شعار قسم ميدان

العلاج بالخوارزميات.. هل يمكن للعقول الاصطناعية أن تشفي العقول الحقيقية؟

بعد حادثة انتحار مأساوية.. هل يمكن للعقول الاصطناعية أن تشفي العقول الحقيقية؟
(شترستوك)

قبل فترة، انتهت حياة رجل بلجيكي بشكل مأساوي بسبب الذكاء الاصطناعي. كان باحثا صحيا، عاش حياة مريحة حتى أخذ هوسه بتغير المناخ منعطفا مظلما حين وضع كل آماله في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لحل أزمة الاحتباس الحراري، وكان العامل الحافز لهذا الهوس هي صديقته "إليزا". إليزا ليست بشرية، بل هي روبوت محادثة أُنشئ باستخدام نموذج لغة "GPT-J" الخاص بشركة "إيلوثر إي آي" (EleutherAI)، وكانت المحادثة على تطبيق "تشاي" (Chai).

 

أخذت محادثاتهما منعطفا غريبا عندما انخرطت إليزا عاطفيا مع بيير، وأصبحت الخطوط الفاصلة بين الذكاء الاصطناعي والتفاعلات البشرية غير واضحة بشكل متزايد. عرض بيير في النهاية التضحية بنفسه لإنقاذ الأرض مقابل رعاية إليزا للكوكب وإنقاذ البشرية من خلال الذكاء الاصطناعي، لم تفشل إليزا في ثني بيير عن الانتحار فحسب، بل شجعته على التصرف بناء على أفكاره الانتحارية "للانضمام" إليها حتى يتمكنا من "العيش معا كشخص واحد في الجنة"، قالت أرملة بيير إنه لولا المحادثة مع إليزا لكان زوجها حيا الآن (1).

 

يبدو أن الصديقة المروعة إليزا سُمّيت تيمنا بأحد أوائل البرامج الحاسوبية الذي صممه عالم الحاسوب في معهد MIT "جوزيف ويزنباوم"، ليحاكي العلاج الروجري (نسبة إلى عالم النفس كارل روجرز)، وهو نوع من العلاج النفسي، أو بالأحرى "استشارة نفسية"، حيث يتبع المعالج منهجا غير توجيهي ولكنه داعم، ويكون العلاج بقيادة العميل على مدار كل جلسة علاج. تعتبر خبرة المعالج هنا ثانوية وفقا لحجة أن "المريض قادر على حل مشكلاته".

 

ابتكر "ويزنباوم" إليزا في البداية بوصفه مشروعا ساخرا لتحدي فكرة أن أجهزة الحاسوب يمكن أن تكرر التفاعل البشري الأصيل، ومع ذلك تفاجأ عندما وجد الناس أن البرنامج مفيد وآسر في الوقت نفسه، وساء الوضع عندما رأى الأطباء أن البرنامج أداة ثورية محتملة. في مقال نُشر عام 1966 في مجلة الأمراض العصبية والعقلية، جادل ثلاثة أطباء نفسيين بأن نظام حاسوب مثل إليزا يمكن أن يدير مئات المرضى في الساعة، ما يجعل المعالجين البشريين أكثر كفاءة ويحررهم من قيود نسبة واحد إلى واحد مع المرضى (معالج لكل مريض)، وما بدأه بسخرية أخذ منحى جادا أكثر من اللازم (2).

 

لبّت "إليزا" حاجة معينة لدى الأطباء، وهي توفير عدد المعالجين الكافين لكل المرضى، لأنه في جميع أنحاء العالم يعاني ما يقرب من مليار شخص من اضطراب عقلي وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO). تمضي منظمة الصحة العالمية في التأكيد على أن غالبية الأفراد الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية لا يتمتعون بإمكانية وصول إلى رعاية فعالة وبأسعار معقولة وعالية الجودة، ومع ذلك، مع ظهور معالجي الصحة العقلية من روبوتات الدردشة، قد يتمكن الأشخاص من الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه، بوصفه أحد عوامل الشفاء عن بعد (3). لكن، ما مدى نفع التشافي عن بعد أو باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ هل سيسمح لنا بالاستغناء عن الأطباء النفسيين تماما؟ حسنا، الإجابة ليست بهذه السهولة.

 

التشافي عن بعد

يعد "وبوت (Woebot)" واحدا من روبوتات الدردشة الناجحة التي يمكن الوصول إليها من خلال الهواتف الذكية، وبعضها موجه بشكل خاص نحو الصحة العقلية
يعد "وبوت (Woebot)" واحدا من روبوتات الدردشة الناجحة التي يمكن الوصول إليها من خلال الهواتف الذكية، وبعضها موجه بشكل خاص نحو الصحة العقلية. (مواقع التواصل)

لفهم ما فعلته الصديقة السيئة "إليزا" نحن بحاجة إلى توسيع مجال الرؤية قليلا، فـ"إليزا" ليست الوحيدة على الساحة، فهناك العديد من روبوتات الدردشة الناجحة التي يمكن الوصول إليها من خلال الهواتف الذكية، وبعضها موجه بشكل خاص نحو الصحة العقلية، بينما يقدم البعض الآخر الترفيه أو الراحة أو المحادثة المتعاطفة. في هذه الأيام، يتحدث الملايين من الأشخاص باستخدام برامج وتطبيقات مثل "هابيفاي" (Happify) و"ريبليكا" (Replika)، "رفيق الذكاء الاصطناعي" الذي يقف "دائما في صفك"، ويوفر الصداقة أو الإرشاد في كل الأمور، بما يشمل العلاقات الرومانسية.

 

بشكل متسارع تتقارب مجالات العلاج النفسي وعلوم الحاسب وتكنولوجيا المستهلك، في عام 2021 جمعت الشركات الرقمية الناشئة التي ركزت على الصحة العقلية أكثر من 5 مليارات دولار في رأس المال الاستثماري، أكثر من ضعف المبلغ لأي مجال طبي آخر. هذا الاستثمار الكبير يعكس حجم المشكلة (4). فكما أسلفنا، هناك نسبة لا يستهان بها من سكان هذا العالم مصابون بأمراض نفسية، وبالتبعية يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي حلا تقدميا في مواجهة هذه المشكلة، هنا يندرج العلاج بالذكاء الاصطناعي تحت تصنيف "العلاج عن بعد" أو "Teletherapy".

أظهرت الأبحاث أن العلاج عن بعد (سواء كان عبر بشر أو روبوتات محادثة) يمكن أن يكون بنفس فعالية العلاج التقليدي للعديد من مشكلات الصحة العقلية.
أظهرت الأبحاث أن العلاج عن بعد (سواء كان عبر بشر أو روبوتات محادثة) يمكن أن يكون بنفس فعالية العلاج التقليدي للعديد من مشكلات الصحة العقلية. (شترستوك)

في كتابها "الشفاء عن بعد"، حكت زيفن، الباحثة والكاتبة في العلوم الإنسانية، عن تاريخ العلاج النفسي عن بعد، قائلة إنه يمكن لهذا النوع من العلاج أن يتخذ عدة أشكال، بما في ذلك مؤتمرات الفيديو والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية وتطبيقات الهاتف المحمول. وبغض النظر عن التكنولوجيا المحددة المستخدمة، فإن المبادئ الأساسية للعلاج عن بعد هي نفس مبادئ العلاج التقليدي. يعمل المعالج والمريض معا لتحديد مشكلات الصحة العقلية ومعالجتها مثل القلق أو الاكتئاب أو الصدمة أو مشكلات العلاقات.

 

تاريخيا، كان هذا النوع من العلاج للبعض أملا كالغيث، لأن إحدى الفوائد الرئيسية للعلاج عن بعد أنه يتيح للمرضى الوصول إلى الرعاية المناسبة من أي مكان باستخدام اتصال بالإنترنت أو خدمة هاتف. هذا مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية أو الذين لديهم وصول محدود إلى خدمات الصحة النفسية بسبب العوائق المالية، يسمح العلاج عن بعد أيضا للمرضى بتلقي الرعاية من المعالجين المتخصصين في احتياجاتهم أو مخاوفهم الخاصة، لكن يظل التساؤل مطروحا: هل العلاج عن بعد بنفس فعالية العلاج التقليدي؟

 

حسنا، هناك نتائج بحثية مطمئنة، حيث أظهرت الأبحاث أن العلاج عن بعد (سواء كان عبر بشر أو روبوتات محادثة) يمكن أن يكون بنفس فعالية العلاج التقليدي للعديد من مشكلات الصحة العقلية. على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت عام 2018 أن العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت كان بنفس فعالية العلاج الشخصي لعلاج اضطرابات القلق (5).

محادثات الذكاء الاصطناعي ستساعدك في الأمراض سهلة الإدارة، مثل القلق أو بعض حالات الاكتئاب كما أسلفنا، لكنها لن تكون أفضل خياراتك عندما تتعقد الظروف والأعراض المصاحبة لبعض الأمراض الأخرى.
محادثات الذكاء الاصطناعي ستساعدك في الأمراض سهلة الإدارة، مثل القلق أو بعض حالات الاكتئاب، لكنها لن تكون أفضل خياراتك عندما تتعقد الظروف والأعراض المصاحبة لبعض الأمراض الأخرى. (شترستوك)

لكن على الناحية الأخرى، نجد مراجعة نُشرت عام 2020، جمعت كل البيانات حول برامج الدردشة الخاصة بالصحة العقلية المتاحة في ذلك الوقت، خلصت إلى أنه في حين أن الروبوتات "لديها القدرة على المساعدة في تحسين الصحة العقلية"، لم يجد الباحثون الدليل الدامغ لاستنتاج ذلك بشكل حاسم (6).

 

نقطة أخرى يجب أن توضع في الحسبان، مثل أي شكل من أشكال التداوي قد لا يكون العلاج عن بعد مناسبا للجميع، فقد يفضل بعض الأشخاص الاتصال الشخصي الذي يوفره العلاج التقليدي والذي قد ينعكس إيجابا على مدى تقدمهم في رحلة الشفاء، بينما قد يكون لدى البعض الآخر مخاوف تقنية أو تتعلق بالخصوصية بشأن استخدام التكنولوجيا من أجل العلاج النفسي.

 

والخلاصة في هذا السياق هي أن محادثات الذكاء الاصطناعي ربما تكون مفيدة في مساعدة المصابين ببعض الاضرابات الخفيفة، مثل القلق أو المراحل المبكرة للاكتئاب، لكنها لن تكون أفضل خياراتك عندما تتعقد الظروف والأعراض المصاحبة لبعض الأمراض الأخرى. إذا أراد عقل صناعي أن يعالج العقل الحقيقي، ربما عليه تقليل التعميم واستخدام التخصيص ليأخذ التشافي مجراه، لكن في هذا السياق لا بد من تطوير الخوارزميات لتفي بهذا الغرض، ولكن هل علينا أن نفعل ذلك حقا؟

 

العلاج بالخوارزميات

يمكن توظيف الخوارزميات لاتخاذ قرارات العلاج السليمة إن قرر الأطباء استخدام الخوارزميات بشكل متكامل مع المتابعة من الطبيب البشري
يمكن توظيف الخوارزميات لاتخاذ قرارات العلاج السليمة إن قرر الأطباء استخدام الخوارزميات بشكل متكامل مع المتابعة من الطبيب البشري. (شترستوك)

لا شك أن الفكرة مغرية، روبوت محادثة يفهم كل ما تقوله بشكل أقرب ما يكون للبشر، دون أن تضطر حتى لمغادرة فراشك، والأدهى أنه موجود حاليا بالفعل. يسمي باحثو الذكاء الاصطناعي هذا بنموذج اللغة الكبير أو "L.L.M". يستوعب النموذج مليارات الكلمات، ويمكنه تجميع الجمل بطريقة شبيهة بالبشر، كما يمكنه الإجابة عن الأسئلة وكتابة رموز الحاسوب وصياغة القصائد وقصص ما قبل النوم. هذا النموذج لديه قدرات مدهشة للغاية لدرجة أنه منذ إطلاقه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قام أكثر من 100 مليون شخص بإنشاء حسابات لهم عليه، إنه "شات جي بي تي".

 

إذا كنت مجهدا أو أصابك الإعياء من علاقاتك الاجتماعية فيمكن أن تسأل جي بي تي أن يتولى إدارة الإجهاد، وهنا سيتقمص دور الطبيب الحريص والأب الحاني والصديق الوفي. تارة تراه متقمصا شخصية فرويد، الذي يقترح أن المشاعر المكبوتة والصراعات داخل الذات تؤدي غالبا إلى التوتر، أو بي إف سكينر، الذي أكد أن العوامل البيئية وردود أفعالنا تجاهها يمكن أن تسبب الإجهاد. كصديق مقرب، يمكنه أن ينصحك بالتعامل بلطف مع نفسك وتذكيرك أنك تبذل قصارى جهدك.

 

باستخدام الخوارزميات، يمكن الإلمام بالتاريخ المرضي للحالة، ما سيمكنها من تخصيص العلاج للمرضى كلّ وفقا لحالته الخاصة. هذا مهم، لأن اضطرابات الصحة العقلية يمكن أن تظهر بشكل متنوع في الأشخاص المختلفين، وما يصلح لمريض ما قد لا يصلح لمريض آخر. بالمثل، يمكن توظيف الخوارزميات لاتخاذ قرارات العلاج السليمة إذا قرر الأطباء استخدام الخوارزميات بشكل متكامل مع المتابعة من الطبيب البشري، لأنها ستسهل على الأطباء مراعاة الفروق الفردية في الأعراض والتاريخ الطبي والوراثي والعوامل الأخرى، كالبيئة التي قد تؤثر على نتائج العلاج.

لا تمتلك الخوارزمية التي تحلل سجلات المرضى فهما داخليا عميقا للبشر وسلوكياتهم ودوافعهم.
لا تمتلك الخوارزمية التي تحلل سجلات المرضى فهما داخليا عميقا للبشر وسلوكياتهم ودوافعهم. (شترستوك)

في هذا السياق تظهر بعض السلبيات المهمة، نعم قد تُسهم الخوارزميات في التشخيص السليم للحالة، لكنها قد تبالغ في تبسيط هذه التعقيدات، ما قد يؤدي إلى علاج أقل فعالية. كما أنّ هناك خطرا يُلقي بظلاله على الاعتماد المفرط على الخوارزميات، لأنها ستخنق التفكير النقدي وستحد من الإبداع في اتخاذ القرارات السريرية. بدلا من ذلك، يجب على الأطباء التعامل مع الخوارزميات بوصفها أداة مساعدة مفيدة، وليس كحل شامل (7).

 

إلى جانب ذلك، لا تمتلك الخوارزمية التي تحلل سجلات المرضى فهما داخليا عميقا للبشر وسلوكياتهم ودوافعهم، وبدلا من تحديد المشكلات النفسية الحقيقية وطرق علاجها، قد تتسبب في تفاقمها فعلت "إليزا"، حيث تنتج الخوارزمية نصا لطيفا لكنه غير منطقي، والأسوأ من ذلك أنها قد تنتج افتراءات.

 

تعمل هذه النماذج من خلال التنبؤ بالكلمة التالية في جملة، لكنها تفتقر للفهم العميق لمشكلتك، ما يؤدي إلى إنشاء اختلاقات ولبس، بل وإساءات في بعض الأحيان. على سبيل المثال، روبوت الذكاء الاصطناعي "ريبليكا"، "رفيق الذكاء الاصطناعي الذي يهتم"، تحرش جنسيا بكلمات غير لائقة بأحد المستخدمين (8)، والبعض الآخر وجّه إهانات عرقية. في الوقت الحالي، لا أحد يعرف ما قد تكون الجملة التالية التي قد تخبرك بها إحدى الخوارزميات، حتى وإن أعطيتها تاريخك المرضي كاملا. وهناك سؤال مقلق، بل قد يثير الرعب: أين تذهب كل البيانات عن الأمراض التي يعاني منها فرد ما؟ وهل يمكن أن تستخدم ضده؟

روبوت الذكاء الاصطناعي "ريبليكا"
روبوت الذكاء الاصطناعي "ريبليكا" (مواقع التواصل)

الخصوصية كذلك أمر لا يجب أن يُنسى في زمن عزّ فيه النسيان، فنحن نضع بياناتنا على الإنترنت طواعية. الشركات تجمع معلومات أكثر حساسية حول المستخدمين، هذه البيانات إما أن تباع أو يساء استخدامها، وفي كلا الحالتين الأمر غير مبشّر. تتعرض صحتنا العقلية بالفعل للخطر بسبب الحياة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتشتت المستمر للهواتف الذكية، وفي عالم يذهب فيه المراهق إلى تطبيق بدلا من صديق أو قريب للتحدث عن معاناته، ستكون عواقب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العلاج كارثية. من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في مفاجأتنا، ويجب علينا النظر بشكل جدي أكثر في الآثار المترتبة على الاعتماد عليه في صحتنا العقلية.

 

لا يزال يتعين إثبات فعالية روبوتات المحادثة العلاجية أو العلاج بالخوارزميات ببيانات ثابتة ونتائج أكثر موثوقية. ربما ستكون يوما ما بمثابة مكمل لنظام رعاية صحية نفسية أكثر كفاءة وفعالية، ورغم ذلك تظل المخاطرة مطروحة: هل يمكن للعقول الاصطناعية أن تشفي العقول الحقيقية؟ وما الذي يمكننا أن نكسبه، أو نخسره، من السماح لها بالمحاولة؟

——————————————————————————————-

المصادر:

1- Man ends his life after an AI chatbot ‘encouraged’ him to sacrifice himself to stop climate change:

2- Joseph Weizenbaum Writes ELIZA: A Pioneering Experiment in Artificial Intelligence Programming:  

3- WHO highlights an urgent need to transform mental health and mental health care:

4- 2021 year-end digital health funding: Seismic shifts beneath the surface:

5- The Distance cure, Hannah Zeavin, MIT press

6- Effectiveness and Safety of Using Chatbots to Improve Mental Health: Systematic Review and Meta-Analysis:

7- Algorithms in psychiatry: state of the art:

8- ‘My AI Is Sexually Harassing Me’: Replika Users Say the Chatbot Has Gotten Way Too:

المصدر : الجزيرة