد عقبة في طريق السلام، وأقحمت فقرة في مشروع البيان تطالب السلطة بمقاومة "الإرهاب".

وكانت مسودة القرار تشير إلى "أن إنشاء إسرائيل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 -بما فيها القدس الشرقية- ليس له أي شرعية قانونية ويشكل انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي".

كما انتقد صيام دور الأمم المتحدة التي قال إنها تعطي غطاء للجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ولا تستطيع التحرك إلا بضوء أخضر من الدول الكبرى، بدليل أنها لا تعبر حتى عن قلقها إزاء التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ولم تنفذ قراراتها المتعلقة بحماية الشعب الفلسطيني، ومنها القرار الذي صدر بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي والذي يدعو إلى حماية الفلسطينيين وسحب الأسلحة من المستوطنين.

وخلص ضيف حلقة 2023/2/22 من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الأمم المتحدة ومنذ حرب روسيا على أوكرانيا لم يعد لها عمل سوى أوكرانيا.

وأفادت وكالة رويترز في وقت سابق بأن الإمارات أبلغت مجلس الأمن الدولي أنها لن تدعو للتصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي السياق نفسه، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي ما قامت به سلطة عباس بالخطيئة، وقال إنها مطالبة بالاعتذار للشعب الفلسطيني الذي لم تشرح له أسباب قرارها.

وأشار البرغوثي إلى الصمت الدولي إزاء الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وكيف أن الإدانة تكون دائما للفلسطينيين، فيما إسرائيل توضع فوق القانون الدولي.

ورأى أن ردع إسرائيل لكي توقف هجماتها البربرية يكون بفرض العقوبات عليها ومقاطعتها وبالمقاومة على الأرض، مؤكدا أن الفلسطينيين لا ينتظرون المساعدة من الخارج، وكل ما يطالبون به هو وقف التطبيع المشين مع "حكومة إسرائيل المجرمة".

وبسبب الصمت الدولي ارتكبت إسرائيل مجزرة وحشية بربرية في نابلس -يضيف البرغوثي- استخدم فيها الاحتلال الرصاص الحي ضد المدنيين العزل، وقد أصيب 106 أشخاص بالرصاص الحي، وبعضهم قد يستشهد في أي لحظة.

واستشهد 10 فلسطينيين، فيما أصيب أكثر من 100 برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أثناء اقتحام الاحتلال مدينة نابلس، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 61 شهيدا في الضفة الغربية المحتلة.

موقف محرج لبايدن وفريقه

ومن وجهة نظر المدير السابق للتعاون والانخراط الدولي لحل الأزمات في البيت الأبيض الدكتور بريت بروين فإن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية يضع الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه في موقف حرج وصعب، وهو مطالب -أي بايدن- بالتخلي عن موقف المتفرج، وأن يبعث رسالة واضحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو مفادها أن هذه الممارسات ضد الفلسطينيين غير مقبولة.

وبينما تحدث عن ضغوط سياسية داخلية يتعرض لها بايدن لاستمرار الدعم القوي لإسرائيل أشار الضيف الأميركي إلى أن بايدن يملك هامش مناورة، ويمكنه سحب عناصر الدعم السياسي والدبلوماسي، مرجحا أن اللحظة الراهنة هي لحظة تغيير المسار بالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل.

المصدر : الجزيرة