شعار قسم ميدان

آيفون 14.. كيف تكرر آبل نفسها وتنجح في كل مرة؟

في إحدى قصصه، يحكي فرانك ستوكتون، الأديب وكاتب الأطفال الأميركي الذي اشتهر في القرن التاسع عشر، عن كاتب يؤلِّف قصصا قصيرة متوسطة المستوى ويرسلها إلى المجلات المختصة، فيحقِّق دخلا معقولا يسد جوعه وزوجته، وفي ليلة غير مقمرة يهبط عليه الإلهام، فيكتب قصة مؤثِّرة رائعة اسمها "المرحومة أخت زوجته"، كان رأي زوجته أنها قمة أعماله، وبالفعل لاقت القصة اهتماما واسعا من القُرَّاء، حتى لم يَعُدْ لهم همٌّ إلا أن يرسلوا إلى المجلة يمتدحون القصة وما جاء فيها من عواطف حارة.

 

انتهت ضوضاء القصة، لكن الحياة لم تعد لمجاريها بالنسبة إلى فرانك. أرسل الكاتب قصة جديدة إلى المجلة، لكن رد التحرير جاء بأنها قصة جيدة، لكن القارئ الآن لم يَعُد يَقْبل بمستوى أقل من "المرحومة أخت زوجته". أُصِيب المؤلف بالذعر، خاصة حينما أرسل قصصا أخرى إلى المجلة وقوبل بالرفض للسبب نفسه، وبدأ الجوع يعود إلى منزله من جديد، لكنه في ليلة مقمرة تمكَّن من الأمر، استطاع مجددا أن يُنتج تحفة فنية تُضاهي "المرحومة أخت زوجته"، بل قالت زوجته إنها أفضل.

 

هنا، ارتجف المؤلف في رعب، وعندما جاء الليل وضع هو وزوجته القصة في حقيبة مُحكَمة الغلق، ثم وضعاها في زكيبة، وخرجا إلى الخلاء واختارا مكانا عند الهضبة، وهناك حفرا حفرة عميقة ألقيا فيها الزكيبة، ثم سدَّا الحفرة بالحجارة والغبار، حيث لن تعود هذه القصة للحياة أبدا!

 

المرحومة أخت آبل

Apple unveils iPhone 14 at 'far out' event- - CUPERTINO, CA - SEPTEMBER 7: Apple unveiled four new iPhones, three new Apple Watches and an updated AirPods Pro during a press event on Wednesday in Cupertino, California, United States on September 7, 2022.
هاتف آيفون 14 (الأناضول)

هذا تقريبا ما تواجهه شركة آبل حاليا، فبعد أن وصلت إلى ذروة الإبداع بعد 15 عاما من أول إطلاق لجهاز آيفون عام 2007، بات الجديد الذي تُقدِّمه الشركة كل عام في هواتفها محدودا، وأقل من توقعات عملائها. لذا يبدو أن الشركة العملاقة قررت التأني مرارا قبل أن تُصدر تحفة جديدة ترفع سقف التوقعات مُجددا، تماما كما فعل الكاتب المسكين الذي دفن قصته بيديه.

 

في مؤتمرها السنوي الذي أُقيم يوم 7 سبتمبر/أيلول الجاري، بدأت آبل بالإعلان عن ساعتها الذكية الجديدة "Watch Series 8″، ثم ساعة "Apple Watch Ultra"، وهي أحدث سلاسل ساعاتها الذكية، المصمَّمة خصوصا لمحبي المغامرة والرياضة. الساعة مصنوعة من التيتانيوم المستخدم في مركبات الفضاء، وبها 3 ميكروفونات ومكبر للصوت أقوى من الساعات العادية. كما كشفت الشركة عن الجيل الجديد من سماعات "Airpods Pro".

 

وفي نهاية الحدث، كشفت آبل أخيرا عن هاتف آيفون 14، مع نسخة جديدة "Plus"، وهي نسخة أكبر من النسخة العادية تأتي بحجم 6.7 بوصات للشاشة. ستأتي النسختان بشريحة المعالجة القديمة من العام الماضي "A15 Bionic"، وهو ما يبدو أمرا محبطا. غير أن هواتف آيفون 14 ستدعم خاصية التعرف على حوادث السيارات، والاتصال بالأقمار الاصطناعية من أجل التواصل في حالات الطوارئ، مع سعر يبدأ من 799 دولارا للنسخة العادية، و899 دولارا لنسخة بلس "Plus".

 

أما عن نسخة آيفون 14 برو (Pro) فتأتي مع نوتش (notch) جديد في الشاشة سيتفاعل مع نشاطك مع الهاتف وسيُظهر لك شريطا مخصصا لكل نشاط، وستأتي مدعومة بشريحة "A16 Bionic" الجديدة، وستدعم أخيرا خاصية "Always On Display" التي تُظهر المعلومات الأساسية على الشاشة عندما لا يكون الهاتف قيد الاستخدام. سيأتي الهاتف أيضا مع ترقية كبيرة في الكاميرا الخلفية الأساسية بدقة 48 ميغابيكسل بعدما كانت بدقة 12 ميغابيكسل لسنوات، وسيبدأ سعره من 999 دولارا لنسخة برو، و1099 دولارا لنسخة برو ماكس (Pro Max).

 

نسخ آيفون 14 برو جاءت أيضا ببعض التعديلات في التصميم، لكن النسخة العادية من آيفون 14 لم تختلف عن النسخة السابقة، آيفون 13، بثقب الشاشة "النوتش" المزعج نفسه، والأبعاد السابقة ذاتها، وشكل الكاميرات الخلفية نفسها. لكن إن تغاضينا عن التصميم والشكل الخارجي، فإن المشكلة الحقيقية تكمن في عتاد الهاتف الجديد!

 

آيفون 14 بقميص آيفون 13!

A view of the new iPhone 14 at an Apple event at their headquarters in Cupertino, California, U.S. September 7, 2022. REUTERS/Carlos Barria

شريحة المعالجة الداخلية كانت نقطة جدل في الفترة التي سبقت حدث الإعلان عن آيفون 14، لأن التسريبات أشارت إلى أن شركة آبل ستُعيد استخدام شريحتها A15 التي استخدمتها في نسخة آيفون 13 السابقة، بينما ستأتي نسخة آيفون 14 برو بالشريحة الأحدث A16. وللأسف كانت التسريبات صحيحة تماما، لنرى لأول مرة أن نسخة العام الجديد من آيفون تأتي بشريحة المعالجة نفسها لنسخة العام السابق.

 

المشكلة الأكبر أن آبل كانت تُصدر دائما كل نسخ العام بشريحة المعالجة نفسها التي تُعَدُّ علامة على الإصدار الجديد من آيفون، لكنها كسرت هذه القاعدة هذا العام. لذا إن أراد المستهلك أن يشتري النسخة الأقوى فلن ينظر إلى آيفون 14 العادي، وسيذهب إلى النسخة الأغلى سعرا بالطبع، وربما هذا توجُّه مقصود من الشركة نحو الجمهور الاحترافي، أو مَن يستخدم النسخ الاحترافية من أجل أعماله، كالمصورين مثلا.

 

كذلك الكاميرات لم يحدث بها أي تغيير بين نسختَيْ آيفون 14 وآيفون 13 الأقل سعرا، حتى إن ابنة ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل الراحل، سخرت من النسخة الجديدة من آيفون عبر حسابها على إنستغرام، وهو رأي مشترك بين معظم رواد وسائل التواصل الاجتماعي. بالطبع هناك بعض التحديثات أو الاختلافات، لكنها تظل تحديثات فرعية، دون أي تغييرات جذرية واضحة!

ابنة ستيف جوبز تسخر من آيفون 14
ابنة ستيف جوبز تسخر من آيفون 14 (مواقع التواصل)

قد تتبادر إلى ذهنك مبررات مثل التضخم، والأوضاع الاقتصادية الحالية ومشكلات سلاسل التوريد والشحن، خاصة أن آبل تعرض آيفون 14 بسعر 799 دولارا، وهو سعر آيفون 13 نفسه، هنا الأمر يصبح أصعب، لأنك ستشتري رقم الإصدار الجديد فحسب، دون أي تغيير حقيقي! كل هذا ونحن نقارن إصدارات هواتف الآيفون الجديدة ببعضها، ولم نتطرق إلى الإمكانات التي تملكها هواتف الأندرويد المنافسة منذ سنوات.

 

وهنا يُطرح سؤال مهم: لماذا تُصِر آبل على إصدار نسخة سنوية من هواتف آيفون؟ لماذا لا تكتفي مثلا بإصدار نسخة محدثة باسم "iPhone 13s"، مع إصدار النسخ الأقوى أو التي تحمل الرقم الجديد كل عامين كما كانت تفعل ذلك في البداية من أجل تجنب أزمة التكرار المُحبطة؟

 

آيفون جديد كل عامين!

CUPERTINO, CALIFORNIA - SEPTEMBER 07: Apple CEO Tim Cook holds a new iPhone 14 Pro during an Apple special event on September 07, 2022 in Cupertino, California. Apple unveiled the new iPhone 14 as well as new versions of the Apple Watch, including the Apple Watch SE, a low-cost version of the popular timepiece that will start at $249. Justin Sullivan/Getty Images/AFP
الرئيس التنفيذي لشركة Apple "تيم كوك" يحمل هاتف آيفون 14 برو (AFP)

حسنا، دعونا نرجع إلى الوراء قليلا. في عام 2007، عندما ظهر الآيفون لأول مرة، كان جهاز الموسيقى "آي بود" (iPod) هو المنتج الأعلى مبيعا لدى شركة آبل. لكن في عام 2010، انقلبت الموازين سريعا واحتل الآيفون صدارة المبيعات. كانت أجهزة "آي فون" تتلقى تحديثات وترقية كبيرة سنويا، ولكن بعد تراجع مبيعاتها لصالح الآيفون انخفض عدد مرات الترقية حتى أوقفت آبل إصدار تلك الأجهزة بالكامل. في تلك اللحظة، قررت آبل إصدار آيفون جديد كل سنة، وتسهيل عملية الترقية للمستهلكين بمبادرات مثل استبدال النسخة القديمة بواحدة أحدث، ليحصل المستهلك على خصم عند شراء النسخة الأحدث من الآيفون.

 

كما منحت الشركة المستهلك فرصة شراء أحدث إصدار من آيفون مقابل دفع قسط شهري ثابت على مدار العام، كان هذا على النقيض من اتجاه شركات الاتصالات الأميركية مثل "فيريزون" (Verizon) لدفع مبلغ من ثمن الآيفون مقدَّما بهدف جذب مستخدمين جدد إلى شبكتها. لكن تلك الصفقة كانت تتطلب عقدا لمدة عامين، مما يعني أن المستخدم لن يتمكن من شراء أحدث جهاز آيفون يصدر كل عام. ربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت آبل إلى إصدار نسخة رئيسية من الآيفون كل عامين مع نسخة باختلافات محدودة في العام التالي، مثلا في عام 2010 صدر آيفون 4، بينما في 2011 صدر آيفون 4s، بعدها في 2012 صدر آيفون 5، وفي 2013 صدر آيفون 5s. لكن فكرة العقد والتخفيضات من شركات الاتصالات توقفت تقريبا بداية من 2015 (1)، لتبدأ آبل في إصدار هاتف جديد مختلف كل عام، مثل آيفون 11 ثم 12 ثم 13.

هواتف الآيفون مع مرور الوقت

بمرور الوقت، أصبح هاتف آيفون هو الدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة لآبل، ومجرد الوجود السنوي لأجهزة آيفون يضمن لآبل مبيعات سنوية ضخمة. حسب آخر تقرير لمؤسسة الأبحاث "كاونتربوينت ريسيرش" (Counterpoint Research)، مَثَّلت هواتف الآيفون، لأول مرة في تاريخها، أكثر من نصف الهواتف المستخدمة في الولايات المتحدة في الربع الثاني من عام 2022 (2)، وهذا أكثر من أي شركة أخرى في مجال صناعة الهواتف الذكية. كما سيطرت آبل على فئة الهواتف الرائدة بنسبة 57%، ولا تظهر أي علامة على التباطؤ.

 

تُشير المؤسسة البحثية كذلك أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، ظهر اتجاه قوي لدى مستخدمي أندرويد بالهجرة إلى أجهزة iOS أو الآيفون. أما عالميا، انخفضت حصة هواتف الأندرويد إلى أقل من 70%، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها بنسبة 77% في عام 2018. وفي المقابل، ارتفعت حصة هواتف آيفون عالميا إلى أكثر من 25% مقارنة بنسبة أقل من 20% منذ أربع سنوات (3).

 

بالطبع، لا يُعَدُّ هذا تحوُّلا كبيرا كما حدث في الولايات المتحدة، لكنه لا يزال اتجاها جديدا يعكس غالبا نمو مبيعات آبل في الصين وباقي دول العالم. لكن إن نظرنا إلى نسبة 25% من سوق الهواتف الذكية، فسنجد أنها كبيرة فعلا بالنسبة إلى شركة واحدة.

 

هذا التركيز لمراكز القوة في سوق الهواتف من المُرجح أن تكون له آثار بعيدة المدى. ومع الوقت، سيجد المستهلك نفسه أمام عدد قليل من شركات الهواتف الذكية التي يمكن أن يختار من بينها. وفقا لتقرير آخر، من مؤسسة "كاونتربوينت ريسيرش" نفسها، فإن نحو 70% من الهواتف الذكية المبيعة في الربع الثاني من عام 2022 جاءت من خمس شركات فقط: آبل وسامسونغ وشاومي وفيفو وأوبو، والشركات الأربع الأخيرة تعمل بنظام تشغيل أندرويد (4). لذا يبدو أن انخفاض عدد الشركات أمام المستهلك منح آبل أفضلية واضحة في المنافسة.

 

هالة آبل

A journalist attends the presentation of the new iPhone 14 at an Apple event, at their headquarters in Cupertino, California, U.S. September 7, 2022. REUTERS/Carlos Barria

بناء على ما سبق، فإن إصدار نسخ آيفون كل عامين قد لا تبدو فكرة مُجدية للغاية بالنسبة لآبل ومكاسبها الضخمة، حتى وإن لم تُقدِّم أفضل ما لديها في النسخة الجديدة من هاتفها كل عام. لكن في المقابل، فإن ما تبيعه آبل ليس منتجا فقط، بل "أسلوب حياة" كامل، وهي تلعب دائما على المشاعر والعاطفة الإنسانية. لذلك لعلنا لا نستغرب أن الآلاف من المستهلكين حول العالم سوف يقومون بترقية هواتفهم إلى النسخة الجديدة رغم أنها لا تُقدِّم جديدا يُذكر عن تلك التي يمتلكونها بالفعل.

 

يرجع ذلك إلى حقيقة أن عالمنا اليوم قائم على شيء واحد هو مشاعر البشر. تلك العواطف تحكم العالم، ببساطة لأن البشر يُنفقون أموالهم أساسا على الأشياء التي تُشعرهم بالرضا عن أنفسهم وعن الحياة، وبالتالي فكلّما تمكَّنت من التأثير على عواطف ومشاعر الناس حول العالم، فإن المزيد من الأموال ستتراكم داخل خزائنك، حتى تصل إلى أكبر قيمة سوقية في العالم وتتجاوز 2.4 تريليون دولار.

 

التكنولوجيا هي مجرد وسيلة لتلك الغاية. نحن نخترع التقنيات الجديدة من أجل الوصول إلى مشاعر السعادة، وشركة آبل هي الشركة الأكبر من حيث إثارة المشاعر الإنسانية، وهذا ما ركزت عليه بكثافة في مؤتمرها الأخير، خاصة عند الإعلان عن ساعتها الذكية الجديدة Watch Series" 8″، حيث تغذي آبل شعور المستخدمين بأن اقتناءهم منتجات الشركة سيجعلهم أشخاصا أفضل.

CUPERTINO, CALIFORNIA - SEPTEMBER 07: A new Apple Watch Ultra is displayed during an Apple special event on September 07, 2022 in Cupertino, California. Apple CEO Tim Cook unveiled the new iPhone 14 as well as new versions of the Apple Watch, including the Apple Watch SE, a low-cost version of the popular timepiece that will start at $249. Justin Sullivan/Getty Images/AFP
ساعة آبل الذكية الجديدة Watch Series 8 (غيتي)

ربما سمعت مقولة ستيف جوبز الشهيرة "امنح الناس أدوات وسيفعلون بها أشياء رائعة" (5) تتكرر خلال أحداث الشركة للإعلان عن منتجاتها. يمكننا أن نتفق أن المستخدم العادي لأجهزة آبل لا يقوم بأشياء رائعة بأجهزة الآيفون أو الماك بوك أو الساعة الذكية، وهو غير مطالب أصلا بتلك الأشياء الرائعة، ولكن باستخدام كل الأدوات التسويقية المتوفرة، والإعلانات، والإبهار البصري، واختيار مصطلحات مختلفة للمزايا المعتادة التي نعرفها، تستحضر آبل بنجاح هالة غامضة حول منتجاتها لتجعلها تبدو أكثر جاذبية، بحيث لا ترى نفسك مجرد شخص عادي يتملك جهازا عاديا، بل تصبح بوجودها شخصا مختلفا، متفردا بذاتك.

 

للأسف، فإن ثمن هذا الشعور أعلى مما تتوقع. فرغم وجود بدائل أرخص بكثير، قد تقبل باقتناء أجهزة آبل التي يقول الكثير من الخبراء إن أسعارها مبالغ فيها حقا، حيث تحظى شركة آبل بأعلى هامش ربح في مجال التقنية. وفي الوقت نفسه هي واحدة من أكبر مصنعي الهواتف الذكية في العالم، وما دامت أرقام مبيعاتها تُظهِر أن هناك عددا كافيا من المستخدمين يدفعون تلك الأسعار، فإنها تطمئن لإستراتيجية التسعير الحالية، وغضبك أو كُرهك للشركة لن يؤثر في تغيير تلك الإستراتيجية من الأساس.

 

الخلاصة البسيطة إذن: ستستمر شركة آبل في إصدار نسخ متشابهة من أجهزة آيفون كل عام، ومثلها مثل كاتب القصص الجائع، ستتأخر في إصدار المزايا والتقنيات الجديدة، ما دامت تملك جمهورها الوفي، الذي يتسع عاما بعد عام رغم كل شيء.

——————————————————————————–

المصادر:

  1. Goodbye 2-year contracts means goodbye free upgrades
  2. Apple overtakes Android to pass 50% share of smartphones used in US
  3. Android loses 8% of its global OS market share in five years
  4. Global Smartphone Market Share: By Quarter
  5. Steve Jobs in 1994: The Rolling Stone Interview
المصدر : الجزيرة