واشنطن بوست: انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية أظهرت ولاء المرشحين لأفكار ترامب اليمينية

ترامب أعلن تأييده لمرشحين في أغلب الانتخابات بالولايات لاختبار قدرته على الترشح للرئاسة في 2024 (الأوروبية)

قال كاتب أميركي إن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي أجريت في وقت سابق من هذا الشهر في عدد من الولايات أظهرت أن "النزعة اليمينية الشعبوية" التي كرّسها الرئيس السابق دونالد ترامب قد تفشّت في أوساط الحزب.

وذكر كاتب العمود إي جاي ديون في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) أن الانتخابات التمهيدية التي تسبق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل كشفت عن مدى انجراف الناخبين الجمهوريين نحو اليمين، "وهو ما يجب أن يخيف كل من لا ينتمي لهذه المجموعة من المتطرفين السياسيين".

مؤشر مخيف

ووصف قرار الجمهوريين ترشيح السناتور دوغ ماستريانو بهامش كبير من الأصوات لمنصب حاكم ولاية بنسلفانيا بأنه "مخيف والأكثر أهمية"؛ ذلك أن الرجل كان من أشد الرافضين لما تمخضت عنه انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020 التي أوصلت جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وصرح ماستريانو بأنه سيعيد ضبط قوائم الناخبين بحيث يتعين على الجميع إعادة تسجيل أنفسهم. ورغم أن تصرفا كهذا يعدّ غير قانوني -برأي جاي ديون- فإنه غير كاف لردعه عن القيام بذلك.

ويزعم كاتب المقال أن ماستريانو متطرف لدرجة أن ترامب لم يدعم ترشيحه إلا قبل 3 أيام من انطلاق الانتخابات التمهيدية عندما أظهرت نتائج الاستطلاع احتمال فوزه.

ترامب يختبر قدرته على الترشح في 2024

وأعلن ترامب في وقت سابق تأييد مرشحين في معظم تلك الانتخابات مما سيكون بمنزلة اختبار لقدرته على التأثير بعد خسارته أمام الرئيس جو بايدن، ولاحتمالات ترشّحه للبيت الأبيض في 2024.

وفي سباق الترشح عن الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ، ثمة فارق ضئيل من الأصوات يفصل بين الطبيب محمد أوز الذي يعدّه كاتب المقال خيار ترامب المفضل، وديفيد ماكورميك المدير التنفيذي السابق لصندوق التحوط.

وحاول ماكورميك جاهدا إعادة صياغة نفسه في القالب "الترامبي"، إلا أن محاولاته بدت "مفتعلة" بكل تأكيد، كما يعتقد جاي ديون.

وليس عبثًا أن تصريح الرئيس بايدن الذي أيّد بحرارة اللفتنانت جون فيترمان، الفائز بأغلبية ساحقة في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، يشير إلى مسابقة الحزب الجمهوري على أنها "حملة أولية خبيثة وفوضوية وهي الأكثر تطرفا".

وأردف بايدن قائلا إن من ينبري من الجمهوريين لمقارعة فيترمان "سيكون خطيرا للغاية، ومتطرفا جدا بحيث لا يمكنه تمثيل ولاية بنسلفانيا في مجلس الشيوخ الأميركي".

تصريحات تستحق الترحيب

ووفقا لمقال "واشنطن بوست"، فقد كان تصريح بايدن "بادرة تستحق الترحيب" وتنبئ بأنه والديمقراطيين ربما يرون أن القضية الأهم في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني -ليس في بنسلفانيا بل على المستوى القومي- هي التطرف الذي استبدّ بالحزب الجمهوري.

ويخلص المقال إلى أن النزعة "الترامبية" تتفشى في أوساط الحزب حتى إن دراسة حديثة أظهرت أن واحدا من كل 5 مشرّعين جمهوريين في الولاية ينتمون إلى مجموعات يمينية متطرفة.

و"الترامبية" (Trumpism) مصطلح سياسي يُشار به إلى الظاهرة والأيديولوجيا السياسية التي خلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي نسخة أميركية من التيارات اليمينية المحافظة و"الشعبوية" القومية التي تُشاهد في دول عدة في العالم وتتضمن بعض جوانب الديمقراطية غير الليبرالية.

المصدر : واشنطن بوست