المعارضة تطالب باستقالة وزير النقل المصري إثر كارثة القطار


وجهت المعارضة والنواب المستقلون بالبرلمان المصري انتقادات شديدة للحكومة، واتهموها بالإهمال والمسؤولية عن مقتل نحو 58 وجرح 143 في حادث تصادم قطارين شمال القاهرة.

وطالب المتحدث باسم النواب المستقلين بمجلس الشعب جمال زهران وزير النقل محمد لطفي منصور بالاستقالة، والاعتذار "لفقراء" الشعب المصري. وقال في تصريح للجزيرة إن الحادث "جزء من منظومة الفساد والإهمال في مصر".

وأضاف زهران أن ما حدث يعكس حالة الفوضى والإهمال بالمرافق الحكومية، وخاصة غياب الرقابة والمحاسبة. وأشار أيضا إلى تغييب الدور الرقابي للبرلمان خاصة ما يختص بمحاسبة وزراء الحكومة.

وتوقع النائب أن تنتهي التحقيقات إلى قيام الحزب الوطني بحماية الوزير استنادا لأغلبيته بالمجلس. وقال إن مجلس الشعب يحصل على إجازة خمسة شهور في العام يتم خلالها أحيانا تمرير قرارات هامة، مثل رفع الأسعار مؤخرا الذي شمل أيضا تذاكر القطارات.

يُشار إلى أن كتلة المستقلين تضم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين (88 نائبا).

من جهته وعد رئيس الوزراء أحمد نظيف بإعلان نتائج التحقيقات خلال 48 ساعة، مشددا على أنه سيتم محاسبة المقصرين بصرامة شديدة.

وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن فريقا من النيابة العامة يقوم حاليا بالتحقيق، إضافة للجنة فنية من خبراء وزارة النقل. وأشار إلى أن هناك عددا من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تقديم العلاج.


undefinedالتصادم
وقع الحادث بمدينة قليوب (20 كلم) شمال القاهرة، عندما اصطدم قطاران يسيران على نفس الخط أحدهما قادم من المنصورة (130 كلم) شمال العاصمة وآخر من بنها (50 كلم) شمال القاهرة.

وأفاد مصدر أمني أن موظف الإشارة في قليوب لم يعط الإشارة للقطار القادم من المنصورة للتوقف في الوقت المناسب، ليصطدم بقطار بنها من الخلف. واشتعلت النار بمقدمة قطار المنصورة، وانقلبت العربات وتحولت بعضها لكومة من المعدن المتشابك.

وذكر أحد الشهود أن البعض حاول تحذير سائق قطار بنها بأن هناك قطارا آخر قادما، فتحرك السائق لمسافة 15 مترا قبل وقوع الاصطدام.

وأفاد مراسل الجزيرة أن فرق الإنقاذ والإسعاف وصلت بعد فترة وجيزة لمكان الحادث لم تتجاوز نصف ساعة، ونجحت في نحو ساعتين في انتشال جميع القتلى والجرحى.

وهرع أيضا سكان المنازل القريبة فورا من موقع التصادم للمساعدة، واستجاب المئات لنداءات التبرع بالدم. وكان من اللافت تصريحات بعض المواطنين لوكالات الأنباء والجزيرة بأن الإسعاف لم تصدقهم في البداية عندما اتصلوا بها للإبلاغ.

ووسط مشاهد مأساوية لأشلاء الجثث، لم يخل المكان من حالة غضب انتابت البعض نتيجة تكرار حوادث القطارات. وبينما فرضت قوات الأمن طوقا حول موقع الكارثة، استعانت فرق الإنقاذ بمناشير كهربائية وآلات معدنية لشق طريقها إلى الضحايا وسط حطام المعدن.


undefinedحوادث متكررة
أسوأ كوارث السكك الحديدة بتاريخ مصر كانت في فبراير/شباط 2002 حيث قتل نحو 360 شخصا جراء حريق شب بقطار على بعد 70 كلم جنوب القاهرة.

في التسعينيات، سجلت عدة حوادث كان أبرزها مقتل 41 شخصا عام 1998 بالقرب من الإسكندرية، ومصرع 30 شخصا عام 1997 بين أسوان والأقصر بالجنوب، و75 قتلوا عام 1995 في البدرشين جنوب القاهرة.

وعكست هذه الكوارث حالة التدهور التي وصلت إليها خدمة السكك الحديدية في مصر رغم أنها شهدت مرارا ارتفاعا في أسعار التذاكر. أما الشكوى الرئيسية فمن  حالة قطارات الدرجة الثانية والثالثة التي تستخدمها الأغلبية، إضافة لأساليب مراقبة حركة القطارات.

من جهتها تعد الحكومة بتحسين خدمات بالقطارات والاعتماد على الوسائل الإلكترونية في مراقبة سير القطارات، وتتذرع أحيانا بنقص التمويل في ضوء استمرار خسائر ذلك المرفق الهام.

لكن تكرار الحوادث ونسبتها عادة لأخطاء بشرية يثير التساؤلات بشأن مصداقية هذه الوعود، ويكشف عن مدى التسيب والإهمال في تطبيق معايير السلامة والأمان.

المصدر : الجزيرة + وكالات