الناتو توعدها بدفع الثمن.. روسيا تتقدم في دونيتسك وتوجه تحذيرا لبولندا

قصف أوكراني على مواقع للجيش الروسي والانفصاليين في دونيتسك (رويترز)

أعلنت موسكو، اليوم الأربعاء، زيادة كبيرة في الموازنة العسكرية للعام المقبل وعلّقت على نتائج اجتماع الناتو في بوخارست، في حين صعّدت واشنطن من نبرتها تجاه روسيا وجددت تعهداتها بمواصلة دعم كييف ماليا وعسكريا.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت بشكل كامل على مدينة أندرييفكا، الواقعة في مقاطعة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وفي اجتماع عسكري، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن موازنة الدفاع الحكومية لعام 2023 سترتفع بنسبة 150%.

وفي وقت ارتفعت فيه وتيرة تبادل الاتهامات بين موسكو والغرب، حذر مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين القيادة البولندية من محاولات "سلخ" أراض غرب أوكرانيا.

وقال ناريشكين في تصريح صحفي "نود تحذير البولنديين مسبقا من إجراء مقارنات خاطئة متسرعة، وندعوهم إلى دراسة أكثر شمولا لتاريخهم" مشيرا إلى أن "تاريخهم مليء بالأمثلة المرة للصدامات بين القوميين البولنديين والقوميين الأوكرانيين".

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدير المخابرات الخارجية دعوته بولندا إلى ألا تعيد الخطأ نفسه.

وفي وقت سابق، قال ناريشكين -في تصريح صحفي- إن الرئيس البولندي أندريه دودا أصدر تعليماته للأجهزة ذات الصلة بإعداد تبرير رسمي بسرعة للمطالبات بغرب أوكرانيا.

NATO foreign ministers meet in Bucharest
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمة على هامش اجتماع الناتو (رويترز)

واشنطن تصعّد نبرتها

في المقابل، واصلت واشنطن تصريحاتها التصعيدية، إذ حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن من أن بلاده "ستستمر في جعل الكرملين يدفع الثمن بسبب عدوانه على أوكرانيا".

وأضاف بلينكن بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بوخارست "بوتين لن يجعلنا رهينة لسياساته، والاتحاد الأوروبي سينهي اعتماده على الغاز الروسي بشكل تام".

واعتبر الوزير الأميركي أن بوتين صب "نيرانه وغضبه" على السكان المدنيين في أوكرانيا، حيث قصف أكثر من ثلث شبكة الطاقة في "إستراتيجية لن تنجح".

بدوره، قال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ إن روسيا تمثل خطرا مباشرا على أمن الحلف. وفي مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات وزراء خارجية الناتو في بوخارست، أكد ستولتنبرغ استمرار دعم أوكرانيا ومدها بنظم دفاع جوية إضافية.

وتعهد الحلف الأطلسي، أمس الثلاثاء، بتكثيف الدعم بصورة كبرى لأوكرانيا، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية للطاقة بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الروسية.

وردا على اجتماع الناتو في بوخارست أمس، قالت الخارجية الروسية إن نتائج الاجتماع "تشير إلى عدم اهتمام الحلف بحل سياسي في أوكرانيا".

التقدم في دونيتسك

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أن قواتها المسلحة سيطرت على مدينة أندرييفكا بالكامل الواقعة في مقاطعة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه "نتيجة للأعمال العسكرية للقوات الروسية، تم التحرير بالكامل لمدينة أندرييفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، من وحدات القوات الأوكرانية".

وأعلنت وزارة الدفاع اليوم أيضا تحرير مناطق بيلوغوروفكا وبيرشي ترافنيا في أراضي دونيتسك، بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم".

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري، من الجانب الأوكراني، على الإعلان الروسي بالسيطرة على المناطق في دونيتسك.

قتلى بقصف خيرسون

ميدانيا أيضا، أسفر قصف روسي على مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا عن مقتل 7 أشخاص، وإصابة نحو 20 شخصا لدى اشتعال النيران في مبنى شاهق، بحسب السلطات الإقليمية.

وقال الحاكم الإقليمي ياروسلاف يانوشيفيتش إن المدينة، التي استعادتها القوات الأوكرانية الآونة الأخيرة، تعرضت للقصف بالمدفعية وقاذفات الصواريخ المتعددة.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في السيادة.

يشار إلى أنه في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا إلى بلاده، وسط رفض وتنديد واسعين من الغرب.

وانسحبت القوات الروسية من خيرسون منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت ضغط من هجوم أوكراني مضاد. ومع ذلك، يحتفظ الروس بمواقعهم على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو ويطلقون نيران المدفعية من مواقعهم هناك.

المصدر : وكالات