إثيوبيا ترفض "تهديدات" مصرية بشأن سد النهضة وتؤكد التزامها بحل تفاوضي

صور أقمار صناعية من شركة "ماكسار" الأمريكية تظهر عملية الإنشاءات الجارية والتعلية في سد النهضة لتجهيزه للتعبئة الرابعة
صور أقمار صناعية أظهرت عملية الإنشاءات الجارية والتعلية في سد النهضة لتجهيزه للتعبئة الرابعة (وكالات)

أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية رفضها البيان المنسوب لوزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن سد النهضة الإثيوبي، والذي يهدد أديس أبابا بأن كل الخيارات مفتوحة، ووصفت البيان بأنه "غير مسؤول".

وفي بيان لها قالت الخارجية الإثيوبية إن تصريحات وزير الخارجية المصري تشكل "خرقا صارخا" لميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وجددت الدعوة إلى حل بشأن سد النهضة عبر التفاوض، مؤكدة التزامها بتسوية "في صالح الجميع".

ومن جانبها، قالت الخارجية المصرية إن المفاوضات مع إثيوبيا تشهد جمودا حاليا.

وكان شكري قال خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "القاهرة والناس" المصرية إن بلاده لها الحق في الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، وتتخذ مواقف منضبطة تراعي فيها كل الاعتبارات والعلاقات.

وأضاف "كل الخيارات مفتوحة في أزمة سد النهضة وتظل جميع البدائل متاحة.. ومصر لها قدراتها وعلاقاتها الخارجية ولها إمكانياتها".

وكان وزير الخارجية المصري قد دعا إثيوبيا في وقت سابق للتحلي بالمسؤولية، مشيرا إلى أن بلاده ستدافع عن مصالحها.

وقال شكري -خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب- إن خطر الممارسات الإثيوبية الأحادية على حوض الأنهار المشتركة قضية محورية ذات أولوية متقدمة، ولها تبعات مصيرية على أمن مصر القومي.

وقد اعتمد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم قرارا يقضي بجعل أزمة سد النهضة بندا دائما على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية.

وتصاعد السجال بين القاهرة وأديس أبابا بشأن سد النهضة، تزامنا مع كشف صور أقمار صناعية عن تجهيزات لتعبئة جديدة لهذا السد.

وقبل نحو أسبوع، أظهرت صور أقمار صناعية، حصلت عليها وكالة سند للتحقق الإخباري من شركة "ماكسار" الأميركية، عملية الإنشاءات الجارية، والتعلية في سد النهضة لتجهيزه للتعبئة الرابعة.

وأكدت أديس أبابا مضيها قدما لاستكمال بناء السد، ودعت لحل الخلاف داخل البيت الأفريقي. وقال المتحدث باسم الخارجية ميليس إلم إنّ نهر النيل أفريقي، ويجب حلّ الخلافات بشأنه في البيت الأفريقي مطالبا بوقف إحالة ملف سدّ النهضة إلى مجلس الأمن الدولي أو جامعة الدول العربية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أن بلاده مستمرة في استكمال بناء السد، مشيرا إلى أنّ الهدف من ذلك تحقيق مشاريعها التنموية وتوفيرُ الكهرباء لـ 65 مليون إثيوبي يعيشون في الظلام، مشددا على أن ما وصفها بالاتفاقات الاستعمارية السابقة قديمة ولن تقبلها بلاده.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد جدد دعوته للتوصل إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وقال السيسي -خلال لقائه رئيسة وزراء الدانمارك مته فريدريكسن بالقاهرة، الاثنين الماضي- إنه من المطلوب الوصول إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن السد، مؤكدا أن مصر التي وصفها بالدولة الأكثر جفافا في العالم، لا يمكنها أن تتحمل أي نقص في المياه بأي وقت من الأوقات، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة