المشيشي يظهر لأول مرة منذ عزله.. اتحاد الشغل يدعو لانتخابات مبكرة بتونس والنهضة تنتقد تجاهل الرئيس للفراغ الحكومي

دعا الاتحاد التونسي للشغل (المركزية النقابية) إلى إطلاق حوار وطني وتشكيل حكومة مصغرة، في حين انتقدت حركة النهضة ما اعتبرته تجاهل الرئاسة التونسية الفراغ الحكومي. في الأثناء، ظهر اليوم  لأول مرة رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي.

وحذر الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي من مخاطر الفراغ الحكومي وتعطيل المؤسسات الحكومية في البلاد، مؤكدا الحرص على نهج الحوار مع جميع الأطراف.

وفي 25 يوليو/تموز الماضي، اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيّد إجراءات استثنائية قضت بتجميد أعمال البرلمان لمدة 30 يوما وإعفاء المشيشي من مهامه وتولي السلطة التنفيذية، وقام بتعيينات لمسؤولين كبار في الدولة.

ودعا الاتحاد في بيان مساء أمس الأربعاء "إلى التسريع بتعيين رئيس حكومةِ إنقاذ مصغّرة ومنسجمة تكون لها مهمّات محدّدة عاجلة واستثنائية وتلبّي الاستحقاقات الاجتماعية من توفير الشغل ومحاربة الفقر والتهميش، وتجابه باقتدار جائحة كوفيد-19".

ونبه الاتحاد -الذي جدد دعمه لقرارات سعيّد- على أن "أيّ تأخير في ذلك سيعمّق الفراغ ويعسّر الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية" التي تواجهها تونس.

وفي هذا الخصوص، أعلن مستشار الرئيس التونسي اليوم أنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بخصوص رئيس الحكومة الجديدة لكن الخطى حثيثة في هذا الاتجاه".

خطة عمل

من جانبها، دعت منظمات مدنية في بيان رسمي الرئيس التونسي إلى ضبط خطة عمل وفق رزنامة واضحة ومحدّدة في الزمن وبصفة تشاركية مع القوى المدنية تتعلّق باستحقاقات المرحلة الجديدة.

وجاء في البيان أن المنظمات تستنكر تدخل عواصم أجنبية في الشأن التونسي، وسيادة الدولة، خصوصا التصريحات الهادفة لحماية منظومة حكم فاسدة ومجرمة وملفوظة شعبيا

وحمل البيان توقيع كل من النقابة الوطنية للصحفيين وجمعية القضاة التونسيين والجمعية التونسية للمحامين الشبان ومنظمات أخرى.

وقام سعيّد خلال الأيام الماضية بحملة إقالات طالت وزراء وسفراء ومسؤولين كبارا في الحكومة، كما لحقت مدير التلفزيون الحكومي. كما عيّن وزراء جددا في الداخلية والاقتصاد وتكنولوجيات الاتصال.

ووجه سعيّد اتهامات ضمنية لوزير تكنولوجيات الاتصال المقال بتسخير معلومات من الوزارة لفائدة أحزاب سياسية ومن أجل غايات انتخابية.

والاثنين الماضي، عيّن سعيّد الموظفة المتخصصة في الجباية سهام بوغديري وزيرة للاقتصاد والخبير في السلامة المعلوماتية نزار بن الناجي على رأس وزارة تكنولوجيات الاتصال.

وأول أمس الثلاثاء أقال سفير تونس في واشنطن ومحافظ صفاقس (وسط) دون أن يقدم تعليلا لقراره.

كما أكد اليوم متحدث باسم السلطات القضائية أن النيابة العامة أمرت بإيقاف النائب عن قلب تونس الجديدي السبوعي مدة 24 ساعة قابلة للتجديد، على خلفية اتهامات بالتشهير بحق محافظ زغوان (وسط).

بيان للنهضة

من جهته، دعا مجلس شورى حركة النهضة في تونس، إلى إطلاق حوار وطني للمضي في إصلاحات سياسية واقتصادية، وإنهاء تعليق اختصاصات البرلمان، مع قيام الحركة بالمراجعات الضرورية وتجديد برامجها.

جاء ذلك في بيان لمجلس الحركة (صاحبة أكبر كتلة برلمانية)، عقب جلسة مشاورات استثنائية، انطلقت أمس الأربعاء، لبحث الوضع العام في البلاد، بعد 11 يوما من قرارات سعيّد.

وأكد المجلس (أعلى هيئة في الحركة) -في بيان من 10 نقاط- حرص حركة النهضة على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية، وفي مقدمتها رئيس الجمهورية، لتجاوز الأزمة المركبة وتحقيق السلم الاجتماعي وإنجاز الإصلاحات الضرورية.

وقال المجلس إنه منشغل بالفراغ الحكومي المستمر منذ ما يزيد على 10 أيام، وعدم تكليف رئيس الجمهورية الشخصية المدعوة لتشكيل حكومة قادرة على معالجة أولويات الشعب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

أول ظهور

في غضون ذلك، نقل مراسل الجزيرة أن رئيس الوزراء التونسي المقال هشام المشيشي ظهر اليوم لأول مرة منذ قرار عزله، وذلك خلال تقديمه أوراق الذمة المالية.

ونشرت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس اليوم صورا للمشيشي وهو يعلن عن ممتلكاته، ما يمثل أول ظهور له بعد 11 يوما من عزله.

وبعد إقالته اختفى المشيشي عن الأنظار، وسط حديث عن وضعه رهن الإقامة الجبرية وتعرضه للاعتداء في القصر الرئاسي واحتجازه لبعض الوقت.

قلق أميركي

وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز والعضو البارز في المجلس جيم ريش اليوم إنهما يشعران "بقلق بالغ" من تزايد التوتر والاضطرابات في تونس.

وأضافا -في بيان مشترك عبر البريد الإلكتروني- أن "الرئيس (قيس) سعيد عليه أن يعود للالتزام بالمبادئ الديمقراطية التي تدعم العلاقات الأميركية-التونسية وعلى الجيش أن يلتزم بدوره في إطار ديمقراطية دستورية".

وتترقب تونس إعلان سعيّد لخارطة الطريق التي ينوي تنفيذها وتكليف رئيس حكومة جديد.

وتواجه تونس فضلا عن الأزمة السياسية، وضعا صحيا متدهورا مع تفاقم انتشار وباء كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة أكثر من 20 ألف شخص.

كما تواجه البلاد أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات عمقتها التجاذبات السياسية والخلافات بين سعيّد والأحزاب.

ويحظى سعيّد -الذي انتخب في العام 2019 بأكثر من 70% من الأصوات- بشعبية واسعة وقوبلت قراراته الاستثنائية بترحيب من العديد من التونسيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات