6 روايات إسرائيلية لاغتيال أبو عاقلة.. تزايد الضغوط على الاحتلال لكشف الملابسات وفلسطين تتهم إسرائيل بالتهرب

وقفة احتجاجية أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول تضامنا في أبو عاقلة (رويترز)

وصفت منظمة العفو الدولية قرار إسرائيل عدم التحقيق في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة بأنه انتهاك للقانون الدولي، في حين بحث وزيرا الدفاع الأميركي والإسرائيلي ملف أبو عاقلة، وسط دعوات لإجراء تحقيق شفاف، ولا سيما في ظل 6 روايات لجيش الاحتلال.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن امتناع الاحتلال عن التحقيق في مقتل أبو عاقلة انتهاك إضافي لحق شيرين في الحياة، كما وصفت القرار الإسرائيلي بأنه انتهاك واضح لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) نقلت عن مصدر عسكري أن الجيش الإسرائيلي حدّد البندقية التي يحتمل أن تكون قد أطلقت منها الرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة، الزميلة شيرين أبو عاقلة.

ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال إنه لا مجال في الوقت الراهن لفتح تحقيق بشأن ظروف مقتل أبو عاقلة.

وقال مراسل الجزيرة إن تحقيق النيابة العامة ومعهد الطب العدلي الفلسطيني كشف أن الرصاصة التي قتلت الزميلة أبو عاقلة تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي فقط.

وأظهرت مقاطع فيديو ما يؤكد شهادة الزميل مجاهد السعدي الذي كان أحد المرافقين للزميلة شيرين أبو عاقلة.

وكان السعدي قد تحدث عن استهداف قوات الاحتلال المتعمّد لفريق الصحفيين، الأمر الذي أدى إلى اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، ولم يكن هناك في التسجيل أي مظاهر لاشتباكات في حين كان فريق الصحفيين يسير بشكل اعتيادي.

من جهته، قال أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني إن إسرائيل تحاول التهرب من تحمل المسؤولية عن إعدام الشهيدة شرين أبو عاقلة، وقال الديك -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- إن السلطة الفلسطينية لن تسلّم جيش الاحتلال أي دليل يتعلق بإثبات أنهم ارتكبوا هذه الجريمة البشعة، حسب وصفه.

وتساءلت بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر عن من سيحاسَب على مقتل شيرين أبو عاقلة مع قرار الجيش الإسرائيلي عدم التحقيق في مقتلها.

 

مواقف دولية

في السياق، وقع 56 نائبا في مجلس النواب الأميركي رسالة تطالب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بإجراء تحقيق في مقتل أبو عاقلة.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي إن اللقاء بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس تطرق إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وأضاف كيربي ردا على سؤال لمراسل شبكة الجزيرة أن أوستن رحب بإعلان إسرائيل نيتها إجراء التحقيق، مشيرا إلى أن واشنطن تريد أن يكون هذا التحقيق شاملا وشفافا.

من جهتها، أيدت الصين إجراء تحقيق شامل وشفاف في قضية اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي. وفي رده على سؤال الجزيرة عن موقف الصين من إعلان الجيش الإسرائيلي رفضه إجراء التحقيق، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وِن بين إن بلاده تأمل أن يكون التعامل مع الحادثة عادلا ومنصفا.

بدوره، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية لا تزال تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك عقب إعلان الشرطة العسكرية الإسرائيلية عدم فتح تحقيق جنائي في مقتلها.

وأوضح دوجاريك أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تحتاج تقليديا إلى تفويض من هيئة تشريعية أممية كي تشارك في أي تحقيق بشأن الحادثة.

من جهته، قال الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين فيليب لوروث إن القوات الإسرائيلية اغتالت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة لأنها كانت صحفية شاهدة على أحداث أرادت كشفها للعالم.

وأضاف أن إسرائيل تروّج لنفسها على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لكن قتل الصحفيين هو أخطر انتهاك لمبادئ الديمقراطية.

روايات إسرائيلية

تعددت روايات جيش الاحتلال الإسرائيلي بخصوص اغتيال الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، خصوصا في اليوم الأول للاغتيال؛ إذ صدرت 6 روايات إسرائيلية.

الرواية الأولى

في 11 مايو/أيار (يوم اغتيال أبو عاقلة) جاءت الرواية الأولى التي نقلتها وسائل إعلام ومواقع إسرائيلية، ونسبتها لمصدر عسكري، بأن الجيش "حيّدَ إرهابيين في مخيم جنين"، لكنها سارعت إلى شطبها من مواقعها، بعد أن تبيّن أن صحفيين أصيبا، هما علي السمودي الذي أصيب بجراح، و شيرين أبو عاقلة التي قتلت بهذه النيران.

الرواية الثانية

وفي اليوم ذاته أشارت رواية للجيش الإسرائيلي إلى أن التقديرات الأولية، خلافا لما ينشر في وسائل الإعلام العربية، هي أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين أثناء تغطيتها الإخبارية.

الرواية الثالثة

وفي وقت لاحق من اليوم ذاته جاءت الراوية الثالثة على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي قال إنه في هذه المرحلة لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار عليها، وإن فريقا خاصا شُكّل لتوضيح الحقائق وتقديمها كاملة، وفي أسرع وقت ممكن.

الرواية الرابعة

وفي اليوم نفسه أيضا أفادت الرواية الرابعة للجيش الإسرائيلي بأنه باشر بالتحقيق، وشكّل فريقا مهنيا لبحث ظروف مقتل شيرين أبو عاقلة، وسيصل إلى الحقيقة.

 الرواية الخامسة

وفي 15 مايو/أيار كشف في الرواية الخامسة مسؤول إسرائيلي أن جنديا إسرائيليا كان يحمل بندقية مجهزة بعدسة تلسكوبية أطلق النار على بعد نحو 190 مترا من الزميلة أبو عاقلة، وقد يكون هو من أصابها.

الرواية السادسة

وأمس الخميس أعلن الجيش الإسرائيلي رفضه فتح تحقيق جنائي في ظروف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات