"محنة مروعة".. رايتس ووتش تتهم الإمارات باحتجاز آلاف اللاجئين الأفغان في ظروف مزرية

آلاف الفارين من حكم طالبان وجدوا أنفسهم فجأة عالقين بالإمارات في ظروف قاسية (الأوروبية)

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الإمارات باحتجاز 2400 أفغاني على الأقل بشكل "تعسفي" في ظروف وصفتها بـ "المزرية" لأكثر من 15 شهرا.

وبحسب المنظمة الحقوقية، هناك بين 2400 إلى 2700 أفغاني تم إجلاؤهم إلى الإمارات بعد سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021 ما يزالون "محتجزين تعسفا" مع فرض قيود على حرية تنقلهم ونقص المشورة القانونية اللازمة لهم.

وناشدت المنظمة الحقوقية السلطات الإماراتية الإفراج بشكل عاجل عن المحتجزين تعسفا، وتوفير إجراءات عادلة وفعالة لتحديد وضعهم واحتياجاتهم المتعلقة بالحماية.

وقالت جوي شيا، وهي باحثة بشؤون الإمارات لدى رايتس ووتش "تحتجز السلطات الإماراتية الآلاف من طالبي اللجوء الأفغان منذ أكثر من 15 شهرا في أماكن مكتظة وظروف مزرية دون أمل في إحراز تقدم في قضاياهم".

وقابلت رايتس ووتش 16 أفغانيا محتجزا في مخيم بمدينة الإمارات الإنسانية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2022، بينهم ثمانية عملوا سابقا في مرحلة ما في هيئات أو برامج تابعة للحكومة الأميركية في أفغانستان. وحجبت المنظمة الحقوقية أسماء من قابلتهم "لحمايتهم من انتقام السلطات".

وأفاد هؤلاء بوجود قيود على حريتهم في التنقل، ونقص الإجراءات العادلة والفعالة لتحديد وضع اللجوء والمسارات الآمنة والقانونية للانتقال إلى بلدان أخرى، ونقص المشورة القانونية الملائمة، ونقص الخدمات التعليمية الملائمة للأطفال.

UAE flag flies over a boat at Dubai Marina, Dubai, United Arab Emirates May 22, 2015. REUTERS/Ahmed Jadallah
مسؤول إماراتي اعترف بأن الأمر استغرق وقتا أطول مما كان مفترضا (رويترز)

ونقل التقرير عن أحد الأفغان قوله "المخيم يشبه السجن تماما". وأعرب آخر عن إحباطه الشديد من كون احتجازه إلى أجل غير مسمى، قائلا "المشكلة الكبرى هي أننا لا نعرف مستقبلنا ولا نعرف وجهتنا".

وقالت المنظمة الحقوقية إنه في غياب الدعم النفسي، يمرّ العديد من البالغين والأطفال بالاكتئاب وحالات نفسية أخرى. كما تدهورت الظروف المعيشية بشكل كبير، حيث يعاني المحتجزون من الاكتظاظ، وتدهور البنية التحتية، وانتشار الحشرات.

من جانبها، أكدت الإمارات أنها تعمل مع الولايات المتحدة لاستكمال عملية إعادة توطين هؤلاء، ولكنها نفت التقارير عن الظروف المعيشية السيئة.

وذكر مسؤول إماراتي لوكالة الصحافة الفرنسية أن بلاده وافقت على استضافة الأفغان مؤقتا بطلب من الولايات المتحدة، في انتظار إعادة توطينهم في مكان آخر.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه "تواصل الإمارات العمل مع السفارة الأميركية لمعالجة (ملفات) المسافرين والتنسيق مع (المسؤولين) الأميركيين في جهود إعادة توطين المتبقين ممن تم إجلاؤهم في الوقت المناسب".

وأضاف "نتفهم وجود حالات إحباط وأن الأمر استغرق وقتا أطول مما كان مفترضا".

وبحسب المنظمة، فإنه "ينبغي على الحكومات ألا تتجاهل المحنة المروعة لهؤلاء الأفغان الذين تقطعت بهم السبل في الإمارات".

وتابعت "ينبغي على الحكومة الأميركية على وجه الخصوص، التي نسّقت عمليات الإجلاء عام 2021 والتي عمل معها العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم قبل استيلاء طالبان على السلطة، التعجيل والتدخل فورا لتقديم الدعم والحماية لطالبي اللجوء هؤلاء".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية