متحف قطر.. وردة الصحراء تتفتق بخيال مهندس فرنسي

كومبو متحف قطر ووردة الصحراء

قالت صحيفة فرانس سوار الفرنسية إن متحف قطر الوطني -الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل على شكل وردة الصحراء- يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لقطر في مجال "القوة الناعمة".

وقال المهندس المعماري جان نوفيل في مقابلة صحفية إن هذا "المشروع مجنون من الناحية التقنية إلى حد ما".

وأضاف أن "العمارة بالنسبة لي عمل ثقافي، أعمل على نطاق قرن أو قرون من أجل الناس وليس من أجل شخص".

وردة الرمال
ومن خيال هذا المهندس الفائز بجائزة بريتزكر المرموقة عام 2008 تفتقت هذه الوردة الصحراوية التي تبلغ مساحتها 52 ألف متر مربع، والتي تتكون بتلاتها البالغة 539 من 76 ألف لوحة مؤلفة من 3600 شكل وحجم مختلفة، وهي تمنح المسافرين القادمين من المطار أول نظرة أصيلة على المدينة، حسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة الدوحة شهدت في السنوات الأخيرة طفرة بالمباني التي بنيت أو رممت لملاءمة مناظر المدينة مع كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وبمدخله الذي يتكون من 114 نافورة منحوتة في بحيرة طولها 900 متر وقاعات تبلغ مساحتها 1.5 كلم ينضم المتحف الواقع على كورنيش الدوحة إلى المكتبة الوطنية ومتحف الفن الإسلامي في قائمة المباني الرائدة التي بنيت مؤخرا في الدوحة.

وقد بدئ بتشييد المتحف عام 2011، وتقدر تكلفة بنائه بنحو 434 مليون دولار. 

متحف قطر الوطني القديم (مواقع التواصل الاجتماعي)
متحف قطر الوطني القديم (مواقع التواصل الاجتماعي)

قصة شعب
وتقول مديرة المتحف الشيخة آمنة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني إن المتحف يروي قصة الشعب القطري.

ومن بين الأعمال المعروضة في المتحف سجادة من القرن الـ19 مطرزة بنحو 1.5 مليون لؤلؤة من الخليج، وأقدم نسخة من القرآن اكتشفت حتى الآن في قطر، ويعود تاريخها إلى الفترة نفسها، حسب الصحيفة.

وقالت فرانس سوار إن اختيار موقع المتحف لم يتم عشوائيا، إذ يقع المبنى ذو السقف الحاد في موقع القصر السابق للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني ابن مؤسس قطر، وقد تم تجديد القصر كجزء من المشروع.

منظر لكورنيش العاصمة القطرية الدوحة (غيتي)
منظر لكورنيش العاصمة القطرية الدوحة (غيتي)

هوية قطر
ومن المفترض أن يحتفل المتحف الوطني بالماضي البدوي للبلاد، وبحاضرها المتميز والمرتبط بعمق بموارد الطاقة، كما سيعكس الثروة الكبيرة وطموح الإمارة الجامح، كما تقول الصحيفة.

وإلى جانب أهميته المعمارية والثقافية، يكتسي المتحف بعدا سياسيا بالنسبة لقطر التي تنافس دولا أخرى في مجال "القوة الناعمة".

ووفقا لخبراء، فإن المتحف فرصة لقطر لتعزيز هويتها الوطنية وتمييز نفسها أكثر عن غيرها من بلدان المنطقة.

وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط سيغورد نيوبور إن هذا المتحف يمثل "الهوية القطرية التي أصبحت أقوى منذ بدء الحصار"، مضيفا أن المتحف الجديد سيسمح لقطر بتسليط الضوء على خصائصها ضد المنافسين.

المصدر : الصحافة الفرنسية