ازدحام كبير في مطارات أوروبا.. وهذه بدائل مقترحة لسفر سلس

تعتبر صناعة الطيران مسؤولة عن 860 مليون طن متري من انبعاثات الكربون سنويًا، إذ يشير العلماء إلى أن أسرع طريقة لتقليل البصمة الكربونية بشكل كبير هي الطيران بشكل أقل.

طوابير المصطفين المرهقين يتسللون من صالات المطار بالمملكة المتحدة في محاولة يائسة للسفر بعد أزمة كورونا (غيتي)

تزدحم المطارات -وبالتحديد البريطانية- كل عام مع بدء الإجازة الصيفية أو خلال عطل الأعياد السنوية بشكل يحول الرحلات الجوية إلى كوابيس من ساعات الانتظار في طوابير طويلة، في مشهد ربما تغلب عليه حالة من الفوضى.

وحذر خبراء التوظيف من أن هذه المشاهد الفوضوية في مطارات بريطانيا قد لا تهدأ لمدة عام كامل، وهي المدة التي قد يستغرقها الأمر لمعالجة النقص المزمن في عدد الموظفين في المطارات أعقاب جائحة كورونا.

وتؤكد الكاتبة هيلين كوفي، في مقالها الذي نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" (independent) البريطانية، حالة الإحباط من رؤية طوابير المصطفين المرهقين يتسللون من صالات المطارات في المملكة المتحدة، في محاولة يائسة منهم للسفر خلال عطلة عيد الفصح الماضي والتي طال انتظارها بعد الحرمان من السفر بسبب جائحة كورونا، وعندما قامت أكبر شركات الطيران إيزي جيت والخطوط الجوية "بريتيش إيرويز" بإلغاء العديد من الخدمات بشكل استباقي بسبب مرض الموظفين والطلب المتزايد على السفر.

علينا تقييم علاقتنا بالطيران وتعلم طرق السفر بوسائل صديقة أكثر للبيئة حيثما أمكن ذلك (الأوروبية)

الارتفاع الصفري

وتشير الكاتبة إلى أنها قد تكون على الأغلب محررة السفر الوحيدة في الدولة التي تعهدت بعدم السفر منذ عام 2020، حيث إن أسباب بقائها على الأرض لأسباب بيئية بالأساس. فبعد تحدثها إلى عدد لا يحصى من علماء المناخ والخبراء والناشطين من أجل كتابها القادم حول هذا الموضوع بعنوان "الارتفاع الصفري" (الذي سيصدر في 26 مايو/أيار المقبل) تقول إنها مقتنعة أننا بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتنا بالطيران وتعلم طرق السفر بوسائل صديقة أكثر للبيئة حيثما أمكن ذلك.

وفي الحقيقة، تعتبر صناعة الطيران مسؤولة عن 860 مليون طن متري من انبعاثات الكربون سنويًا، إذ يشير العلماء إلى أن أسرع طريقة لتقليل البصمة الكربونية بشكل كبير هي الطيران بشكل أقل.

وتلفت الكاتبة إلى أن الاضطرابات الأخيرة في المطارات التي تسببت في تفويت الركاب غير المحظوظين لرحلاتهم الجوية بسبب الوقوف في طوابير أمنية لمدة ساعات طويلة، وحتى قبل ذلك، جعلها أكثر امتنانًا لخيارها كل مرة كانت تسمع عن تأخر رحلة طيران أو فقدان الأمتعة.

الاضطرابات الأخيرة بالمطارات تسببت في تفويت الركاب غير المحظوظين لرحلاتهم بسبب الوقوف في طوابير أمنية ساعات طويلة (غيتي)

إجراءات تستغرق ساعات

وحتى عندما تسير الأمور بسلاسة -الذي أصبح نادر الحدوث بشكل متزايد- تظل تجربة السفر عبر المطار شبيهة بالجحيم، فعلى الرغم من أن الرحلات الجوية تمثل طريقة سفر سريعة من حيث وقت الرحلة الفعلي، فإن الوقت الإجمالي المستغرق للوصول إلى المطار، الذي قد يستغرق ساعة أو أكثر حسب مكان عيشك، والوقوف في طابور الانتظار لتسجيل حقيبتك، ثم طابور التفتيش (واضطرارك لخلع حذائك وحزامك ومجوهراتك أمام الجميع).

هذا إلى جانب تمضية ساعتين أو أكثر في الانتظار حول المدرج جنبًا إلى جنب مع الآلاف من الزملاء المسافرين القلقين… قد لا يجعل السفر سريعًا مثلما تعتقد. وذلك دون إضافة مدة الانتظار اللامتناهية للأمتعة في الطرف الآخر، والرحلة المستغرقة عند الوصول.

ركوب القطار تجربة سفر مختلفة ولكن فعالة وقد تمنحك الشعور بالفرح (الصحافة الفرنسية)

السفر بوسائل أخرى

وذكرت الكاتبة أيضا أن تخليها عن الطيران جعلها تتساءل أكثر: كيف تحملت ذلك في المقام الأول؟ إذ منحتها رحلاتها على القطار والعبارة في السنوات الثلاث الماضية شعورًا بفرح جامح، كما تصف ركوب القطار إلى أسكتلندا أو كورنوال بأنه شبيه برحلة سرية في غرفة فندق صغيرة متنقلة حيث يمكنك الاستيقاظ في مكان جديد، وكل ذلك دون خوض متاعب مراقبة جوازات السفر.

وتضيف الكاتبة أن السفر بالقطار يمكنك من حزم القدر الذي تريده من السوائل، وبينما قد تكون الرحلة بالعبارة طويلة إلا أنك ستجد على متنها مطاعم راقية ووجبات من 3 أطباق، وصالات فخمة، مع إطلالة دائمة على البحر من كل جانب.

واختتمت بالقول إنها بدأت في التخلي عن الرحلات الجوية استجابة لأزمة المناخ، إلا أنها ستستمر في القيام بذلك بفضل البهجة المطلقة التي يجلبها لها السفر البطيء، وكذلك تنصح من لا يرغبون في خوض فوضى السفر في مطارات المملكة المتحدة هذا الصيف بالإقبال على تجربة سفر مختلفة ولكن فعالة.

المصدر : إندبندنت