وزراء أوروبا يبحثون في بروكسل وتورينو دعم أوكرانيا ومواجهة أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق

اجتماع وزراء دول مجلس أوروبا في تورينو هو الأول بعد إقصاء روسيا عن المجلس (الأوروبية)

يبحث وزراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا من ناحية الاقتصاد والأمن الغذائي، كما يُعقد اجتماع في تورينو لمناقشة سبل دعم كييف في هذه الحرب.

ويأتي اجتماع بروكسل الذي يعقده مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي على مستوى وزراء التنمية وسط تحذيرات من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق.

واتهم يوخن فلاسبارت المسؤول البارز بوزارة التنمية الاقتصادية في ألمانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن أزمة غذاء ستصيب كثيرا من سكان العالم.

وقال فلاسبارت لدى وصوله إلى مقر الاجتماع في بروكسل إن بوتين "أصبح معتديا على أجزاء شاسعة من العالم، وخصوصا في أفريقيا والشرق الأوسط، بل في آسيا أيضا".

وتقول الحكومة الألمانية إن روسيا تمنع تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا إلى شمال أفريقيا وآسيا في المقام الأول، وإن معظم هذه الكمية منع من التصدير عبر ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود.

ويناقش وزراء الاتحاد الأوروبي سبل تخفيف نقص الغذاء عالميا، بما في ذلك طرق التصدير البديلة المحتملة.

وتتجه ألمانيا للتقدم بمشروع تشكيل تحالف للأمن الغذائي العالمي، وافق عليه وزراء التنمية في دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى أمس الخميس.

ويناقش اجتماع بروكسل آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة على مستوى العالم، إضافة إلى التوازنات المالية وارتفاع مستويات الديون، كما سيبحث الوزراء سبل التضامن الأوروبي مع البلدان الشريكة التي تعاني من آثار الحرب، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب.

ويهتم وزراء الاتحاد أيضا بما يصفونه بالمعلومات المضللة التي تنشرها روسيا بهدف ربط ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بالعقوبات المفروضة عليها.

اتهامات متبادلة

وقد تبادلت الولايات المتحدة وروسيا في مجلس الأمن الدولي أمس الخميس الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الأمن الغذائي العالمي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الاجتماع الذي عقد بدعوة من بلاده "توقفوا عن تعطيل موانئ البحر الأسود، اسمحوا بحرية التنقل للسفن والقطارات والشاحنات التي تنقل الأغذية من أوكرانيا".

واتهم بلينكن روسيا باستخدام الجوع أداة حرب، وقال إن تصرفات موسكو تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2417 الذي يدين تجويع المدنيين.

في المقابل، ندّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا بوجود نية غربية "لتحميل روسيا مسؤولية مشاكل العالم كافة"، رافضا كل الاتهامات الغربية لبلاده.

وقال نبينزيا إن الأزمة الغذائية التي يشهدها العالم كامنة منذ زمن، وأسبابها الجذرية ترجع إلى "دوامة التضخم" جراء تزايد التكاليف والصعوبات اللوجستية و"عمليات المضاربة في الأسواق الغربية".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن حل مشكلة انعدام الأمن الغذائي يتطلب إعادة دمج المنتجات الأوكرانية والروسية والبيلاروسية في الأسواق العالمية.

وقد أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا العام بأن 276 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع الشديد، وسيرتفع العدد بمقدار 47 مليون شخص إذا استمرت حرب أوكرانيا.

من ناحية أخرى، يعقد وزراء خارجية منظمة مجلس أوروبا، اليوم الجمعة، في مدينة تورينو الإيطالية أول اجتماع لهم بعد إعلان روسيا انسحابها من المنظمة وذلك لمناقشة ردهم على الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إن مساعدة أوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي تعدّ أهم أولوية للمنظمة حاليا، مؤكدا أن الحرب على أوكرانيا تمثل تهديدا للسلام في أوروبا والعالم.

من جهتها، قالت الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيجسينوفيتش بوريتش إن قرار إبعاد روسيا عن المجلس كان عادلا بالنظر إلى ما وصفته بالاعتداء الروسي الوحشي على أوكرانيا.

كما أعلنت دعم المجلس للادعاء العام الأوكراني في التحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إن الاتحاد الأوروبي صرف دفعة جديدة من مساعداته المالية لأوكرانيا.

وكتب شميهال على حسابه في تويتر "اليوم صرف الاتحاد الأوروبي دفعة جديدة بقيمة 600 مليون يورو في إطار البرنامج الطارئ للمساعدة المالية للاقتصاد الكلي لأوكرانيا".

المصدر : الجزيرة + وكالات