الاتحاد الأفريقي يدعم إجراء تحقيق دولي في اغتيال شيرين أبو عاقلة ويكشف سبب طرد الوفد الإسرائيلي

African Union holds annual heads of state and government summit in Addis Ababa
القمة الأفريقية في أديس أبابا اختتمت مساء الأحد بالتصديق على البيان الختامي (رويترز)

دان البيان الختامي للقمة الأفريقية اغتيال مراسلة الجزيرة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وأكد دعمه لإجراء تحقيق دولي مستقل للكشف عن ظروف اغتيالها.

واستهجن إعلان الاتحاد الأفريقي بشأن فلسطين استمرار التعنت الإسرائيلي في رفضه دعوات القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي لمفاوضات سلمية.

وذكر البيان أنه يدعم توجّه دولة فلسطين لتجديد طلبها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما دعا جميع الدول إلى قبول هذه العضوية، مؤكدا على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.

طرد الوفد الإسرائيلي

ونفى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي تقديم المفوضية دعوة لإسرائيل لحضور القمة الأفريقية، مضيفا -في ردّه على سؤال لمراسل الجزيرة خلال المؤتمر الصحفي الختامي للقمة الأفريقية- أن مسألة حضور الوفد الإسرائيلي قيد التحقيق الآن، وأن الوضع القانوني بشأن قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد معلق لحين بتّ لجنة السبعة التي شُكلت العام الماضي لهذا الغرض.

وقال فكي للجزيرة "ناقشنا العام الماضي وضع إسرائيل كمراقب في الاتحاد الأفريقي، وبعد هذه النقاشات المختلفة قرر المؤتمر تشكيل لجنة من رؤساء الدول بشأن هذه المسألة. وهذا يعني أن الوضع القانوني معلق حتى تفصل هذه اللجنة. وبالتالي لم ندعُ مسؤولين رسميين إسرائيليين إلى قمتنا".

وأضاف "لاحظنا وجود شخصية دخلت القاعة ببطاقة دخول، وطالبناها بمغادرة المكان، ونحن نقوم بالتحقيقات الضرورية لأنها شخصية لا تقيم هنا وجاءت من إسرائيل، ولا يمكن أن يصل أحد إلى هنا إلا بدعوة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ونحن لم ندعُ أيَّ مسؤول، ولاحظنا ما حدث وسنقوم بالتحقيق لتحديد المسؤوليات".

وكان وفد إسرائيلي برئاسة شارون بارلي نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، حاول المشاركة السبت في الجلسة الافتتاحية للقمة، لكن اعتراض دول أفريقية منعه من ذلك.

وقال مراسل الجزيرة إن وفدي الجزائر وجنوب أفريقيا اعترضا على مشاركة الوفد الإسرائيلي، مما استدعى تدخل أجهزة الأمن لتطلب من الوفد مغادرة القاعة.

ووقعت حادثة الطرد مع انطلاق أعمال القمة 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية".

وحين طُرد الوفد الإسرائيلي كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية موجودا في القاعة، يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

غضب إسرائيلي

وأعربت الخارجية الإسرائيلية عن غضبها الشديد، وقالت في بيان إن الوفد الرسمي الإسرائيلي عومل بطريقة فظة. واتهمت تل أبيب الجزائر وجنوب أفريقيا اتهاما مباشرا بالوقوف وراء الحادثة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأفريقي رهينة بيد دول تحركها الكراهية، وفق تعبيرها.

وكانت إسرائيل حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021، وعارضت الخطوة دول من بينها جنوب أفريقيا والجزائر اللتان قالتا إن ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الداعمة للفلسطينيين، كما طالب الفلسطينيون بسحب صفة مراقب من إسرائيل.

والعام الماضي، علق الاتحاد الأفريقي بالإجماع قرار منح صفة مراقب لإسرائيل، وأعلن تشكيل لجنة لبحث الأمر.

اختتام القمة

واختتمت القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مساء أمس الأحد بالتصديق على البيان الختامي، والذي تضمن أبرز المشروعات والقرارات المرفوعة للقمة من قبل المجلس الوزاري.

وتناول البيان الختامي قضايا اقتصادية وسياسية وأمنية عدة، أبرزها تسريعُ تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية، ومبادرةُ إسكات البنادق لتسوية الصراعات بالقارة في إطار أفريقي، ودعمُ عمليات التحول الديمقراطي، ورفضُ الانقلابات العسكرية وعدم الاعتراف بالأنظمة القائمة عليها.

كما أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أولوية مشروع منطقة التجارة الحرّة، مؤكدا أن عددا من الدول بدأت بالفعل مرحلة التنفيذ.

وطالب مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بانكول أديوي الجهات الراعية للمرتزقة والمقاتلين الأجانب بسحبهم فورا من أفريقيا.

وقال في تصريح للجزيرة إن مبادرة "إسكات البنادق" ستركز في مرحلتها القادمة على مواجهة الجماعات المسلحة.

وفي تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الساحة الأفريقية، قال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا إن روسيا باتت تشكل تحديا كبيرا، ليس في أوكرانيا فحسب ولكن في مناطق أخرى في العالم، بما في ذلك القارة الأفريقية.

وفي تصريح للجزيرة على هامش مشاركة بلاده مراقبا في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، شدد كوستا على ضرورة تعزيز الحضور الأوروبي في أفريقيا لمواجهة النفوذ الروسي.

من جانبه، قال الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن إن معظم الدول الأفريقية تكرّس جزءا كبيرا من ميزانيتها لدفع الديون.

وأضاف بن عبد الرحمن -في تصريح للجزيرة على هامش القمة- أنه لا يمكن لكثير من الدول الأفريقية الصمود حتى نهاية العام الحالي بسبب أعباء هذه الديون، وفق قوله.

المصدر : الجزيرة + وكالات