الأقوياء ورسائل اللحظة الفارقة.. أميركا دخلت منافسة شديدة وروسيا لن تتأخر عن ضرب مكتب المستشار الألماني

FILE - In image from video released by Russian Defense Ministry Press Service on Oct. 26, 2022, a Yars intercontinental ballistic missile is test-fired as part of Russia's nuclear drills from a launch site in Plesetsk, northwestern Russia. The Biden administration is faulting Russia for failing to allow on-the-ground nuclear inspections, accusing Moscow of endangering arms control efforts. The administration delivered its assessment Tuesday, Jan. 31, 2023, in a report to Congress.(Russian Defense Ministry Press Service via AP, File)
تجربة صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "يارس" خلال تدريبات نووية أجرتها روسيا العام الماضي (أسوشيتد برس)

لا تزال تداعيات زيارة الرئيس الصيني لموسكو تقلق المسؤولين الأميركيين وتدفعهم للحديث عن حقبة جديدة لا مكان للهدوء فيها، فيما يعتمل الغضب داخل روسيا ردا على مذكرة توقيف الرئيس فلاديمير بوتين التي أصدرتها مؤخرا محكمة الجنايات الدولية.

وأمام مجلس الشيوخ، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوضع القائم بعد الحرب العالمية لم يعد موجودا، وإن ثمة منافسة شديدة جارية لتحديد ما سيأتي.

 وأكد بلينكن في كلمته أمام الكونغرس أن واشنطن تريد أن يتشكل عالم حر ومزدهر، وفق تعبيره.

وقال "اجتماعنا اليوم يأتي في لحظة فارقة. فقد ولّى عالم ما بعد الحرب الباردة وهناك منافسة شديدة جارية لتحديد ما سيأتي بعد ذلك. ولدى الولايات المتحدة رؤية إيجابية لذلك المستقبل. ألا وهو عالم حر ومفتوح وآمن ومزدهر".

3 أولويات لواشنطن

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن زيارة الرئيس الصيني لروسيا أرسلت إشارة مقلقة للغاية. وأكد أن الصين تمثل تحديا متزايدا لبلاده.

وأضاف أوستن -في جلسة لمناقشة ميزانية البنتاغون عقدتها لجنة المخصصات في مجلس النواب الأميركي- أن واشنطن تستثمر في وضع قوة أكثـــر مرونة بمنطقة المحيطين الهندي والهادي مع زيادة نطاق التدريبات مع شركائها.

وقال "ميزانيتنا مدفوعة بالإستراتيجية وبجدية منافستنا مع الصين. وستساعدنا هذه الميزانية على مواصلة تنفيذ إستراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022 وإستراتيجية الرئيس للأمن القومي".

وأضاف "لدي الآن 3 أولويات رئيسية في البنتاغون: الدفاع عن أمتنا، والاعتناء بقواتنا المتميزة، والنجاح من خلال العمل الجماعي. والصين تمثل التحدي المتسارع الذي نواجهه، ونحن نسعى جاهدين لمجاراة ذلك التحدي".

لغة القوة

في الجانب الآخر، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن السنوات العشر المقبلة لن تكون هادئة بسبب رغبة الغرب في الهيمنة.

ميدفيديف الذي يشتهر "بصراحته وتواضع دبلوماسيته"، تحدث عن التفاصيل وعن اللحظة التي قد تخرج فيها الأمور عن السيطرة في صراع موسكو والغرب.

وقد شدد ميدفيديف على أن بعض الدول لا تفهم ولا تستمع إلا للغة القوة، "لذلك لا فائدة من الاتفاق معها".

كما حذر ميدفيديف من أن توقيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخارج يعادل إعلان حرب على روسيا، حسب تعبيره.

وقال "بشكل مفاجئ يتخذون قرارا بحق الرئيس الروسي ولكن لنتصور أن رئيس دولة نووية وصل إلى ألمانيا وتعرض للتوقيف. نعلم أن هذا الوضع لن يتحقق أبدا".

ولكن الرجل الذي سبق أن تولى رئاسة الدولة والحكومة في روسيا، تحدث بشكل مباشر عن الرد الذي ستتخذه بلاده في حال توقيف بوتين:

"ستكون هذه الخطوة إعلان الحرب على روسيا. وفي هذه الحالة كل وسائلنا من صواريخ وغيرها ستطير مباشرة إلى مكتب المستشار الألماني".

المصدر : الجزيرة