أوكرانيا تتلقى وعودا بالحصول على أسلحة غربية أطول مدى وموسكو تتوعد برد قاس إذا تعرضت القرم للقصف

نيران مدفع هاوتزر باتجاه مواقع روسية بإقليم دونباس (الفرنسية)

تلقت أوكرانيا وعودا بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى تشمل مساعدة أميركية جديدة بقيمة 2.2 مليار دولار، في المقابل توعدت موسكو برد سريع وقاس إذا تعرضت شبه جزيرة القرم وعمق الأراضي الروسية للقصف.

ميدانيا أقر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال -اليوم السبت- بوقوع "حادث خطير" تسبب في انقطاع للكهرباء بمدينة أوديسا الساحلية (جنوب) في حين أعلن فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا أن القوات الأوكرانية قصفت منشأة صناعية في مدينة بوريسوفكا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر إن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ جافلين المضادة للدبابات، بالإضافة إلى قنابل صغيرة من نوع "جي إل إس دي بي" (GLSDB) يتم تركيبها على الصواريخ الخاصة براجمات هايمارس الأميركية ليصل مداها إلى 150 كيلومترا.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن تسليم هذه القنابل لن يحصل قبل أشهر عدة بسبب مواعيد الانتاج. وقد امتنع عن تحديد عدد هذه القنابل "لأسباب أمنية".

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت باريس أنها وإيطاليا ستمدان كييف في الربيع منظومة دفاع أرض جو متوسطة المدى من طراز "مامبا" لمساعدتها على الدفاع عن نفسها في وجه هجمات المسيّرات والصواريخ والطائرات الروسية.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا السبت أنّ بلاده مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة من طراز "ليوبارد-2" إلى أوكرانيا، لكن يتعين عليها أولاً العمل مع ألمانيا لإعادة تأهيل بعض هذه المدرعات.

وفي لندن قال رئيس الوزراء ريشي سوناك اليوم إنه يركز على ضمان وصول المعدات العسكرية الدفاعية البريطانية إلى خطوط المواجهة بأسرع وقت ممكن.

وشدد سوناك -خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- على أنه من الضروري أن يسرّع الشركاء الدوليون مساعدتهم لكييف لاغتنام الفرصة من أجل إجبار القوات الروسية على التقهقر.

تهديدات روسية

الرد الروسي على أخبار الدعم العسكري لم يتأخر، حيث توعد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بأن رد بلاده سيكون سريعا وقاسيا إذا تعرضت شبه جزيرة القرم وعمق الأراضي الروسية للقصف.

وقال ميدفيديف -في تصريحات صحفية اليوم- إن روسيا "مستعدة لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك النووية، وذلك بحسب نوع ومستوى التهديدات التي تتعرض لها".

وأضاف الرئيس الروسي السابق "في حال شن ضربات أوكرانية على القرم، لن تكون هناك مفاوضات، لن يكون هناك سوى ضربات انتقامية فقط.. كل أوكرانيا المتبقية تحت حكم كييف ستحترق".

وليست هذه المرة الأولى التي يلوح فيها ميدفيديف شخصيا والقادة الروس بخيار استخدام السلاح النووي وفق العقيدة النووية لموسكو والتي تتيح استخدامه في حال تعرض الأمن القومي للبلاد للخطر.

وتعليقا على تهديدات ميدفيدف، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية إن القانون الدولي يجيز لبلاده تحرير أراضيها باستخدام أي أداة.

وأكد أن شبه جزيرة القرم أرض أوكرانية وأن تهديدات المسؤولين الروس بضربات انتقامية ما هي إلا تأكيد على نية ارتكاب جرائم قتل جماعي ومحاولة للتخويف على النمط الروسي التقليدي، حسب تعبيره.

حادث أوديسا

وفي سياق متصل، طلبت الحكومة الأوكرانية من وزير خارجيتها التواصل مع الجانب التركي لتأمين سفينة تحمل محطة للكهرباء، وذلك بعد اندلاع حريق في محطة الكهرباء الرئيسية في أوديسا ناجمٍ عن قصف روسي للبنية التحتية وفقا للإدارة الإقليمية للمقاطعة.

وأدى الحريق إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عموم المقاطعة الجنوبية، مما دفع وزارة الطاقة الأوكرانية لإرسال جميع المولدات الكهربائية المتوفرة لديها إلى المقاطعة، وإحضار محطة طاقة توربينية غازية متنقلة إلى المدينة.

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن حادثا خطيرا في محطة فرعية عالية الجهد تسبب في انقطاع للكهرباء على نطاق واسع بمدينة أوديسا الساحلية جنوب البلاد وحولها.

وكتب شميهال على تيليغرام "الوضع صعب، وحجم الحادث كبير، ومن المستحيل استعادة إمدادات الطاقة سريعا، لا سيما في البنية التحتية الحيوية".

قصف بيلغورود الروسية

وفي داخل الأراضي الروسية، أعلن فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا أن القوات الأوكرانية قصفت منشأة صناعية بمدينة بوريسوفكا.

وقال غلادكوف إن قوات الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق دون وقوع إصابات بفضل إخلاء المنشأة من العاملين في الوقت المناسب.

وأضاف أن الإقليم سيدخل من اليوم المستوى الأصفر من التهديد الإرهابي إلى أجل غير مسمى، مشددا على أنه سيتم رفع آثار هذا الإجراء حينما يتحسن الوضع الأمني في بيلغورود.

"لن نتخلى عن باخموت"

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني أمس إنهم لن يتخلوا عن مدينة باخموت المحاصرة شرقي البلاد.

وشدد زيلينسكي على أن الجيش الأوكراني "سيدافع ما استطاع" عن باخموت المهمة التي يسعى الجيش الروسي للاستيلاء عليها منذ أشهر، مشددا على أن "أحدا لن يتخلى عن هذا الحصن".

ومنذ أشهر تحاول القوات الروسية انتزاع باخموت الإستراتيجية من القوات الأوكرانية، وذلك بدعم من مسلحي مجموعة "فاغنر" الأمنية الروسية، وتواردت أنباء قبل أيام عن نجاح القوات المهاجمة في تطويق المدينة بشكل كامل.

هجوم روسي

وبينما تتواصل المعارك في الجبهة الشرقية، قال الجيش الأوكراني اليوم إن روسيا تخطط لهجوم واسع في مقاطعة زاباروجيا بحلول الذكرى السنوية الأولى للحرب التي بدأت يوم 24 فبراير/شباط 2022.

واتهمت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا القوات الروسية بتنفيذ أكثر من 150 هجوما على 26 منطقة على امتداد خطوط التماس.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن القوات الروسية شنت خلال الساعات الماضية 20 غارة وأكثر من 90 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة، خاصة في خيرسون وزاباروجيا وميكولايف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وأضافت أن مناطق عدة في خيرسون وزاباروجيا تعرضت لقصف مكثف طيلة الليلة الماضية، في حين توقفت خدمات الماء عن مناطق واسعة في ميكولايف بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة القصف الروسي.

كما أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن الجيش الأوكراني- بأن قواته واصلت غاراتها الجوية على مواقع تمركز القوات الروسية ومنظوماتها الصاروخية، خصوصا خيرسون وزاباروجيا، إضافة إلى تدمير مخازن ومستودعات للذخيرة.

تبادل الأسرى

على صعيد آخر، أعلنت كييف وموسكو اليوم عن عملية تبادل جديدة للأسرى هي الثانية خلال العام الجاري.

وقال الجيش الأوكراني إنه تم إنجاز صفقة تبادل كبيرة أفرجت موسكو بموجبها عن 116 جنديا، بالإضافة إلى جثث قتلى من المتطوعين الأجانب.

وأوضح أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أن عددا من الأسرى الأوكرانيين المفرج عنهم كانوا يقاتلون في باخموت بمنطقة دونيتسك شرقي البلاد.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودةَ 63 من جنودها الأسرى، وقالت إنهم موجودون حاليا على أراضي البلاد.

وأضافت الوزارة الروسية أن بعض العسكريين المفرج عنهم من "الفئة الحساسة" حسب وصفها.

المصدر : الجزيرة + وكالات