ما سر الصراع على جزر فوكلاند؟

A file undated handout photograph made available by the British Ministry of Defence showing British Royal Navy ship HMS Clyde in the Falklands. According to a decree issued by President Cristina Fernandez de Kirchner on 16 February 2010
undefined

يبدو النزاع بين بريطانيا والأرجنتين على جزر فوكلاند غريبا حتى على مواطني البلدين دعك من الأجانب. وقد وصف أديب الأرجنتين العظيم خوسيه لويس بورخيس هذا الصراع على الجزر بأنه "مشاجرة بين رجلين أصلعين على مشط".

وظلت جزر فوكلاند تحت الإدارة البريطانية منذ عام 1833 لكن الأرجنتين تقول إنها ورثت أرخبيل الجزر الواقع جنوب المحيط الأطلنطي عن التاج الإسباني.

وقد خاضت الدولتان حربا في 1982 على الجزر تمكنت فيها بريطانيا من إبعاد القوات الأرجنتينية. وأسفرت المعارك آنذاك عن مقتل أكثر من 900 شخص.

بالنسبة للأرجنتين فإن وجود حدود بريطانية على مقربة من أراضيها يُعد أثرا من آثار الاستعمار. ويُطلق الأرجنتينيون على الجزر اسم "مالفيناس" ويتحسرون على ضياعها باعتبارها "الشقيقات الصغيرات الضائعات".

وظل توق الأرجنتينيين لاستعادة الجزر يتجلى في إثارتهم مرارا وتكرارا للمسألة بحسبانها قضية من قضايا معاداة للإمبريالية. وقد شنت رئيستهم كريستينا كيرشنر هجوما لاذعا على بريطانيا واصفة إياها على أنها "قوة استعمارية فجة إلى زوال".

من جانبهم يرى القادة البريطانيون أن القضية أصبحت مسألة تقرير مصير. وتقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن الأغلبية الساحقة من سكان فوكلاند يريدون البقاء جزءا من بريطانيا وهي التي منحتهم حكما ذاتيا وحماية عسكرية.

وعلى الرغم من أن الجزر أقرب من الناحية الجغرافية إلى الأرجنتين منها إلى بريطانيا فإن سكانها يتحدثون الإنجليزية ويعتبرون أنفسهم بريطانيين.

وإلى جانب ادعاءات البلدين بحقهما في الجزر ثمة سبب اقتصادي يجعل كلا منهما يتمسك بها. فبريطانيا تخطط للتنقيب عن النفط والغاز حول الجزر.

أما الأرجنتين فهي تراها فرصة لسكانها للتكسب من صيد الحبّار وللتنقيب في أعماق بحرها لاستخراج النفط والغاز لتصبح كويت أميركا الجنوبية، بحسب كلاوس دودس -أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة لندن.

ولأن الذكرى الثلاثين لحرب فوكلاند تحل هذا الربيع، فإن هزيمة الأرجنتين أعادت النزاع مرة أخرى إلى بؤرة الضوء.

ثم إن بريطانيا أعلنت مؤخرا أنها سترسل مدمرة لإجراء مناورات عسكرية بالقرب من جزر فوكلاند بمشاركة الأمير وليام.

ووصف وزير الدفاع الأرجنتيني أرتورو بوريسيلي المناورات بأنها نوع من "التباهي بالقوة العسكرية لا لزوم له".

المصدر : لوس أنجلوس تايمز