سباق خفي بين حفتر وسيف الإسلام القذافي.. هل تكون ليبيا الدولة الخامسة في قائمة المطبعين مع إسرائيل؟

تسعى إسرائيل -حسب صحيفة "هآرتس"- إلى التطبيع مع ليبيا بسبب موقعها الجغرافي الإستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبالقرب من مصر، وبسبب الجالية اليهودية الكبيرة هناك، ولتأثير اليهود الليبيين الذين هاجروا إلى إيطاليا.

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة قام بها صدام نجل اللواء خليفة حفتر لطلب مساعدات عسكرية من إسرائيل مقابل التطبيع معها (مواقع التواصل)

القدس المحتلة – رجحت تقارير إعلامية إسرائيلية عدة، مؤخرا، تقدم المفاوضات السرية لتطبيع العلاقات بين لبيبا وإسرائيل. وبينما تلتزم المؤسسة الإسرائيلية الرسمية الصمت، هبطت في مطار "اللد" (بن غوريون) الإسرائيلي -قبل أيام- طائرة خاصة على متنها صدام حفتر، نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" -اليوم الخميس- إن اللواء حفتر يتطلع إلى تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل في حال فاز بالانتخابات الرئاسية الليبية، التي من المفترض تنظيمها يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك نقلا عن مقربين من اللواء الليبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التطبيع المستقبلي للعلاقات بين لبيبا وإسرائيل سيكون بموجب "اتفاق أبراهام" (اتفاقات التطبيع التي بدأتها الإمارات أغسطس/آب 2020).

وتساءلت الصحيفة "بعد الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، هل تصبح ليبيا خامس دولة تنضم إلى اتفاق أبراهام، وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟"

وزعمت الصحيفة -نقلا عن مصادر ليبية مقربة من اللواء الليبي- أن "حفتر تحدّث مؤخرا، في عدة مناسبات، عن رغبته في السلام وتطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل، وذلك في حال فاز بانتخابات الرئاسة".

كومبو يجمع خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي
تزعم صحف إسرائيلية أن خليفة حفتر (يسار) وسيف الإسلام القذافي سيمضيان في اتفاقات تطبيع مع إسرائيل في حال فاز أي منهما في انتخابات الرئاسة الليبية (وكالات)

سيف القذافي أيضا

وتتناغم هذه التسريبات مع ما كشفت عنه الصحيفة من أن المرشحين المحتملين للرئاسة الليبية، حفتر وسيف الإسلام القذافي، استعانا بخدمات مكتب دعاية وتخطيط إستراتيجي وخبير إسرائيلي لمساعدتهما في تنظيم الحملات الانتخابية والترويج لها، علما بأن الخبير الإسرائيلي ينشط في أفريقيا والبلقان ودول أوروبا الشرقية.

في هذا السياق، نقلت "إسرائيل اليوم" عن مصدر إماراتي قوله إن "اللواء حفتر والقذافي يتفقان على التطبيع، وكلاهما أوضح في مناسبات مختلفة أن التطبيع مع إسرائيل ضمن مخططاتهما، وكلاهما عبّر عن ذلك في محادثات مغلقة مع مقربين منهما، وأكدا على سعيهما لتحقيق ذلك مستقبلا".

بطيء وسرّي

ووفقا لما نقلته الصحيفة عن المسؤول الإماراتي، فإنه لو فاز حفتر أو القذافي وأصبح أحدهما رئيسا، وانضمت ليبيا إلى "اتفاق أبراهام"، فمن المتوقع "تطبيع مختلف تماماً عما حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب".

ويُعتقد أن التطبيع بين ليبيا وإسرائيل في حال دخل حيز التنفيذ، سيجري بشكل بطيء جدا وتحت غطاء من السرية، وبصورة تشبه إلى حد ما اتفاقية التطبيع التي يتم تشكيلها بين إسرائيل والسودان.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في المقر الانتخابي لحفتر قوله إنه "من السابق لأوانه الحديث عن اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وكيف ستبدو العلاقات مستقبلا"، مشيرا إلى أن اللواء حفتر يتعمد عدم التطرق للتطبيع في حملته الانتخابية، كون الشعب الليبي ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدو، وأي حديث عن التطبيع سيقوّض فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية.

مساعدات عسكرية مقابل التطبيع

وكانت صحيفة "هآرتس" أفادت بأن الطائرة الخاصة التي هبطت قبل أيام في مطار بن غوريون كان على متنها صدام نجل اللواء خليفة حفتر، الذي زار إسرائيل قادما من الإمارات، حيث مكثت الطائرة لمدة ساعة ونصف الساعة على مدرج المطار الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن صدام طلب -باسم والده- مساعدات عسكرية وسياسية من إسرائيل، وذلك مقابل التزام حفتر بتطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين مستقبلا.

وليس من الواضح -وفقا للصحيفة- من الذي التقى به صدام حفتر في محطته القصيرة في مطار بن غوريون، "ولكن في الماضي تردد أن والده كان له اتصالات سرية مع إسرائيل".

وبحسب الصحيفة، التقى حفتر الأب سابقا بمسؤولين في شعبة العلاقات الخارجية في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) -المعروفة باسم "تيفيل"- التي كان يترأسها نمرود غاز الذي يتولى حاليا رئاسة دائرة العلاقات السياسية في مجلس الأمن القومي، التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

معاريف: مؤتمر يهود ليبيا في رودس نقطة تاريخية فاصلة رغم كراهية العرب لإسرائيل
يهود من أصل ليبي في مؤتمر عقد بجزيرة رودس عام 2017 واعتبرته صحيفة "معاريف" العبرية نقطة تاريخية فاصلة رغم كراهية العرب لإسرائيل( الصحافة الإسرائيلية)

مطامع إسرائيل في ليبيا

وأكدت "هآرتس" أن زيارة حفتر الابن إلى إسرائيل الأسبوع الماضي مرتبطة ومتعلقة بالانتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث تعتزم 9 شخصيات ليبية بارزة الترشح لانتخابات الرئاسة.

وتقدّر الصحيفة أن لإسرائيل مصالح وأطماعا في ليبيا، بسبب موقعها الجغرافي الإستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​وبالقرب من مصر. وبسبب الجالية اليهودية الكبيرة هناك وتأثير اليهود الليبيين الذين هاجروا إلى إيطاليا.

وقالت الصحيفة "لقد حافظ الممثلون الإسرائيليون على اتصالات ذات طبيعة سياسية وإنسانية مع نظام القذافي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ونسق الاتصالات نجله سيف الإسلام وحضرها رجال أعمال يهود من أصل ليبي".

المصدر : الجزيرة