عامان على خطف وحرق الطفل محمد أبو خضير

تأجيل قضية محاكمة قتلة الطفل محمد أبو خضير بإسرائيل
شرطة الاحتلال ماطلت في الاستجابة لنداء والد الشهيد أبو خضير لحظة اختطافه (الجزيرة نت)

محمد أبو الفيلات-القدس

تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الطفل محمد أبو خضير، الذي أحرقه المستوطنون حيا في أحراش مدينة القدس بدوافع عنصرية وقومية. الجزيرة نت زارت منزل الشهيد وجاءت بالقصة كاملة.

ففي فجر الرابع من رمضان الموافق 2 يوليو/تموز 2014، خرج الطفل محمد أبو خضير (16 عاما) من منزله في قرية شعفاط شمال القدس المحتلة قاصدا المسجد لأداء صلاة الفجر، وفي الطريق استوقفته سيارة تقل ثلاثة مستوطنين، سألوه عن طريق تل أبيب، كما تظهر كاميرات التسجيل، لينقضوا عليه بعدها ويختطفوه متجهين إلى أحراش قرية دير ياسين غربي القدس.

دوى صراخ محمد أثناء عملية اختطافه في محيط المسجد، مما استفز بعض الشباب الذين كانوا في انتظار الصلاة، فتبعوا السيارة لكنهم لم يستطيعوا اللحاق بها، فعادوا مسرعين ليخبروا والد الشهيد محمد عن ما جرى لنجله، فاتصل بدوره بشرطة الاحتلال التي لم تستجب سريعا لندائه، مما أعان المستوطنين الثلاثة على تحقيق هدفهم.

تمثيل الجريمة
بينما كان خبر اختطاف محمد ينتشر في قرية شعفاط ويجتمع الناس حول المسجد، كان المستوطنون الثلاثة قد وصلوا إلى أحراش قرية دير ياسين، وقاموا بتقييد محمد وضربه بالهراوات -كما يظهر فيديو تمثيل الجريمة الذي نشرته شرطة الاحتلال- حيث أجبر الطفل محمد على شرب البنزين، دون أن تجدي توسلاته بأن يتركوه وشأنه، بل واصل القاتل يوسف بن دافيد رش البنزين على جسد ضحيته الشهيد محمد أبو خضير ثم أضرم النار فيه.

بعد أن تلذذ المستوطنون الثلاثة بالنظر إلى احتراق الشهيد، انطلقوا بسيارتهم إلى مستوطنة آدم شمال القدس المحتلة التي يسكنون بها، وقاموا بالعزف على آلة الغيتار الموسيقية والرقص احتفالا بإنجازهم.

في هذه الأثناء كان خبر اختطاف محمد قد عمّ مدينة القدس المحتلة، وبدأ المقدسيون بالتوجه إلى قرية شعفاط، حيث قرروا إيقاف القطار الخفيف الذي يخترق القرية عن العمل، فلم يسمحوا لعرباته الأولى بالمرور، مما دفع شرطة الاحتلال إلى محاصرة القرية، ورشق الموجودين في محيط منزل الشهيد بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية، واستمرت مواجهات خفيفة بين قوات الاحتلال والمقدسيين إلى أن أعلنت قوات الاحتلال عن عثورها على الشهيد أبو خضير محروقا في أحراش دير ياسين.

ازداد التصعيد وأصبحت المواجهات شديدة مما أدى إلى إصابة واعتقال عشرات المقدسيين، في حين فرضت قوات الاحتلال حصارا كاملا على قرية شعفاط، فأحاطتها بثلاثة آلاف عنصر من قواتها.

أخذ الاحتلال يماطل في تسليم جثمان الشهيد محمد أبو خضير، وأراد وضع شروط على تسليمه، حيث أبلغ والد الشهيد أنهم يريدون تسليمه الجثمان ليلا، إلا أن الوالد رفض وأبلغهم أنه لن يستلم الجثمان إلا في وضح النهار ليستطيع الجميع المشاركة في تشييع جثمانه.

بعد يومين من حرق الشهيد، سلم الاحتلال الجثمان لذويه، وشارك آلاف المقدسيين في تشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية.

عقوبات مخففة
ألقى الاحتلال القبض على القتلة الثلاثة من المستوطنين، لكنه في الوقت ذاته أخذ يماطل في إصدار الحكم ضدهم، فعقدت 38 جلسة محاكمة، أصدر بعدها الحكم المؤبد وعشرين عاما على يوسف بن دافيد، والمؤبد على القاتل المشارك في قتل الشهيد محمد، بينما حكم على قاصر مشارك في العملية بالسجن 21 عاما.

ماطل الاحتلال في إصدار الحكم كون المستوطن الرئيسي حاول التنصل من الجريمة، فأخذ يدعي أنه مجنون وحاول الانتحار، لكن شهادات الأطباء وكاميرات التسجيل في محله الذي يبيع فيه النظارات بيّنت كيف كان يدرب القاصرين المشاركين معه على القتل والخطف.

وكون الحكم الذي صدر بحق المستوطنين الثلاثة لم يطفئ نار قهر عائلة أبو خضير، فإن العائلة تعتزم أن تتوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للاعتراض على الحكم والمطالبة بهدم بيت القتلة وزيادة سنوات سجنهم.

المصدر : الجزيرة