استئناف مفاوضات النووي بفيينا اليوم وطهران تهدد بالانسحاب إن كانت "إضاعة" للوقت

مصادر إعلامية نقلت عن رئيس الوفد الإيراني قوله إن طهران تنتظر الحصول على لائحة العقوبات التي سترفعها واشنطن عن بلده في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات 

FILE PHOTO: Iranian Deputy at Ministry of Foreign Affairs Abbas Araghchi arrives at a meeting of the JCPOA Joint Commission, in Vienna, Austria, April 6, 2021. REUTERS/Leonhard Foeger/File Photo
الوفد الإيراني قال إن طهران لن تقبل استمرار التفاوض دون تنفيذ الالتزامات (رويترز)

أكد وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبيرغ لدى استقباله لرئيس الوفد المفاوض الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني تمر بفترة حرجة، وثمة حاجة لتعبئة كل الجهود الدبلوماسية.

يأتي ذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من مفاوضات فيينا اليوم التي تجمع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي.

وتعقد هذه الجولة في ظل أجواء متوترة بعد إعلان إيران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 60% على خلفية تعرض منشأة نطنز لهجوم.

ونقلت مصادر إعلامية عن عباس عراقجي قوله إن طهران تنتظر الحصول على لائحة العقوبات التي سترفعها واشنطن عن بلده في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات.

وأوضح عراقجي وفق المصادر ذاتها، أنه لا يعتقد أن إيران بإمكانها مواصلة التفاوض دون تحقيق هذه الشروط.

وهدد مساعد وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده ستنسحب من محادثات فيينا "إذا أصبحت إضاعة للوقت وتفاوضا لأجل التفاوض".

مخاوف

بالتوازي مع ذلك، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس بأن "المخاوف" التي أعربت عنها الأربعاء برلين ولندن وباريس بشأن القرار الذي أعلنته طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، لا أساس لها.

وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني "تم التعبير عن مخاوف في أوروبا والولايات المتحدة من أننا في إيران بدأنا التخصيب بنسبة 60% (ما) يعني أن نكون قادرين على الوصول إلى 90% (عتبة الاستخدام العسكري) دفعة واحدة".

وأضاف "لكن هذا خطأ"، مؤكدا أن "أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية".

وقال روحاني "اليوم يمكننا التخصيب بنسبة 90% إذا أردنا ذلك. لكننا قلنا ذلك منذ اليوم الأول ونحن نفي بوعدنا: أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على قنبلة ذرية".

تفجير نطنز

وبعد انفجار الأحد في مصنع إيراني لتخصيب اليورانيوم، اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءه، أعلنت الجمهورية الإسلامية أنها ستقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تتجاوز بكثير نسبة 20% المطبقة منذ يناير/كانون الثاني والحد الأقصى البالغ 3.67% بموجب الاتفاق النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015.

وقالت إن هذا القرار "ردّ على الإرهاب النووي الإسرائيلي".

وعبّرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق (إلى جانب روسيا والصين وإيران)، عن "قلقها البالغ" من إعلان إيران، معتبرة أنه "تطوّر خطير، لأن إنتاج اليورانيوم المخصّب بدرجة عالية يشكل مرحلة مهمة لإنتاج سلاح نووي".

وصرح الاتحاد الأوروبي بأن إعلان إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يتعارض مع روح محادثات فيينا.

وأمس، نقل التلفزيون الرسمي عن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قوله إن المحادثات الجارية بين طهران والقوى العالمية لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 يجب ألا تقوم على "الاستنزاف".

وأضاف خامنئي "أميركا لا تسعى لقبول الحقيقة في المفاوضات، هدفها في المحادثات هو فرض رغباتها الخاطئة، الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق تتبع السياسات الأميركية في المحادثات رغم الاعتراف بحقوق إيران".

وفي الأسبوع الماضي، أجرت إيران والقوى العالمية محادثات وصفها المشاركون بأنها "بناءة" لإنقاذ اتفاق 2015 الذي انهار مع انتهاك إيران للقيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم، والذي جاء ردا على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وإعادته لفرض عقوبات على إيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات