موقع إسرائيلي يكشف فحوى رسالة "شديدة اللهجة" وجهها بايدن لنتنياهو

U.S. President Joe Biden and Canadian PM Justin Trudeau hold a news conference, in Ottawa
بايدن عبّر في رسالته عن غضب البيت الأبيض من إقالة نتنياهو لغالانت (رويترز)

كشف موقع "والا" الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- عن رسالة شديدة اللهجة بعثها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إثر إقالته وزير دفاعه يوآف غالانت في خضم الأزمة التي فجرها مشروع "الإصلاح القضائي".

في حين حث مشرعون ديمقراطيون أميركيون إدارة بايدن على مراجعة سياستها فيما يتعلق بجوانب من الدعم المقدم لإسرائيل بسبب ممارستها في الأراضي الفلسطينية.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر رسمية أن بايدن بعث رسالة شخصية وسرية نقلها السفير الأميركي بالقدس توماس نايدز عبّرت عن غضب البيت الأبيض من إقالة نتنياهو لغالانت، وأشارت المصادر إلى أن بايدن طالب نتنياهو -بلهجة قاسية- بالتراجع فورا عن التعديلات القضائية.

ولفت "والا" إلى أن إقالة وزير الدفاع أدت إلى حالة من الغليان دفعت واشنطن لتوجيه رسائل شديدةِ اللهجة مفادها أن الإدارة الأميركية تتوقع من نتنياهو وقف التشريعات القضائية بشكل فوري.

وأضافت مصادر لهذا الموقع أن مستشارين وضعوا أمام بايدن خيارات للضغط على نتنياهو منها إلغاء مشاركة الأخير في مؤتمر الديمقراطية الذي عقد اليوم بواشنطن، لكن جميع الخيارات استبعدت بعد خطاب نتنياهو الذي أعلن فيه تجميد عملية التعديل القضائي والبدء في مفاوضات مع المعارضة.

وكان "والا" قال إن مسؤولين أميركيين حذروا نتنياهو ومقربين منه من استفزاز الرئيس بايدن.

وذكر هؤلاء المسؤولون أن تحذيرهم لنتنياهو ينبع تحديدا من أن بايدن يعرف نفسه كصهيوني ولديه خطوط حمراء، حيث إنه لا يحتمل المساس بـ "الديمقراطية الإسرائيلية" وفق المصدر نفسه.

وبعد احتجاجات بلغت ذروتها بالإعلان عن إضراب عام، أعلن نتنياهو مساء الاثنين تعليق مشروع قانون "إصلاح القضاء" والدخول في مفاوضات بشأنه مع المعارضة وهو ما بدأ بالفعل مساء أمس.

نتنياهو يتراجع

في هذه الأثناء، وفي محاولة لتخفيف التوترات مع واشنطن، تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تصريحات أعلن فيها رفضه الضغوط الأميركية على حكومته.

وقال نتنياهو -مخاطبا مؤتمر الديمقراطية في واشنطن- إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يتزعزع رغم وجود خلافات عرضية بينهما.

من جانبه، أفاد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن نتنياهو أوعز لأعضاء حكومته بعدم التعقيب على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن التعديلات القضائية.

وكان بايدن قد أعرب عن قلقه إزاء ما وصلت إليه الأمور في إسرائيل، وقال إنه قلق عليها، وإنها لا يمكن أن تواصل في هذا المسار.

ودعا بايدن نتنياهو إلى إيجاد تسوية حقيقية والتخلي عن مشروع التعديلات القضائية، وتوفيرِ حل للوضع الصعب الذي تعيشه الدولة، وفق تعبيره.

كما أشار الرئيس الأميركي إلى أنه لا يعتزم دعوة نتنياهو لزيارة واشنطن في المدى القريب.

بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير -في حديث لإذاعة جيش الاحتلال- إن على الرئيس بايدن وإدارته أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة وليست نجمة أخرى في علم الولايات المتحدة، وفق تعبيره.

وفي إطار جهوده لحل أزمة التغييرات القضائية التي أدخلت إسرائيل حالة من عدم الاستقرار، يلتقي الرئيس إسحاق هرتسوغ بممثلين عن حزب العمل والأحزاب العربية بالكنيست، ضمن لقاءات سيجريها خلال الأسبوع مع الأحزاب كافة لإطلاعهم على أسس مفاوضات انطلقت بين الائتلاف الحاكم والمعارضة بهدف التوصل إلى تسوية.

وكان هرتسوغ قد استضاف مساء الثلاثاء أول اجتماع بين فرق التفاوض من الائتلاف الحاكم ومن حزبي "يوجد مستقبل" و"المعسكر الرسمي" دون أن يسفر عن نتائج واضحة.

تغيير في السياسة

في هذه الأثناء، حصلت الجزيرة على مسودة رسالة يتم تداولها ما بين مشرعين ديمقراطيين بالكونغرس تطالب بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بالنظر فورا فيما إذا كانت إسرائيل تستخدم الأسلحة الأميركية بشكل ينتهك قوانين واشنطن الحالية.

وتحث المسودة، إدارة الرئيس بايدن، على إجراء تغيير في السياسة الأميركية اعترافا بالعنف المتصاعد وضم الأراضي وتجاهل حقوق الفلسطينيين.

كما تدعو رسالة المشرعين الديمقراطيين بالكونغرس إلى ضمان ألا تدعم أموال دافعي الضرائب الأميركيين مشاريع في مستوطنات "غير قانونية".

وتطالب أيضا الإدارة الأميركية بضمان ألا يستخدم جميع الدعم المستقبلي لإسرائيل -بما في ذلك السلاح والعتاد- في انتهاك حقوق الإنسان، من خلال تعزيز المراقبة والمتابعة المالية.

المصدر : الجزيرة