زيلينسكي يلح على الأوروبيين لتزويده بطائرات وصواريخ وموسكو تُحذّر من تزايد خطر اندلاع حرب نووية

Ukraine's President Zelenskiy visits Kherson
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور خيرسون جنوبي البلاد (رويترز)

حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء دول الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس من أن "التأخر" في تزويد بلاده بطائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى قد يطيل أمد الحرب، في حين قالت موسكو إن توقيف الرئيس فلاديمير بوتين في الخارج سيعدّ إعلان حرب عليها.

ومن داخل عربة قطار، ألقى زيلينكسي -عبر الفيديو- كلمة أمام قمة للتكتل في بروكسل بعد زيارة قام بها إلى مناطق دمرتها المعارك على طول خط المواجهة بين قواته والجيش الروسي، وفق ما أفاد به مسؤول أوروبي.

وأشار المسؤول الأوروبي للصحفيين الذين يغطون القمة إلى أن الاتصال الآمن مع زيلينسكي انقطع فترة وجيزة.

وقال إن الرئيس الأوكراني رحّب بخطة وافق عليها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، وتهدف إلى إمداد كييف بمليون قذيفة مدفعية خلال الأشهر الـ12 المقبلة. لكن زيلينسكي أصر على أن التأخير في تزويد بلاده بطائرات حربية حديثة وصواريخ بعيدة المدى قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب، حسب ما نقله المسؤول.

كما حض زيلينسكي القادة الأوروبيين على فرض مزيد من العقوبات على موسكو وتسريع طلب انضمام بلاده إلى التكتل وتعزيز الدعم لخطة السلام التي اقترحتها كييف.

وأعلنت سلوفاكيا -مع بدء القمة- أنها أرسلت إلى أوكرانيا 4 طائرات حربية من طراز "ميغ 29" تعود للحقبة السوفياتية، بعدما كانت أول دولة -إلى جانب بولندا- تلتزم بإرسال هذه الطائرات قديمة الطراز.

لكن حلفاء كييف يمتنعون حتى الآن عن تقديم طائرات حربية غربية الصنع.

وقبل مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو، تفقد زيلينسكي منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا) التي تسيطر عليها جزئيا القوات الروسية.

مزيد من الدعم

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إنه سيتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الغربية الأخرى الاستعداد لدعم أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة وقطع الغيار لفترة طويلة.

وفي حوار مع صحيفة "الغارديان"، أكد ستولتنبرغ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط للتوصل إلى سلام، بل لمزيد من الحرب.

وكشف ستولتنبرغ عن أن روسيا تعزز الإنتاج الصناعي العسكري، كما تتواصل مع ما وصفها بالأنظمة السلطوية للحصول على مزيد من الأسلحة.

ردع أميركي

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة ستنقل مقاتلات حديثة من الشرق الأوسط إلى منطقتي آسيا والمحيط الهادي وأوروبا.

وحسب الصحيفة، فإن الخطوة -المقرر تنفيذها في أبريل/نيسان المقبل- جزء من خطة أوسع تنص على الاحتفاظ بقوات بحرية وبرية متواضعة في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد المسؤولون الأميركيون للصحيفة أن نقل الطائرات إلى أوروبا وآسيا يأتي ضمن جهود واشنطن لردع الصين وروسيا.

موسكو تُحذر

من جانبه، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف من تداعيات الاستمرار في إمداد أوكرانيا بالأسلحة؛ وقال إن ذلك يزيد خطر اندلاع حرب نووية.

كما حذّر ميدفيديف من أن توقيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخارج يعادل إعلان حرب على روسيا، حسب تعبيره.

من جانب آخر، نفى البيت الأبيض ما وصفها بالادعاءات الروسية بشأن تزويد الجيش الأوكراني بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه إذا كان لدى روسيا قلق على قواتها، فعليها سحب هذه القوات من أوكرانيا.

معارك شرسة في باخموت

ميدانيا، عاد إلى الواجهة وضع مدينة باخموت التي تشكل محور القتال الملتهب في الجبهة الشرقية، مع تصريحات روسية بأن باخموت تحت الحصار، في مقابل محاولة كييف إظهار فشل ذلك الحصار عبر زيارة الرئيس الأوكراني المفاجئة للمدينة.

ويرى الجيش الأوكراني أن المعركة من أجل مدينة باخموت أساسية من أجل صد القوات الروسية على طول الجبهة الشرقية.

وأفادت وسائل إعلام روسية باندلاع معارك في مختلف مناطق باخموت، مشيرة إلى أن أعنفها يدور في منطقة "أوريخوفو-فاسيليوفما" (شمال غربي المدينة). وقالت إن القوات الأوكرانية تحاول إرسال تعزيزات إلى باخموت من مدينة "كونستانتينوفكا"، بينما تستمر القوات الروسية في قصف طرق الإمداد.

وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أعلنت سيطرة قوات "فاغنر" على 70% من أراضي باخموت، ومحاصرة المدينة من جميع الاتجاهات.

في السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي إن مدينة باخموت تبقى هدفا للعمليات الروسية والاتجاه الرئيسي لهجوم قواتها، قائلا إن القوات الروسية قصفت جبهات باخموت أكثر من 200 مرة بالمدفعية ومنظومات الصواريخ خلال هذا اليوم، وفق وصفه.

ووصف قائد اللواء الآلي الـ30 في القوات الأوكرانية فولوديمير سيلينكو معركة باخموت بأنها بؤرة استنزاف للقوات الروسية؛ ورأى أنها تحولت إلى قضية سياسية بالنسبة للرئيس الروسي، حسب تعبيره.

بدوره، قال قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي إن القوات الروسية تواصل محاولاتها للاستيلاء على باخموت بأي ثمن، رغم خسائرها البشرية والمادية، على حد قوله.

وأكد سيرسكي أن الجانب الأوكراني سيستفيد من الخسائر الروسية، كما فعل قرب كييف وخاركيف وبالاكليا وكوبيانسك.

استنزاف

وتشهد باخموت أطول المعارك وأكثرها دموية، منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وتحولت إلى معركة استنزاف عسكرية وبشرية لكلا الطرفين.

ويواصل الجيش الروسي محاولاته لإحكام الطوق على باخموت، خاصة من المحورين الشمالي والجنوبي.

في المقابل، يدافع الجيش الأوكراني عن وسط مدينة باخموت، ويسعى إلى تخفيف الضغط على طريق الإمداد الرئيسي إلى المدينة.

ومع احتدام المعارك في باخموت -التي كانت تضم 80 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب- طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة توفير مساعدات عاجلة للسكان في المدينة. وفي مقابلة مع الجزيرة، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع الإنساني في باخموت شديد الصعوبة.

استهداف تحصينات

وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكراني ناتاليا هومينيوك إن القوات الأوكرانية تعمل على تطهير نحو 30 كيلومترا على طول الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في خيرسون.

وفي الجبهة الجنوبية، أكدت قيادة عمليات القوات الأوكرانية أن روسيا وضعت 15 سفينة في مهمة قتالية بالبحر الأسود، وشككت في الوقت ذاته في أن تكون القوات الروسية تمكنت من إعادة تجهيز السفن بصواريخ "كاليبر" بشكل كامل بعد الانفجارات التي وقعت في جانكوي (شمالي شبه جزيرة القرم).

وفي الجبهات الأخرى، أفاد موقع "ريادرفكا" العسكري الروسي بأن القوات الروسية استهدفت تحصينات للقوات الأوكرانية في مصنع للفحم بمدينة أفدييفكا (شمال دونيتسك).

ونشر الموقع صورا لمكان القصف، مشيرا إلى أن القوات الروسية قصفت مواقع يعتقد أنها تابعة لوحدات اللواء الآلي 72 الأوكراني.

وأضاف الموقع أن هناك معطيات تشير إلى أن مصنع فحم الكوك -الذي يعد الأكبر من نوعه في أوروبا- يضم ملاجئ تحت الأرض، تتحصن فيها القوات الأوكرانية.

في سياق مواز، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية قتلت أكثر من 450 عسكريا أوكرانيا خلال العمليات العسكرية التي نفذتها اليوم الماضي، حسب قوله.

وأضاف أنه تم إسقاط طائرة حربية أوكرانية في مقاطعة خاركيف و16 مسيّرة في مناطق متفرقة، وفق تعبيره.

من جهة أخرى، سحبت القيادة العسكرية العليا الأوكرانية تقريرا اليوم الخميس ورد فيه بالخطأ أن القوات الروسية انسحبت من بلدة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون (جنوبي البلاد)، وقالت إن خللا تسبب في ذلك الخطأ.

وقالت هيئة الأركان العامة بالجيش الأوكراني -في تراجع نادر، على حد وصف وكالة رويترز- إن القوات الروسية لا تزال في البلدة الواقعة على الضفة الشرقية من نهر دنيبرو. وقالت إن التقرير الأولي نُشر "نتيجة استخدام خاطئ للبيانات المتاحة"، ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات