الغرب يبحث "ردا جماعيا" ضد طهران.. اجتماع بمجلس الأمن وإيران تحذر إسرائيل من أي "خطوة حمقاء"

خطيب زاده: أي خطوة حمقاء ضد إيران ستواجه بردّ حازم، لا تختبرونا (غيتي-أرشيف)

قال دبلوماسيون للجزيرة إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودولا أوروبية تعتزم مناقشة الهجوم الذي استهدف ناقلة إسرائيلية قبالة سواحل عمان الثلاثاء الماضي، في حين حذرت طهران إسرائيل من أي "خطوة حمقاء" ضدها.

وستعقد الجلسةٍ المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة. وتوقع الدبلوماسيون ألا يتخذ المجلس أي إجراء بشأن الحادث، الذي وقع قبل أسبوع مخلفا مقتل اثنين من طاقم السفينة بينهما بريطاني، وتتهم دول غربية إيران بالمسؤولية عنه.

وكانت بريطانيا ورومانيا وليبيريا أبلغت مجلس الأمن، يوم الثلاثاء الماضي، بأنها ترجح أنَّ إيران استخدمت طائرة مسيرة واحدة على الأقل لشن الهجوم، وهو ما تنفيه إيران بشدة.

وانضمت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إسرائيل في تحميل إيران مسؤولية الهجوم المرجح أنه نفّذ بطائرة مسيّرة. وتعهدت واشنطن بتنسيق "ردّ جماعي" على إيران.

ودعت إسرائيل الى تحرك دولي ضد إيران بعد الهجوم على الناقلة "ميرسر ستريت"، وفق ما أعلنت شركة "زودياك ماريتايم" المشغلة للسفينة، والمملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.

أعمال انتقامية

ولم تتبن أي جهة الهجوم، لكن شركة "درياد غلوبال" المتخصصة في الأمن البحري تحدثت عن "أعمال انتقامية جديدة في الحرب التي تجري في الخفاء بين إيران وإسرائيل.

وسبق لإسرائيل أن اتهمت إيران بالوقوف خلف اعتداءات طالت سفنا مرتبطة بها خلال الأشهر الماضية، خصوصا في خليج عمان وبحر العرب.

من جهتها، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف خلف هجوم "تخريبي" تعرضت له سفينة الشحن "إيران شهركرد" في البحر المتوسط في مارس/آذار الماضي، مشيرة في حينه إلى أن "كل الأمور تدفع إلى الاعتقاد" بوقوف إسرائيل خلف العملية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت طهران أن سفينتها "ساويز" تضررت جراء انفجار استهدفها في البحر الأحمر.

وفي حين لم توجه إيران أصابع الاتهام لأي طرف، نقلت "نيويورك تايمز" أن إسرائيل نفذته ردا "على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية".

وسبق لإيران اتهام إسرائيل بالوقوف خلف عمليات تخريب طالت منشآتها النووية واغتيالات بحق علمائها.

"لا تختبرونا"

وحذّرت إيران الخميس على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها إسرائيل من أي "خطوة حمقاء" ضدها، بعد تهديدات وجهتها لها إسرائيل لاتهامها بالوقوف خلف الهجوم.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده عبر تويتر "نعلن بوضوح: أي خطوة حمقاء ضد إيران ستواجه بردّ حازم. لا تختبرونا".

ورأى خطيب زاده أن "الكيان الإسرائيلي وفي حالة جديدة من الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية يهدد إيران بلا حياء بالعمل العسكري.. هذا السلوك الشرير ينبع من دعم الغرب الأعمى له".

تهديد إسرائيلي

وفي وقت سابق الخميس، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بمهاجمة إيران عسكريا، مشددا على أنها لم تعد تحديا لإسرائيل فقط، بل باتت مشكلة إقليمية وعالمية.

وفي تصريحاته -خلال لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين في تل أبيب، ربط غانتس موقفه بسلسلة أحداث شهدتها المنطقة أخيرا، بينها الهجوم في بحر عُمان على سفينة "ميرسر ستريت"، التي تملكها شركة إسرائيلية، فضلا عن القذائف الصاروخية التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، والتوتر عند الجبهة الشمالية الإسرائيلية.

وقال إن إيران تحتاج نحو 10 أسابيع فقط للحصول على المواد اللازمة لصنع سلاح نووي، كما اتهم سعيد آرا جاني رئيس إدارة "الطائرات المسيرة" التابعة للحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء الهجمات في الخليج العربي.

ومثّل كل ذلك -وفق غانتس- توجها إيرانيا يهدف إلى تحدي إسرائيل في ميادين عدة، مشيرا أيضا إلى ما سماه بناء طهران قوى عسكرية في لبنان وغزة، ودعمها ونشرها مليشيات في العراق وسوريا واليمن.

وبعيد هذه التصريحات، تفقد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي جاهزية الوحدات العسكرية في مضيق هرمز والقواعد العسكرية على طول السواحل الإيرانية الجنوبية.

وقال قائد الحرس الثوري إن على من وصفهم بالأعداء الذين يهددون إيران معرفة أن ردّها سيكون قاسيا وواسعا.

وأضاف أن على الكيان الصهيوني إدراك خطورة تهديداته وتصريحاته، ويعيد النظر في حساباته، وفق تعبيره.

وأكد قائد الحرس الثوري جاهزية المنظومات الصاروخية والطائرات المسيّرة والقوات البحرية والبرية الإيرانية للتحرك فورا ضد أي استهداف لأمن إيران.

الموقف البريطاني

وفي موقف يؤكد تصاعد الغضب الدولي ضد طهران، وصف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب وضع إيران دوليا "بالمنبوذ"، ودعا طهران إلى بذل مزيد من الجهود لبناء الثقة مع الشركاء الدوليين.

وكان راب طالب مجلس الأمن بالرد على ما وصفه بعدم احترام إيران للقانون الدولي وممارساتها المزعزعة للاستقرار.

وذهب راب أبعد من ذلك، وحذر إيران من مواصلة ما وصفها بالأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، التي تترتب عليها محاسبة طهران.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة تواصل التنسيق مع شركائها بشأن الخطوات الدبلوماسية المقبلة لمواجهة تهديدات إيران.

ردّ إيراني

في المقابل، أكد السفير الإيراني في لندن محسن بهاروند -في رسالة إلى منظمة الملاحة الدولية- أن بلاده ملتزمة بضمان أمن الملاحة البحرية، وأنها ترى ذلك يصب في مصلحة طهران والمجتمع الدولي.

وأشار السفير الإيراني إلى أن بعض الدول لديها تحركات خطيرة ومواقف متحيزة، وفق تعبيره، مضيفا أن هذه الدول تستخدم لغة التهديد ضد طهران، وهذا يتعارض مع القوانين الدولية، ومن شأنه أن يزعزع أمن الملاحة البحرية.

وتنفي إيران باستمرار صحة اتهامات إقليمية وغربية برغبتها في إنتاج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية.

المصدر : وكالات