"إنه يخلق الفوضى وحالة من عدم اليقين، إنه موجود دائما ليقضي عليك بالكرة أمام المرمى. يُمثِّل جيسوس تهديدا حقيقيا، وهذا ما نحتاج إليه".

هكذا تحدَّث ميكيل أرتيتا عن لاعبه الجديد غابرييل جيسوس بعد أول مبارياته الودية مع أرسنال بتلك الكلمات التي تبدو مناسبة تماما كوصف من مدرب لأحد مهاجميه، وعلى الأرجح لن يلفت انتباهك في تلك العبارة سوى أولها؛ فمن البديهي أن يُمثِّل المهاجم تهديدا وأن يقضي عليك بالكرة، ولكن هل يحمل تعبير "إنه يصنع الفوضى" القدر نفسه من البداهة من وجهة نظرك؟ (1)

 

في الحقيقة، تحتاج بعض الأشياء إلى الكثير من التفاصيل لتوضيحها، حتى وإن بدت شيئا ثانويا -أو تافها في رأي الكثيرين- مثل كرة القدم. وفي الحقيقة أيضا، يبدو انتقال غابرييل جيسوس إلى أرسنال واحدا من تلك الأشياء. لماذا؟ لأنه يصنع الفوضى، وأمورا أخرى.

 

دقيقة نفهم!

في حال تصفَّحت مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان أرسنال رسميا تعاقده مع جيسوس، فستجد سيلا من السخرية بقدر سيل الحفاوة، أو ربما يتجاوزه. والسبب في ذلك أن الغانرز ارتبطوا بالعديد من المهاجمين في الأشهر الماضية، أسماء تمتلك معدلات تهديفية بإمكانها حل مشكلة الفقر التهديفي لفريق سجَّل 61 هدفا فقط في الموسم المنصرم. ولكن الأمر انتهى بالتعاقد مع غابرييل جيسوس كخامس أغلى صفقة في تاريخ النادي اللندني. (2)(3)

🚨✅ DONE DEAL: Gabriel #Jesus will be a new #Arsenal player. Total agreement reached with #ManCity for a figure of £45M. 🤝 #AFC

🩺✍️ Medicals and signature are expected next week. 🐓⚽ #Transfers #MCFC #Calciomercato https://t.co/hGJBZvMKEV pic.twitter.com/jldQglx5eE

— Rudy Galetti (@RudyGaletti) June 26, 2022

رحل لاكازيت ومن قبله أوباميانغ، وارتبط أرسنال بدوسان فلاهوفيتش وقبله إرلينغ هالاند ولاوتارو مارتينيز، وهم مهاجمون يُسجِّلون أكثر من 20 هدفا في كل موسم. ولكن في النهاية، وقع الخيار على مهاجم سجَّل 8 أهداف فقط في 28 مباراة الموسم الماضي في البريميرليغ مقابل 50 مليون باوند، ومن هنا جاءت السخرية. (4)(5)(6)(7)(8)

 

هذا العدد القليل من الأهداف يبدو أقل حتى من سجل أفراد خط هجوم أرسنال الموسم الماضي، لذلك كيف يمكن توقُّع حل جيسوس لمشكلة أرسنال التهديفية، أو أنه سيُسجِّل أكثر من 15 هدفا على الأقل مع الغانرز في موسمه الأول؟ الإجابة أخبرناك بها في المقدمة؛ حيث إن بعض الأشياء تحتاج إلى التمعن أكثر في تفاصيلها قبل الحكم عليها. (9)

 

خطوة للوراء

لم تكن بداية موسم أرسنال الماضي تُعبِّر عمّا حدث في نهايته؛ فالفريق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى دوري أبطال أوروبا بدأ موسمه بثلاث هزائم متتالية دون تسجيل أي هدف، الأمر الذي لم يُقلق أرتيتا الذي خرج وتحدث بشجاعة عن سير الأمور إيجابيا، وتحكُّم بعض التفاصيل في النتائج النهائية للمباريات الثلاثة، تلك التي كان من الممكن أن يفوز بها الفريق، حيث لم تكن الفوارق بينه وبين خصومه تُعبِّر عمّا آلت إليه الأمور. (10)

 

ورغم ذلك، كانت تلك البداية المخيبة للآمال نقطة تحوُّل لوضع أساس أكثر صلابة. منذ ذلك الحين قام أرتيتا بالعديد من التجارب حتى توصل إلى تركيبة هجومية جديدة تضم كلًّا من بوكايو ساكا وإميل سميث رو، الأمر الذي منح الفريق مزيدا من القوة للهجوم على الأجنحة بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول وأوائل نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تحوَّل المدرب الإسباني إلى 4-4-1-1 كرسم خططي للبداية، وكان ذلك حتى نهاية عام 2021، حيث فترة البوكسينغ داي. (11)

في ذلك الوقت، تزامنت عودة غرانيت تشاكا من الإصابة وتحسن أداء مارتن أوديغارد، مع صورة أوضح عن الكيفية التي أراد أرسنال اللعب بها في بقية الموسم، حيث كان من الممكن الاعتماد على رباعي أمامي يتكون من إيدي نيكيتاه وأوديغارد وإيميل سميث رو وباكويو ساكا، مع لا مركزية تتحكم في أدوارهم أغلب الوقت. (12)

 

على الورق، كان التشكيل الأكثر شيوعا لأرسنال الموسم الماضي هو 4-2-3-1، وكان متوسط معدل التمريرات في جميع المباريات يجيب عن سؤال شائك حول إعاقة ألكسندر لاكازيت الذي يُعَدُّ أقل لاعبي الفريق تمريرا واستلاما للتمريرات للشكل الهجومي الذي يرغب فيه أرتيتا، وكيف يجب أن يوفر غابرييل جيسوس كلاعب رقم 9 تآزرا مركزيا أكبر في الموسم المقبل. (13)

 

سياسة أرتيتا بدأت تتضح أكثر مع تلاحق المباريات، حيث اتخذ المدافعون الأربعة مواقع مختلفة عمّا كان يحدث في البداية. ومع تقدُّم المدافعين أكثر في الثلث الأخير، كان المحور الثنائي في خط الوسط مائلا، حيث يميل تشاكا للجانب الأيسر من وسط الملعب أكثر مما يفعل توماس بارتي على الجانب الأيمن.

 

وفي الأمام، احتل الجناحان والمهاجم مواقع ثابتة، لكن الشيء الأكثر تعبيرا عن تغير الشكل الهجومي لأرسنال وفقا لرسم 4-2-3-1 كان وضع أوديجارد في المركز رقم 10، مع وجود سميث رو على اليسار وساكا على اليمين خلف نيكيتاه. السؤال هنا: ما علاقة كل ذلك بالتعاقد مع غابرييل جيسوس؟ (14)

 

لماذا جيسوس؟

بالنسبة لأوديغارد، فبدلا من اللعب خلف المهاجم، كان ينجرف باستمرار إلى الناحية اليمنى. غالبا ما كان يتراجع لخلق ثنائية مع الظهير الأيمن تاكيهيرو تومياسو، وكان النرويجي يميل إلى الاندماج مع ساكا في الجناح على الخط ذاته، لكي لا يتركه معزولا ليقتحم الثلث الأخير وحده، أو لخلق زوايا تمرير قبل أن يخلق فرصة بنفسه. هذا الاتجاه يعني أن ساكا بـ 142 صناعة للفرص وأوديغارد بـ 134 احتلا المركزين الثالث والخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي على مستوى صناعة التسديدات. (15)

 

ومن المثير للاهتمام، على الرغم من ميل أرسنال إلى تركيز اللعب على اليمين، مرَّر الحارس آرون رامسديل إلى الظهير الأيسر غابرييل في كثير من الأحيان، الذي قاد التمريرات في تلك الجهة، حيث وصل عدد تمريراته إلى 1796 تمريرة، وهذا يعني أن عملية تحويل اللعب إلى الجانب الأيمن كانت تحدث بعد تجاوز خط الدفاع.

 

قد يكون أحد التفسيرات هو الضغط على الظهير البرازيلي للهروب منه على اليمين من خلال بن وايت وتومياسو وأوديغارد. عند مناقشة العوامل التي تساعد أرسنال في السيطرة على المباريات بعد أدائه الهزيل أمام نيوكاسل في مايو/أيار الماضي، قال أرتيتا: "في بعض الأحيان، تكون هذه هي التمريرة الأولى التي نختارها لإثارة أشياء معينة"، وهو الرجل نفسه الذي وصف جيسوس بأنه يصنع الفوضى. هل وصلتك الفكرة؟ (16)

 

على الرغم من هذا العدد الكبير من التمريرات لكل لاعبي أرسنال، بدا تأثير ألكسندر لاكازيت منعدما في كثير من الأوقات بسبب عدم تسلمه للكثير من التمريرات، الأمر الذي كان يجعله في أغلب الأحيان معزولا ومرتميا في أحضان دفاعات الخصوم، مما جعله يخرج تدريجيا من حسابات أرتيتا بحلول النصف الثاني من الموسم، وهنا نصل إلى الجزء الذي يخص غابرييل جيسوس، الذي جاء بالطبع كما أخبرناك بعد الغوص في التفاصيل قبل إعطاء حكم على الأشياء. (17)

 

وبالتالي، لم تكن أزمة لاكازيت تتعلق بجودة إنهائه للفرص، ولكن بعدم قدرته على فتح زوايا تمرير لزملائه تسمح له بالمشاركة والتحضير، لدرجة جعلت تمريراته المُستلَمة والمُسلَّمة أقل من الحارس رامسديل نفسه. وبناء عليه، من المنتظر أن يُمثِّل التعاقد مع جيسوس ترقية كبيرة في هذا الصدد مع قدرته على التحرك جيدا مع الكرة سواء في حالة الحيازة، أو في حالة امتلاك الخصم لها، فضلا عن قدراته الهائلة على الضغط، وكونه ذكيا بدرجة كافية للتواصل مع مَن حوله. (18)

 

أكثر من مجرد مهاجم

كون جيسوس أكثر حضورا في نصف ملعب الخصم يجب أن يخفف الضغط على خط الهجوم من خلال خلق المساحات الواسعة. في الموسم الماضي، كان على أرسنال أن يركز الهجمات على الأجنحة قبل أن يتحرك إلى قلب الملعب ليخلق المساحة. الآن، يجب أن يكونوا أكثر قدرة على اللعب في منتصف الملعب عند الحاجة.

 

حين تعاقد مانشستر سيتي مع جيسوس، كان يلعب رأس حربة مع بالميراس والمنتخب البرازيلي، ولكن توظيف غوارديولا خلق له بُعدا مختلفا عما كان منتظرا منه بوصفه مهاجما برازيليا صاعدا بعد سنوات من افتقاد السامبا لمهاجم حقيقي. مع بيب لعب جيسوس جناحا، وكان ذلك مفهوما وفقا لتفضيلات المدرب الإسباني التي دفعته لفعل الأمر ذاته من قبل مع مهاجمين بقيمة صامويل إيتو وتييري هنري ودافيد فيا، ولكنه أحيانا لم يكن يجعله نصف جناح ونصف مهاجم كما فعل مع الأسماء المذكورة.

 

قبل مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2020، لعب كيفين دي بروينة دور المهاجم الوهمي مع وجود جيسوس على اليسار، في تعديل مفاجئ من غوارديولا لم يقتنع به الكثيرون، ولكن بعد المباراة، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التحليلية بالمديح للمدرب الإسباني على اختياره العبقري. (19)

 

خلال تلك المباراة، كان دي بروينة مصدر خطورة مانشستر سيتي الأول، وأكثر لاعبي الفريقين صناعة للفرص والتهديدات، وأكثرهم تحركا بالكرة كذلك. صانع الألعاب البلجيكي الذي يُخرج نارا من فمه مع وجود المساحات ويعاني في غيابها وجد ضالّته، أو أوجدها له جيسوس بالأحرى من خلال قدرته على تحجيم تقدُّم خط دفاع ريال مدريد، وبالتالي خلق مساحة واسعة للاعبي الوسط القادمين من الخلف، وللمهاجم الذي لم يكن في تلك الحالة مهاجما، بل كان صانع ألعاب، فشرب زين الدين زيدان ولاعبوه الخدعة بمراقبة جيسوس والحد من وصوله إلى المرمى، وسمحوا لدي بروينة بالتحرك بحرية في قلب الملعب.

 

في أرسنال، وكما ذكرنا، اضطر اللاعب رقم 10 أوديغارد للميل إلى اليمين بسبب عدم وجود مهاجم مثل جيسوس، وفشل الفريق في إيجاد زوايا تمرير تسمح لمهاجمه باستقبال الكرة في مواقع خطيرة. وباستحضار مثال مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد، ودور جيسوس المحوري فيها الذي تجاوز تأثيره المباشر ليخلق بُعدا جديدا لاستخدام صانع الألعاب دي بروينة، يبدو أن وجود المهاجم البرازيلي في أرسنال حل لكل المعضلات التي فشل أرتيتا في حلها بقوامه المتاح الموسم الماضي، تلك التي افتقد فيها مَن يصنع الفوضى. (20)

 

حذاري صلاح وهالاند.. جيسوس سيكون هدافا للدوري!

"أنا أعرف غابرييل شخصيا جيدا، وكلّنا نعرفه جيدا منذ قدومه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، ونجاحه مضمون هنا".

 

(أرتيتا في أول تصريحاته بعد انضمام غابرييل جيسوس إلى أرسنال) (21)

الرهان على أي لاعب في موسمه الأول يتطلب بعض الشروط، خاصة وأنت تتحدث عن البريميرليغ، وكم من لاعب خيّب الآمال في موسمه الأول ثم انفجر بعد ذلك، وكم من آخرين لم ينفجروا بعدها. وفي حالة أرسنال، أنت في حاجة إلى نتائج سريعة حين تقرر التعاقد مع لاعب مثل جيسوس بمبلغ يضعه في قائمة أغلى تعاقدات النادي في تاريخه. ولحُسن الحظ، تلك الشروط التي تضمن تألق المهاجم البرازيلي سريعا واندماجه مع الفريق موجودة بالفعل. (22)

 

جيسوس لديه خبرة كافية في البريميرليغ بعد 6 مواسم لعبها بقميص مانشستر سيتي، يعرف مدربه الجديد جيدا حيث عملا معا لثلاث سنوات قضاها أرتيتا مساعدا لبيب غوارديولا، إضافة إلى أنه لعب في منظومة تعتمد بشكل كبير على اللا مركزية في الخط الأمامي، ولم يُبدِ انزعاجا منها، وأخيرا، يبلغ من العمر 25 عاما فقط، وهو العمر المثالي الذي يُظهر فيه اللاعب أفضل مستوياته في مسيرته على الإطلاق في أغلب الحالات. (23)

 

هذه النقاط بالطبع تُعزِّز من فرص اللاعب لإظهار أبرز ما لديه فقط، هي ليست إلا عوامل إضافية، ولا يمكن اعتبارها مقومات رئيسية للنجاح. ولحُسن حظ أرسنال وجيسوس أن المقومات الرئيسية موجودة بالفعل، وأن الإجابة عن كل الأسئلة التي تخص معدلات المهاجم البرازيلي التهديفية المنخفضة وقدراته على تحويل الفرص إلى أهداف موجودة أيضا.

 

الخوف من صفقة جيسوس يكمن في انخفاض معدلاته التهديفية مقارنة بالمأمول من المهاجم الجديد، وفي هذا الصدد، تبدو الإحصائيات في ظاهرها مخيفة، ولكن بالبحث في تفاصيلها تجدها مطمئنة إلى أبعد مدى. نحن هنا نتحدث تحديدا عن إحصائية الأهداف المتوقعة (xG) التي أظهرت أن مهاجم مانشستر سيتي السابق يُسجِّل أقل من المتوقع، حيث سجَّل 8 أهداف في البريميرليغ الموسم الماضي من أصل 9.5 أهداف متوقعة. (24)

 

في تحليل نشره موقع "The Analyst" فيما يخص موسم 2021، الذي سجَّل فيه جيسوس أيضا أقل من المتوقع، بدا أن مسألة العرض الرقمي المجرد سيوضح لك إجمالي الأهداف مقارنة بإجمالي التسديدات وليس جودتها، تلك التي ستنصف مهاجم أرسنال الجديد، وستفتح لك الباب أمام الرهان عليه بوصفه منافسا شرسا على الحذاء الذهبي في الموسم المقبل، حتى في ظل وجود صلاح وهالاند وبقية النجوم. (25)

 

بين سطور الإحصائيات

في موسم 2021 سدَّد جيسوس 56 مرة، وعلى مستوى نتيجة تسديداته (هدف – تصدى لها الحارس – خارج المرمى – تصدى لها مدافع – في القائمين أو العارضة) تكتشف أن أكتر حالة تكرارا هي التسديدة التي تصطدم بأحد المدافعين، وهذا يرجع وفقا لـ "The Analyst" إلى التكتلات الدفاعية الضخمة التي يواجهها مانشستر سيتي مقارنة ببقية أندية البريميرليغ، الأمر الذي لم يتوصلوا إليه بناء على تلك المعلومة التي نعرفها جميعا، ولكن بعد العودة لتحليلات الفيديو التي لا يمكن عزل الإحصائيات عنها والتعامل معها بشكل مجرد. (26)

 

أما بالنسبة للحس التهديفي للمهاجم البرازيلي، أي قدرته على استغلال الفرص المتاحة، فستجد أنه وفقا لـ "Understat" -وهو أحد أكثر مواقع الإحصائيات دقة- فإن أغلب الفرص التي لم يُحوِّلها جيسوس إلى أهداف كانت فرص احتمالية تحويلها إلى هدف ضئيلة، حيث قسَّم التحليل تسديدات جيسوس حسب احتمالية تحويلها إلى أهداف (من 0% إلى 10% ومن 11% إلى 20% وهكذا). (27)

هنا تكتشف أن 78% من تسديدات جيسوس (44 تسديدة من إجمالي 56) كانت احتمالية تسجيلها ضعيفة (أقل من 30%)، لكن فيما يخص الفرص التي ترتفع احتمالية تسجيلها لأكثر من 50% فما فوق، فستجد معدّل تحويلها إلى أهداف بالنسبة للمهاجم البرازيلي 100%، وهو رقم مرعب بكل تأكيد، خاصة أنك حين تنظر إلى فرصة احتمالية تحويلها إلى هدف 55% فقط، ستجد أن تحويلها الفعلي إلى هدف ليس سهلا، على الرغم من أنها تُصنَّف في فئة الفرص مرتفعة احتمالية التسجيل. (28)

 

هنا، تجد أن نوعية الفرص التي ستُتاح لجيسوس مع أرسنال ستكون مختلفة، لأن أرسنال لا يواجه التكتلات نفسها التي يواجهها مانشستر سيتي، وبالتالي لن يضطر غابرييل لأن تصطدم أكثر من نصف تسديداته بأجساد المدافعين، وبالتالي أيضا من المتوقع أن تزداد الفرص عالية احتمالية التسجيل مقارنة بتلك الضعيفة. لذلك نظريا، من المنتظر أن ترتفع نسبة تحويله للفرص إلى أهداف، وحتى وإن ظلت معدلاته كما هي، فإنه أيضا من البديهي أن يُسجِّل أكثر لأنه لم يكن أساسيا دائما مع السيتي، ولعب 28 مباراة في الموسم الماضي في البريميرليغ من أصل 38، بمتوسط 60 دقيقة فقط في المباراة، لأنه كما تعلم لم يكن أساسيا في الـ 28 مباراة كلهم. (29)

 

قبل النهاية، نود أن نخبرك بقصة. منذ نحو 20 عاما، كان هناك طفل صغير يعيش مع أمه بعد أن تركهما الأب، فاضطرت الأم لأن تعمل في تنظيف البيوت لكي تنفق عليه، ورفضت التصرف الشائع بأن يترك الصبي دراسته ويتفرغ للعمل ليساعدها في الحصول على أموال، بل بالعكس تماما، تركته يمارس كرة القدم التي يحبها، وفعلت كل شيء ليُكمل تعليمه في خط موازٍ، وضحَّت هي بكل شيء حتى تمنحه مستقبلا أفضل. (30)

 

حين كبر هذا الصبي، وأصبح لاعب كرة قدم مشهورا، فعل كل شيء ليرد الجميل للأم، وأهداها احتفالا خاصا كلما سجَّل هدفا، بأن يستخدم يده وكأنها سماعة هاتف إشارة لأمه التي اعتادت الاتصال به بعد كل مباراة كان يلعبها وهو صغير في الأندية أو حتى في الشارع. وحين تحدَّث هذا الصبي عن نفسه، قرَّر أن يمنح الأمل للصغار في بلدته بأنه كان مثلهم تماما، وأنه كان يقوم بطلاء الأرصفة استعدادا لكأس العالم 2014، ثم لعب مع منتخب بلاده في كأس العالم 2018. (31)

 

هذا الصبي كان غابرييل جيسوس، الرجل الذي حكى تلك القصة بنفسه في 2017. ما علاقة ذلك باحتمالية نجاحه مع أرسنال؟ بصراحة لا علاقة على الإطلاق، فقط أردنا أن نمنحك سببا إضافيا يجعلك تحبه في حال وصلت إلى النهاية ولم يُصبك الملل والصداع من هذا السرد الطويل.

—————————————————————————————————-

المصادر:

1 – أول تصريحات ميكيل أرتيتا عن مهاجم آرسنال الجديد غابرييل جيسوس 

2 – إحصائيات آرسنال في البريميرليغ لموسم 2022 

3 – قائمة أغلى اللاعبين في تاريخ آرسنال 

4 – آرسنال يرتبط بإرلينغ هالاند 

5 – آرسنال يرتبط بلاوتارو مارتينيز 

6 – آرسنال يرتبط بدوسان فلاهوفيتش 

7 – السعر الحقيقي لانتقال غابرييل جيسوس إلى آرسنال 

8 – المصدر السابق

9 – لهذا السبب تعاقد آرسنال مع غابرييل جيسوس 

10 – إحباطات آرسنال في بداية موسم 2022 

11 – كيف يمكن لغابرييل جيسوس أن يطلق العنان لهجوم أرسنال بعد رحيل ألكسندر لاكازيت – ذا أثلتيك 

12 – المصدر السابق

13 – مع جيسوس، أرسنال يعرفون ما سيحصلون عليه – لقد تعلم أرتيتا وإيدو من صفقة بيبي – ذا أثلتيك 

14 – المصدر السابق

15 – الظهور الأول لغابرييل جيسوس مع أرسنال، وسميث رو في المركز رقم 10 وصدأ: الموسم التحضيري جاري – ذا أثلتيك

16 – المصدر السابق

17 –  كيف يمكن لغابرييل جيسوس أن يطلق العنان لهجوم أرسنال بعد رحيل ألكسندر لاكازيت – ذا أثلتيك 

18 – المصدر السابق

19 – تحليل مباراةريال مدريد ومانشستر سيتي – ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 

20 – ماذا قدم كيفين دي بروينة أمام ريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 2020؟ 

21 – أرتيتا: أنا أعرف جيسوس جيدًا كلاعب وكإنسان 

22 – أبرزهم "تاريخي".. 6 نجوم خيبوا آمال جماهير الدوري الإنجليزي – جريدة العين 

23 – حذر أرسنال من أن أرتيتا يكرر خطأ فينجر مع جيسوس وزينتشينكو – "لدي تحفظات"

24 – إحصائيات غابرييل جيسوس مع مانشستر سيتي في البريميرليغ لموسم 2022 

25 – ما هي الأهداف المتوقعة (xG)؟ – ذا أناليست 

26 – المصدر السابق

27 – إحصائية الأهداف المتوقعة لغابرييل جيسوس في موسم 2021 – Understat

28 – المصدر السابق

29 – أرتيتا dسلط الضوء على yابرييل جيسوس لتغيير طموح أرسنال الصاعد – الغارديان 

30 – من فافيلا إلى نجم خارق – قصة غابرييل جيسوس 

31 – اتصل بأمك "قصة حياة غابرييل جيسوس بلسانه" – The Players Tribune