شعار قسم ميدان

نهاية توتي.. قصة الانتقام الذي أبعد ملك روما عن عرشه

أتظن أنك قد طمست هويتي .. ومحوت تاريخي ومعتقداتي

عبثًا تحاول لا فناء لثائرٍ .. أنا كالقيامة ذات يوم آتِ

ستبدأ رحلتنا من هذه الأبيات وصولا إلى روما، حيث الكولوسيوم ومتاحف الفاتيكان وفرانشيسكو توتي. ولكن قبل أن نذهب، هل تعلم أن الانتقام طبق يُقدَّم باردا؟

بداية القصة

قبل النهاية بنحو 7 سنوات كانت البداية، القصة تقريبا عبارة عن بداية ونهاية فقط، ما حدث في المنتصف جرى في عقل لوتشيانو سباليتي وحده، ولم يأخذ مكانه على أرض الواقع إلا مع الفصول الأخيرة، تحديدا في لحظات ما قبل طي صفحة الوداع. نبدو في متاهة، أليس كذلك؟ كل شيء سيتضح الآن.

 

في حال أخبرك أحدهم أن نهاية قصة توتي الدرامية جاءت بسبب ورق اللعب (الكوتشينة) وتصريح أطلقه، هل ستُصدِّقه؟ وهذا بالتحديد ما يضعنا في تلك المتاهة، أن السرد السريع للأمر سيبدو لك تفاهة ليس إلا، ومن الصعب أن تُصدِّقه إلا إذا أكّدته الشواهد التاريخية. ليست الشواهد وحدها، بل إن الكتاب الذي أصدره توتي نفسه في 2018 عن قصة حياته قد ساعد كثيرا في إزالة علامات الاستفهام التي لم تنقطع منذ الشرارة الأولى. (1)

 

في 2005 يُتوَّج سباليتي كأفضل مدرب في إيطاليا، لتقوم إدارة روما بجلبه إلى الفريق فورا بعد تجربة ناجحة للغاية مع أودينيزي. الرجل نجح بالفعل وقدّم أوراق اعتماده سريعا، وحافظ لروما على وصافة الدوري لسنوات متتالية مع منافسة حقيقية حتى الرمق الأخير، إضافة إلى تحقيق 3 بطولات بين الكأس والسوبر ووصول إلى ربع نهائي دوري الأبطال، كل هذا من خلال كرة قدم جذابة ارتكزت على تفصيلة تكتيكية كان البطل فيها هو صاحب الرقم 10، وهذه مفارقة جديدة. (2)

المدرب لوتشانو سباليتي
المدرب لوتشانو سباليتي

سباليتي أراد الاستغناء عن المهاجم الصريح، وتركّزت فلسفته على اللعب بمهاجم وهمي يمتلك قدرا أكبر من الحرية، وتخيل فقط ماذا سيحدث إذا مُنح فرانشيسكو توتي المزيد من الحرية. ملك روما يُصدّق على نجاح التجربة ويظهر بشكل أفضل وأكثر جاذبية، إلى جانب الاستمتاع بكرة القدم كما يحب. كانت العلاقة بينهما ودية لدرجة جعلت توتي يتمنى علنا أن يستمر سباليتي في تدريب روما مدى الحياة، بعد أن وصفه بأنه ربما يكون أفضل مدرب عمل معه في حياته. (3)(4)

 

حتى الآن تسير القصة في اتجاه إيجابي، ويبدو أن هذه العلاقة الوطيدة لا يمكن لها أن تنقطع بسهولة. المثير للدهشة أكثر أن نهاية حقبة سباليتي الأولى مع روما كانت عادية جدا، الرجل بدأ موسمه الخامس وتراجعت النتائج في نصفه الأول، تماما كما يحدث مع أغلب مدربي العالم بعد النسق التصاعدي لسنوات متتالية، ليُقرِّر النادي إقالة الرجل واللجوء إلى ذلك الاسم المتاح دائما لإنقاذ الذئاب كلّما احتاجوا إليه؛ كلاوديو رانييري. (5)

التي أشعلت الفتيل

استُكمل موسم 2010 مع رانييري وتحسّنت النتائج بصورة ملحوظة، كان روما وقتها الأقرب لخطف لقب الدوري الذي حسمه إنتر في الأنفاس الأخيرة. الآن، استعد لتلك اللحظة التي تنتظرها، فرانشيسكو توتي يُشعل الشرارة الأولى من خلال إجابته عن سؤال وُجِّه إليه حول الفارق بين رانييري وسباليتي، ليجيب بأنه وفقا للتطور الذي يلاحظه الجميع فإن سباليتي استحق الإقالة. كيف سيكون شعور المدرب السابق الذي يجلس الآن في المنزل ويستمع لهذه الكلمات؟ من الطبيعي أن يتولّد بداخله شيء من المرارة، وهنا بدأت قصة الانتقام تُطبخ على نار هادئة. (6)

المدرب سباليتي و توتي

نعلم أن هذه الواقعة لا تكفي لتكون سببا في خصومة أبدية بين الطرفين، ولكن ما حدث فيما بعد هو ما أثبت ذلك، وقبل السير مع التسلسل الزمني، سنعود للوراء خطوة حتى تكتمل أضلاع الصورة. هل تتذكر السؤال الذي طرحناه بداية حول التصريح الذي أطلقه توتي ولعب الأوراق؟ في هذا السياق حكى فرانشيسكو في كتابه أنه اعتاد رفقة زملائه تنظيم دورة ورق اللعب (كوتشينة) ليلا، وفي ليلة إحدى المباريات احتدمت المنافسة بينهم حتى الخامسة صباحا، تحديدا حتى فاجأهم سباليتي بطرق الباب في ذلك التوقيت. توجّه توتي مترددا نحو الباب وحاول المزاح مع لوتشيانو الغاضب من السهر واللا مبالاة، ليُطالِب بعدها رئيس النادي بتوقيع عقوبات مالية على اللاعبين. هذه اللقطة عنونها توتي بفوبيا لعب الأوراق التي لازمت سباليتي إلى الأبد، والتي سنعود إليها بعد سنوات من خلال التسلسل الزمني الذي نسير وفقه. (7)

 

أين توقفنا؟ عند شعور سباليتي بالخيانة، وعند لحظة الشك حول ما إذا كان مجرد تصريح قادرا على صناعة كل هذا. حسنا، فلنكمل، سباليتي يذهب في تجربة جديدة إلى زينيت الروسي، كل هذا والاتصالات بينه وبين توتي تكاد تكون منعدمة، وما إن فاز سباليتي بلقب الدوري في روسيا، أرسل إليه فرانشيسكو رسالة تهنئة، وحين وصلته، رد سباليتي: "أشكره على شعوره، ولكن كان عليه التحدث عني بطريقة أفضل بعد رحيلي عن روما". (8)

 

ما حدث بعد ذلك هو أن القصة أكملت سيرها في الإطار الروائي، وكما رحل سباليتي في منتصف موسم 2010 ليأتي رانييري ثم يرمي توتي بتصريحه الذي أشعل الفتيل، تسوء النتائج أيضا في 2016، ليضطر مالك النادي جيمس بالوتا إلى إقالة رودي جارسيا والاستعانة بمَن؟ لوتشيانو سباليتي من جديد. الآن وصلت الدراما إلى أقصاها. (9)

الانتقام طبق يُقدِّم باردا

حين تحدّث توتي عن سباليتي في الولاية الأولى قال إنه لم يكن مجرد مدرب، بل كان شخصا يمكنك اصطحابه معك للعشاء والتحدث بحرية في أي أمر تريده. بعد طعنة الظهر التي أتته لا تنتظر ذلك، فقد أصبح شخصا أكثر حِدة، وفي الولاية الثانية، قرّر السكن في تريغوريا، حيث مقر تدريبات الفريق، ليكون أكثر قدرة على مراقبة المجموعة من ذي قبل، وماذا عن توتي؟ العلاقة تقتصر على صباح الخير ومساء الخير ليس إلا. (10) من الممكن أن تغير 7 سنوات في شخصية الرجل بهذه الطريقة، ولكن ما يحدث مع توتي على وجه التحديد يؤكد أن النزعة الانتقامية تقف وراء كل ما يجري، وإن لم يكن اقتصار التعامل بينهما على صباح الخير ومساء الخير فقط كافيا، فاستعد للفصل القادم.

المدرب سباليتي و توتي

المدرب الأصلع لم ينسَ، 7 سنوات وهو يُحضِّر سيناريو التلذذ بإهانة توتي كما أهانه الملك بكلماته. في البداية لن يلعب أساسيا، دقائق مشاركته تكاد تكون معدومة، وما إن اعترض توتي على ذلك حتى استبعده سباليتي من مباراة باليرمو التي حضرها من المدرجات، فأعطت الجماهير ظهرها للملعب لتشاهد الملك عن قرب، وتحت هتافاتهم التي لم تنقطع نزلت دموعه، وأحبط مخطط سباليتي.

 

فيما بعد كشف توتي في كتابه عن كواليس ذلك الاستبعاد، حيث احتد الخلاف للدرجة التي جعلت سباليتي يطالبه بإنهاء مسيرته، ليرد عليه فرانشيسكو بعبارة: "يا لك من جبان، عندما تأتي في وضع صعب تطلب مساعدتي، والآن تريد الاستغناء عن خدماتي"، وفي نهاية الحديث، يرفع معشوق الجماهير راية التحدي في وجه مدربه ويخبره بأنه مَن سيدفع الثمن في النهاية، لينتهي الأمر بطرد ملك روما من تريغورا لأول مرة في حياته. (11)

 

أيام ويعود توتي للتدريبات، ولكنه سيجلس على دكة البدلاء، فلياقته لا تسمح له باللعب أساسيا، ليس ذلك فقط، بل سيدخل دائما بعد الدقيقة الخامسة والسبعين، إلا أن رد الملك يأتي في كل مرة بإخراج فريقه من مأزق إما بالتسجيل أو الصناعة، آخرها مواجهة أتالانتا التي سجّل فيها هدف التعادل وأنقذ الفريق من الخسارة بعد 6 دقائق فقط من نزوله، وهنا اضطر سباليتي إلى تصعيد الأمور أكثر. بداية تصريحه بأن فرانشيسكو لم ينقذ روما، بل كان هدفه ناتجا لعمل الفريق ككل وفق خطة اللعب المتفق عليها. هذا ما حدث أمام الصحافة، أما داخل الغرف المغلقة، ففي الوقت الذي ينشغل فيه توتي بخلع حذائه، فوجئ بمدربه يقف على بُعد سنتيمتر واحد منه، وما أن رفع عينيه إلى وجهه بدأ لوتشيانو بالصراخ بتلك الكلمات: "لقد مللت منك، تتظاهر بالقيادة بينما عليك المغادرة، تلعب الورق طوال الليل، رغم منعي ذلك من قبل، لقد انتهيت منك". هل تتذكر واقعة ورق اللعب (الكوتشينة) القديمة؟ الأصلع لا ينسى أي شيء. (12)

أما بعد، سيُرفع سقف الإهانة، حيث سيدخل توتي في المباريات المنتهية عمليا وسيلعب 3 أو 4 دقائق فقط، سيصبح إقحام ملك روما إما لاستنفاد ثالث التبديلات أو لإهدار الوقت، بالأحرى، دخوله سيكون أداة للإهانة فقط. حدثت أولا أمام ريال مدريد في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، في مباراة يتأخر فيها روما بـ 4 أهداف مقابل لا شيء في مجموع نتيجتي الذهاب والإياب. حين يدخل توتي في الدقيقة السابعة والثمانين في موقف كهذا، فلا يوجد أي تفسير لذلك إلا أن لوتشيانو يتفنّن في الاستمتاع بطبق الانتقام البارد. (13)

أتظن أنك قد طمست هويتي؟

حانت الآن تلك اللحظة الدرامية التي تبحث عنها، تلك التي حدثت تحديدا في إبريل/نيسان من العام 2016. مواجهة تورينو والتي قرّر فيها سباليتي مواصلة الإجراء المُذِل بإقحام توتي في الدقيقة 86، ولكنه تمنّى لو امتلك عرّافا يقرأ له المستقبل، حتى لا يفعل فعلته في تلك الليلة التي لن ينساها أبدا.

 

في الدقيقة السادسة والثمانين النتيجة تُشير إلى تقدُّم تورينو على روما بهدفين لهدف، يدخل توتي بدلا من سيدو كيتا، اللاعب الذي لا يمتلك لياقة أفضل من فرانشيسكو بالطبع، ولكن سباليتي يصر أنه يفعل ذلك لأسباب بدنية فقط. المهم أنه بعد 23 ثانية فقط من نزوله، يُسجِّل توتي هدف التعادل ويركض محتفلا مع الجماهير، الكاميرات تتوجّه فورا لرصد تعبيرات سباليتي الذي لم يستطع إخفاء ملامح الصدمة التي تبعتها ابتسامة صفراء تتحدّث عن نفسها، وكأن مشاعر الرجل الانتقامية قد تجسّدت لتتحدّث علنا بعدما تلقّت سهما قاتلا من الرقم 10.

 

لا تظن أن الحكاية ستتوقف عند ذلك، الليلة أبت إلا وأن تضرب سباليتي بطبق الانتقام في وجهه وتُنصِّب توتي ملكا لها، دقيقتان فقط ويحتسب الحكم ركلة جزاء، واسم المنفذ لا يحتاج إلى ذكره بالطبع. توتي يظل واقفا أمام الكرة لثوانٍ كسرت حاجز الدقيقة، جميع الحضور في الأولمبيكو يعضون الأنامل، لا أحد يستطيع الجلوس، والجميع ينتظر رمية الملك التي سيغير فيها اتجاه سهم الانتقام نحو رأس سباليتي الصلعاء. يُسدِّدها توتي بقلبه لتسكن أقصى الزاوية اليمنى للحارس، ينطلق محتفلا وحوله الجميع، لوتشيانو يستمر في صدمته، ويجتمع هذا الفيض من المشاعر في تهدج صوت المعلق المجنون كارلوس زامبا الذي امتزجت صرخات احتفاله بالبكاء الطفولي، بالطبع تعرفه جيدا، فهو الذي تُرافق صرخته هدف مانولاس الشهير في مرمى برشلونة، بالطبع صادفته عشرات المرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

جميع مَن في الملعب يبكون، انتصر الملك على مرأى ومسمع من الجميع، في الجهة المقابلة يستشيط سباليتي غضبا، وملامح وجهه لا تُشير أبدا إلى كونه المدرب الفائز، هو لا يفكر في نتيجة المباراة بقدر ما يفكر في الأسئلة التي ستُوجَّه إليه بعد دقائق، وفيما ستكتبه الصحافة صباح الغد، وبين هذا وذاك، في حديث الأعين المنتظر في غرفة الملابس.

المشهد الأخير

ربما يجول في خاطرك سؤال؛ هل كان تصريح توتي في 2010 قد استحق كل ذلك؟ في الحقيقة الرجل نفسه تساءل حول الشيء نفسه حين تكرّرت محاولات الإهانة والانتقام، وبوضع الأمور على كفتي ميزان، لا يبدو أن هناك ما يستحق كل ذلك بالفعل، فكلمات قيلت في سياق ما ليست أكثر إهانة من أن يرفض هالك مصافحتك في زينيت مثلا بعد أن قمت بتغييره، ورغم ذلك لم تكن لك ردة فعل حينها. استمر في لعبة كفتي الميزان وضع هالك أمام توتي وانظر مَن منهما يمتلك رصيدا أكبر يشفع له. المهم أن موسم 2016 قد انتهى وبدأ الموسم الجديد، وقبل تلك الخطوة نحو مشهد الوداع، ماذا إذا اتّحدت دوافع سباليتي مع رغبة مالك النادي في التخلص من توتي؟ هيا بنا إلى فصل جديد. (14)(15)

 

خلال الفترة ذاتها، أراد جيمس بالوتا التخلص من صداع توتي ودي روسي، لم يكن مقتنعا بفكرة النجم الواحد ويريد بناء فريق يضم العديد من المواهب والعناصر المميزة. هذه الرغبة جاءت على طبق من ذهب للمدرب الذي لم يكن يحظى بعلاقات جيدة مع دي روسي منذ الولاية الأولى، والذي يعيش داخل هاجس الانتقام من توتي لمدة تتجاوز 7 سنوات، ولا أحد يستبعد أنه ما زال يفكر فيه حتى بعد اعتزاله. (16) بداية موسم 2017 أعلن المدير الرياضي وقتها مونشي أن ذلك الموسم سيكون الأخير لتوتي، وأنه سيتحول بعدها إلى العمل الإداري، الأمر الذي أكّده بالوتا بدوره، بينما رفض توتي التعليق على أي شيء، ورد بكلمة واحدة ظل يكررها لأشهر؛ تحمّلتموني 26 عاما، فانتظروا حتى نهاية مايو/أيار لتعرفوا كل شيء. جاء الثامن والعشرين من مايو/أيار، حيث المباراة الأخيرة لتوتي الذي لم يعتزل طواعية، بل أُجبر على ذلك. (17)

 

مشهد مهيب لا يمكن وصفه إلا لمَن يُدرك قيمة 26 عاما من الانتماء الخالص، انظر خارج العاصمة الإيطالية ستجد العديد من المشجعين الذين ارتبطوا بروما من أجل عيونه فقط. الملعب كامل العدد والكل لا يريد تفويت فرصة إلقاء نظرة الوداع، وخلف الشاشات الملايين يشاركون من في الأولمبيكو الشعور ذاته، تحديدا مَن تشهد عليهم اللحية الرمادية والشعر الذي غلبه البياض وبدأ في التساقط. بعد صافرة نهاية آخر 90 دقيقة لتوتي فوق العشب جاء خطابه المؤثر، ذلك الذي بدأه بتمني لو أن الوداع جاء بأغنية أو قصيدة، ولكنه مع الأسف ليس شاعرا، ثم استرسل بكلمات أبلغ من أن يذكرها بعض الشعراء. إذا وصلت إلى هنا ننصحك بتشغيل مقطع الفيديو الموجود أمامك، والاستماع إلى الرسالة الوداعية لتوتي لأنها تستحق ذلك بالفعل.

 

"مع الأسف لن أستطيع أن أرفّهكم بقدمي من جديد، ولكن قلبي سيبقى دائما معكم. الآن سأذهب إلى السلم وأتوجّه نحو غرفة الملابس، تلك التي دخلتها كفتى وسأتركها كرجل". بهذه الكلمات اختتم توتي رسالته، تحت الدموع والتصفيقات وفيض المشاعر، وأمام عيون لوتشيانو سباليتي الذي طاردته صافرات الاستهجان طوال الليلة كونه السبب في ذلك، إلا أنه لم يسعه سوى الوقوف والتصفيق وإعطاء ملك روما الوداع الذي استحقه، بعد أن أجبره عليه رفقة إدارة بالوتا بطريقة لم يستحقها أبدا.

 

خلع توتي القميص وارتدى الملابس الرسمية، انتقل من الملعب إلى المقصورة، موسمان فقط وأعلن استقالته بعدما استمرت الحرب عليه من قِبل بالوتا الذي أراد التخلص من جميع الرموز. مُنع توتي من المشاركة في اتخاذ القرارات أو في وضع أي تصور للمشروع الرياضي، ليعتذر عن منصبه الذي لم يطمح إليه ليحضر المباريات مجانا، وبذلك تنقطع كل الخيوط الرسمية بينه وبين روما، ولكن ثمة خيط بينهما لا ينقطع أبدا. (18)

 

التاريخ يكتبه المنتصرون، عبارة صحيحة ولكنها تُشير إلى ما تُسجِّله السجلات الرسمية فقط. وفقا لما يُكتب على الورق نجح بالوتا وسباليتي في مخططهما لإبعاد توتي، أما الواقع فيقول إن كل محاولات انتزاع الملك من قلب روما قد باءت بالفشل منذ 1993 حيث الظهور الأول. سيُطاردهم شبح الرقم 10 في أحلامهم دوما، وكلما أشرقت الشمس في روما سيُصاحبها صورة توتي واضعا إبهامه في فمه ومُشيرا بسبابته إلى السماء، ستظهر دوما كلما لامست أشعة الشمس عشب الأولمبيكو، ولن تتوقف ما دام الصباح يأتي.

_____________________________________________________

المصادر

  1. توتي يحكي قصته مع سباليتي في كتابه.
  2. روما يتعاقد مع أفضل مدرب في إيطاليا سباليتي.
  3. طريقة لعب سباليتي مع روما في الولاية الأولى.
  4. توتي يتمنى استمرار سباليتي في روما مدى الحياة.
  5. روما يقيل سباليتي في 2010 وتعيين رانييري.
  6. توتي يصرح بأن إقالة سباليتي مستحقة.
  7. قصة لعب الورق الشهيرة من كتاب توتي.
  8. سباليتي يتمنى لو تحدث عنه توتي بشكل أفضل.
  9. سباليتي يعود إلى روما للولاية الثانية.
  10. تحول العلاقة بين توتي وسباليتي بين الولاية الأولى والثانية.
  11. سباليتي يطرد توتي من تريغوريا.
  12. صدام توتي وسباليتي في غرفة الملابس.
  13. تكرار محاولات سباليتي لإذلال توتي.
  14. هالك يرفض مصافحة سباليتي.
  15. بالوتا وسباليتي يتفقان على الإطاحة بتوتي.
  16. توتر العلاقة بين سباليتي ودي روسي منذ البداية.
  17. مونشي يعلن أن موسم 2017 سيكون الأخير لتوتي.
  18. توتي يستقيل من منصبه الإداري ويفتح النار على إدارة بالوتا.