شعار قسم ميدان

قبل أن تحترق الأرض.. هل تنجح مبادرات "جلاسكو" في إنقاذ كوكبنا؟

مؤتمر تغير المناخ بجلاسكو: 5 مبادرات عالمية لإنقاذ الكوكب قبل فوات الأوان

"ربما حقيقة أن البشر الأكثر تأثُّرا بتغير المناخ لم يعودوا أجيالا مستقبلية مُتخيَّلة، بل شباب يافعون على قيد الحياة اليوم، ربما سيعطينا هذا الدفعة التي نحتاج إليها لإعادة كتابة قصتنا، وتحويل هذه المأساة إلى انتصار. فنحن رغم كل شيء، أعظم حلّالي المشكلات الذين وُجِدوا على الأرض".

 

(الإعلامي الإنجليزي والمؤرخ الطبيعي السير ديفيد أتينبورو في افتتاحية مؤتمر تغير المناخ بغلاسكو، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021)

26th UN Climate Change Conference (COP26)- - GLASGOW, SCOTLAND - NOVEMBER 1: (----EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT - "KARWAI TANG/UK GOVERNMENT/POOL PHOTO" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS NO SALES - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS----) Sir David Attenborough speaks at the Opening Ceremony for Cop26 at the SEC, Glasgow on November 1, 2021.
السير ديفيد أتينبورو – إعلامي إنجليزي ومؤرخ طبيعي

على مدار ملايين السنين من عمر كوكبنا الصغير، وبالتحديد خلال الـ800 ألف سنة الأخيرة، لم تتمتع الأرض بالاستقرار في مناخها، الذي استمر في التبادل بين العصور الجليدية والفترات الدافئة. السبب الرئيسي في هذا التأرجح المناخي كان تأرجحا آخر في مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، كلما ازدادت نسبته احترَّ المناخ، وكلما انخفضت برد، لكن هل تعرف أن نسبة ثاني أكسيد الكربون الآن هي أعلى ما يكون خلال كل تلك المئات من الآلاف من السنين؟! (1)

 

دع الأرقام تتحدث

لفهم الأمر بوضوح، دعنا نتحدث بالأرقام. خلال 800 ألف سنة مضت، تذبذبت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو بين 180-280 جزءا من المليون في أعلى حالاتها. بعد الثورة الصناعية، واستخدام الوقود الأحفوري، وانتشار السيارات والطائرات والمصانع العملاقة، أخذت هذه النسبة ترتفع ارتفاعا جنونيا وغير مسبوق، حتى وصلت في يومنا هذا إلى أكثر من 400 جزء (2). هذا الرقم يفوق قدرة الطبيعة على التأقلم، لذا حدث الاحتباس الحراري، وظهرت تبعاته بوضوح في العقود الأخيرة، من فيضانات وجفاف، وأعاصير وحرائق غابات، وارتفاع مستوى مياه البحر وموجات حارة عنيفة.

تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو في الـ2000 عام الأخيرة

وفقا لاتفاقية باريس للمناخ (3)، من المفترض لأجل الحفاظ على جودة الحياة على الكوكب ألا تقفز درجة حرارة الأرض أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ولتحقيق ذلك، لا بد أن ينخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.6% سنويا لمدة 10 سنوات من 2020 حتى 2030، وهو أمر ليس من السهل تحقيقه في عالم يعتمد اعتمادا بالغا على مشتقات النفط مصدرا للطاقة (4). لذا، يُقام مؤتمر تغير المناخ (COP26) في مدينة غلاسكو باسكتلندا، وهو المؤتمر السادس والعشرون للأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (United Nations Framework Convention on Climate Change)، بالإضافة إلى اتفاقية باريس، ويأمل المؤتمر في لمِّ شمل العالم بأكمله من أجل العمل معا على السيطرة على الرقمين الأكثر أهمية: 400 جزء، و1.5 درجة مئوية.

 

جائزة ذا إيرث شوت (The Earthshot Prize)

حسنا، من أجل تحقيق هذا الهدف نفسه، أطلق الأمير ويليام، دوق كامبريدج، مبادرة "ذا إيرث شوت" بداية من هذا العام وحتى عام 2030، وتتمحور حول 5 أهداف كبرى لاستعادة توازن الكوكب وموارده (5). تُمنح الجائزة كل عام ولمدة 10 أعوام لخمسة فائزين، سواء كانوا أفرادا أو مجموعات، أو حكومات أو دولا أو مؤسسات، في حال قدَّموا أفكارا أو اختراعات ملهمة وقابلة للتنفيذ في 5 مجالات أُجمِعَ عليها عِلميا، وهي: حماية واستعادة الطبيعة، وتنظيف الهواء، وإعادة إحياء المحيطات، وبناء عالم خالٍ من النفايات، وتصحيح المناخ. تُقيَّم الأعمال المُقدَّمة من حيث تأثيرها الشامل والقابل للتطبيق على نطاق عالمي، وبالطبع اتفاقها مع الأهداف المعلنة للجائزة وتأثيرها على حياة سكان الكوكب.

 

بدأت المسابقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتقدَّم نحو 750 متسابقا من جميع بقاع الأرض، وبعد تصفية المشاركات إلى قائمة طويلة، يختار فريق الخبراء الاستشاري بعد ذلك القائمة القصيرة، ثم يختار مجلس الجائزة الفائزين الخمسة. تبلغ قيمة الجائزة مليون جنيه إسترليني تُمنح لكل فائز من أجل تطوير فكرته والاستفادة منها خلال العقد القادم. أعلن الأمير ويليام عن المبادرة خلال مؤتمر تغير المناخ قائلا: "سيداتي سادتي، مهمتنا هي مهمة مشتركة، لننظر بلا خوف أو يأس نحو التحديات القادمة خلال العقد الحالي، وأن نؤمن أننا نحن البشر نمتلك البراعة لجعل ما يبدو مستحيلا ممكنا، ولكن فقط إذا وضعنا عقلنا الجمعي صوب هذا الهدف" (6).

 

 

الخمسة الأوائل

Britain's Prince William speaks during a meeting with Earthshot prize winners and finalists at the Glasgow Science Center during the UN Climate Change Conference (COP26) in Glasgow, Scotland, Britain, November 2, 2021. Alastair Grant/Pool via REUTERS

أولا، فازت جمهورية كوستاريكا بجائزة حماية واستعادة الطبيعة (Protect and Restore Nature)، بفضل الإنجاز المتميز الذي حقَّقته الدولة بأكملها في استعادة الغابات التي دُمِّرت نصف مساحتها في أوائل التسعينيات. شجَّعت وزارة البيئة المواطنين على زراعة الأشجار والحفاظ على الغابات، ومنحتهم مكافآت مالية في المقابل، ونتيجة لذلك فإن غابات كوستاريكا تضاعفت في الحجم، وازدهرت النباتات والحيوانات من جديد (7).

 

هذا مثال مُعبِّر للغاية عن النظرية القائلة إن تغيير الأفكار يؤدي إلى تغيير السلوك، سنعطيك مالا مقابل أن تزرع شجرة، الآن أنت لديك دافع لتغيير سلوكك، يتمثَّل في فكرة أنك ستحصل على المال، والمال يشعرك بالسعادة. يُشكِّل ثلاثي الأفكار والمشاعر والسلوك مثلثا بحيث يتأثر ويؤثر كل عنصر منها في الآخر، في النهاية، سيؤدي سلوكك الجديد إلى تغيير أفكارك القديمة، وبدلا من زراعة الأشجار لأجل المال، في مرحلة ما ستزرعها لأجل البيئة.

 

ثانيا، فازت الشركة الهندية "تاكاشار" (Takachar) لصاحبها "فيديُت موهان" (8) بجائزة تنظيف الهواء (Clean our Air). تصل قيمة مخلفات الزراعة التي تُحرَق كل عام إلى نحو 120 مليار دولار، هذا ليس فقط هدرا للمال، ولكنه إضافة لا يُستهان بها لانبعاثات الكربون في الهواء الذي نتنفسه. إذا استُغِلَّت هذه المخلفات بفعالية فقد تُمثِّل سوقا عالميا كبيرا. للمساهمة في هذا الهدف، ابتكرت الشركة آلة صغيرة منخفضة التكاليف، يمكن إلحاقها بالجرارات، تُحوِّل المخلفات الحيوية إلى وقود صلب وسماد ومنتجات كيماوية أخرى. يأمل موهان أن يساعد ابتكاره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عن طريق تقليل الدخان الناتج عن حرق مخلفات الزراعة بنسبة 95% خلال العقد الجاري (9).

فيديُت موهان مؤسس شركة تاكاشار الهندية لتحويل مخلفات الزراعة إلى مصادر للطاقة.
فيديُت موهان مؤسس شركة تاكاشار الهندية لتحويل مخلفات الزراعة إلى مصادر للطاقة.

ثالثا، فازت مؤسسة "كورال فيتا" (Coral Vita) من الباهاما (10) بجائزة إعادة إحياء المحيطات (Revive our Oceans). يهدف سام تيتشر وجاتور هالبيرن، مؤسِّسا الشركة، إلى زراعة الشعاب المرجانية على الشاطئ ثم نقلها لإعادة زراعتها في قلب المحيط. تتميز الشعاب المزروعة بقدرتها على مقاومة تغيرات المناخ، باﻹضافة إلى أنها تنمو أسرع من الشعاب التقليدية بـ 150 مرة. تسعى المؤسسة لاستعادة الحيّد (الحاجز) المرجاني الذي دُمِّر تدريجيا نتيجة ارتفاع درجة حرارة وحمضية المحيطات، ومن المتوقَّع أن يختفي بنسبة 90% بحلول عام 2050 (11). يأمل الشريكان أن يتمكنا من إنشاء مزرعة شعاب مرجانية في كل دولة تطل على المحيط، بالاستعانة بقيمة الجائزة قد يتمكنان من تحقيق هذا الحلم وإنقاذ الحيّد المرجاني الذي يحتوي على 25% من أشكال الحياة في المحيط.

 

رابعا، فازت مدينة ميلان الإيطالية بجائزة بناء عالم خالٍ من النفايات (Build a Waste-Free World). في تعاون غير مسبوق بين الحكومة والمؤسسات الخاصة والجامعات وبنوك الطعام والجمعيات الخيرية غير الهادفة للربح، تمكَّنت المدينة، من خلال مراكز مخلفات الطعام (Waste Food Hubs)، من حل مشكلتين متوطنتين في وقت واحد هما الجوع وهدر الطعام (12). يهدر البشر ما يقرب من ثلث الطعام المُنتج عالميا، بينما تعاني الملايين في الوقت نفسه من الجوع وسوء التغذية، ولسد هذه الفجوة تجمع مراكز مخلفات الطعام الأطعمة الفائضة من المتاجر والمقاهي والمطاعم وتوصلها إلى المؤسسات الخيرية المعنية بتوزيعها توزيعا عادلا على المواطنين الأكثر احتياجا (13). لو اتبعت بقية مدن العالم النهج نفسه فقد يكون هناك تأثير عالمي حقيقي على كلٍّ من نسبة انبعاثات الغازات الاحترارية الناتجة عن صناعة الأطعمة وزراعتها، ومعدلات الجوع وسوء التغذية في كل دول العالم. لا طعام مهدر، ولا شخص جائع على كوكب الأرض.

 

أخيرا، فازت شركة "إينابتر" (Enapter) لمؤسِّستها فايتا كوان بجائزة تصحيح المناخ (Fix our Climate). غاز الهيدروجين يُعَدُّ من العناصر المهمة في صناعات الحديد والصلب والنقل وتخزين الطاقة، لذا من المهم الحصول عليه من مصادر نظيفة، مثل جهاز المحلل الكهربائي (AEM Electrolyser) الذي ابتكرته الشركة (14)، الذي يُحوِّل الطاقة النظيفة والمياه إلى هيدروجين، بلا انبعاثات سامة. تُستَخدم هذه التكنولوجيا بالفعل في السيارات والطائرات، وبحلول عام 2022، من المخطط أن يبدأ إنتاج الجهاز على نطاق واسع، ليصل -كما تأمل الشركة- لتوفير 10% من إنتاج الهيدروجين العالمي بحلول عام 2050 (15).

 

مبادرة الشبكات الخضراء وتحالف المحركين الأوائل

epa09559456 Indian Prime Minister Narendra Modi gestures as he delivers a speech during a session on clean innovation and technology at the UN Climate Change Conference (COP26) in Glasgow, Britain, 02 November 2021. EPA-EFE/ROBERT PERRY
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلقي كلمة خلال جلسة حول الابتكار والتكنولوجيا النظيفة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26)

هذا ليس كل شيء، فخلال فعاليات المؤتمر أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون (Boris Johnson) ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي (Narendra Modi) عن مبادرة الشبكات الخضراء (The Green Grids Initiative)، التي يشارك فيها عدة حكومات ومؤسسات وقادة وباحثون من 80 دولة حول العالم، تحت شعار "شمس واحدة أرض واحدة وشبكة واحدة". تعتمد فكرة المبادرة على النظرية التي تقول إن الطاقة الصادرة من الشمس لمدة ساعة واحدة بالنهار تكفي لتزويد الكوكب بأكمله بالطاقة لمدة عام كامل (16). تهدف المبادرة إلى بناء محطات الطاقة الشمسية ومحطات الرياح في أفضل الأماكن في العالم، ثم توصيل هذه الشبكات إلى دول العالم كافة عبر الحدود.

 

تبدو هذه الخطة طموحة للغاية، ومرتفعة التكاليف أيضا، وتستلزم تعاونا دوليا لا يُستهان به لرفع الحدود والخلافات بين الدول من أجل تمديد البنية التحتية اللازمة، بحيث تُصدِّر الدول التي تمتلك أعلى معدلات تعرُّض للشمس والرياح الطاقةَ للدول التي لا تتعرَّض للشمس أو الرياح تعرُّضا كافيا (17). وعلى الرغم من أن ألواح الطاقة الشمسية ليست بالفكرة الجديدة كليا، فإن هناك عدة صعوبات تمنع من تعميم استخدامها واستبدالها بالوقود الأحفوري.

 

في الوقت نفسه أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تحالف المحركين الأوائل (The First Movers Coalition) الذي يتضمَّن شراكة بين مكتب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ جون كيري والمنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum). من المفترض أن تلتزم الشركات المشاركة في التحالف بشراء منتجات منخفضة الكربون بحلول عام 2030، للمساعدة في تطوير سلاسل توريد نظيفة. سوف تستهدف التزامات الشراء في البداية أربعة قطاعات هي الشحن والطيران والصلب والشاحنات، مع التركيز على أربعة قطاعات إضافية في عام 2022. يأتي بيل غيتس (بشركاته) و"أبل" على رأس قائمة الشركات المتعاونة مع التحالف، بالإضافة إلى مجموعة "فولفو" وعشرات الشركات الكبرى حول العالم في مجالات الحديد والشحن والأسمنت والكيماويات.

 

وكما أكَّد الرئيس بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه أمام القمة يوم الثلاثاء: "ستكون هذه الشركات شركاء أساسيين في الضغط من أجل بدائل قابلة للتطبيق لإزالة الكربون عن هذه القطاعات الصناعية وغيرها". بهذا الشكل، سيُخلَق سوق من العرض والطلب على التكنولوجيا النظيفة التي ستساعد على إزالة الانبعاثات من الصناعات الأكثر تلويثا للبيئة، والأكثر صعوبة في تحويلها إلى صناعات خضراء (18).

 

بريكثرو إنيرجي كتاليست ومبادرة أخضر نظيف

بيد أن البشرية لا يمكنها أن تتحمَّل عواقب انتظار الأجيال القادمة لإنتاج تكنولوجيا نظيفة بأسعار تنافسية، ولا بد لها من التحرُّك فورا دون تأخير، لذا تهدف مبادرة "بريكثرو إنيرجي كاتاليست" (Breakthrough Energy Catalyst)، وهي جهد مشترك بين مؤسسة "بريكثرو إنيرجي" والمفوضية الأوروبية، للاستثمار بكثرة في الابتكارات التي تستبدل الوقود الأحفوري لصالح مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، والوصول بها إلى أسعار تنافسية. تتمحور المبادرة حول 4 عناصر رئيسية هي: الطاقة، والنقل، والصلب، والهيدروجين. أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (Ursula von der Leyen) عن المبادرة الجديدة خلال المؤتمر، وقالت: "أنا سعيدة بالأخص أننا أخيرا نعطي الأولوية للابتكار، لأنه من خلال الابتكارات وحدها نستطيع الوصول إلى هدف (صفر انبعاثات)".

 

"بريكثرو إنيرجي" هي مؤسسة أُنشئت في الأصل عام 2015 بواسطة بيل غيتس وتحالف خاص من المستثمرين لدعم الابتكارات التي ستصل بعالمنا إلى نقطة صفر انبعاثات بحلول عام 2050، وهو هدف طموح للغاية. تُشجِّع المؤسسة تطوير تقنيات طاقة جديدة ذات صفر انبعاثات (Net-Zero emissions)، وتؤيد السياسات التي تُسرِّع نقل الابتكار من المختبر إلى السوق ليُعمَّم استخدامه بسرعة، وتجمع الحكومات والمؤسسات البحثية والشركات الخاصة والمستثمرين لتوسيع وتعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة. يتعاون أيضا في هذه المبادرة برنامج "هورايزون يوروب" (Horizon Europe) الداعم للابتكارات الذي سيُخصِّص 35% من ميزانيته لتحقيق الأهداف الخاصة بالمناخ (19).

Breakthrough Energy Europe investment fund signing ceremony- - BRUSSELS, BELGIUM - OCTOBER 17: Bill and Melinda Gates Foundation founder and Founder of Microsoft Bill Gates (L), European Comissioner of Research and Innovation Carlos Moedas (R) and European Commission Vice President for Energy Union Maros Sefcovic (C) attend the Breakthrough Energy Europe investment fund signing ceremony at the EU headquarters in Brussels, Belgium on October 17, 2018.
مؤسس مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسس مايكروسوفت بيل جيتس (يسار) والمفوض الأوروبي للأبحاث والابتكار كارلوس مويداس (يمين) ونائب رئيس المفوضية الأوروبية للطاقة يونيون ماروس سيفكوفيتش (وسط)

وأخيرا، نعود إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أطلق مبادرة أخضر نظيف (Clean Green Initiative)، من أجل مساعدة الدول النامية لتطوير تكنولوجيا نظيفة وتحقيق اقتصادات مستدامة. تسعى المبادرة للتوفيق بين الدول الأكثر تضرُّرا من تغير المناخ والدول الأكثر تسبُّبا في هذا التغيير، وهي تتعهَّد بتقديم 3 مليارات جنيه إسترليني، وهو ضِعْف الرقم الذي استُثمر سابقا في المساعدات المتعلقة بالطاقة النظيفة، لإنشاء بنية تحتية خضراء مستدامة وتسهيل وصول التكنولوجيا الخضراء والطاقة النظيفة إلى هذه الدول. يقول جونسون: "يجب عدم التخلي عن أي دولة في سباقنا لإنقاذ كوكبنا". كلنا في قارب واحد، ولا نجاة لشعب دون التعاون مع الشعوب الأخرى (20).

 

"هل هذه هي الطريقة التي ستنتهي بها قصتنا؟ حكاية عن أذكى المخلوقات التي حُكم عليها بالفناء بسبب تلك الخاصية البشرية القديمة المُتمثِّلة في الفشل في رؤية الصورة الكبرى أثناء السعي وراء الأهداف القصيرة المدى؟". بهذا التساؤل اختتم السير أتينبورو حديثه في أول أيام المؤتمر. ولكن إذا سارت هذه المبادرات كما يجب ونجحت في تحقيق أهداف اتفاقية باريس في الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة، فستكون الإجابة عن هذا السؤال المُقلِق هي: لا، لن تكون هذه نهاية قصة البشرية، ولكن -كما نأمل- بداية مرحلة جديدة نظيفة في تاريخ كوكبنا.

 

حسنا، هل يكفي هذا لإنقاذ الكوكب؟ يمكن القول إن هناك تحرُّكا قد بدأ، لكنه يمتلك سِمتين مخيفتين، فهو بطيء ولا يتناسب مع حجم التغير السريع في مناخ الكوكب، كما أنه جاء متأخرا، لقد بدأت أبحاث المناخ في تأكيد المخاطر قبل ثلاثة أرباع قرن، ثم ها نحن نتحرَّك! في الواقع لقد بدأ الضرر بالفعل، ولا يمكن رده للاتجاه العكسي، لكن جُل ما نتمناه من مبادرات كهذه أن نتمكَّن من إيقاف تطوُّر الأزمة، نحن الآن قادرون على المواجهة، لكن مع ضربة مناخية إضافية ربما نعود مجددا للكهوف مثل الإنسان الأول!

————————————————————————————–

المصادر

  1. A natural climate cycle
  2. المصدر السابق
  3. IEA: Coronavirus impact on CO2 emissions six times larger than 2008 financial crisis
  4. Cut global emissions by 7.6 percent every year for next decade to meet 1.5°C Paris target – UN report
  5. Earthshot Prize
  6. Prince William | World Leaders Summit #COP26
  7. Protect & Restore Nature
  8. Takachar
  9. Clean our Air 
  10. Revive our Oceans
  11. Why Reefs? 
  12. Build a Waste-free World
  13. Milano Food Policy: Food Policy di Milano
  14. AEM Electrolyser | Scalable Hydrogen Generator
  15. Fix our Climate
  16. How Does Solar Work?
  17. Launch of Green Grids Initiative – the biggest global coalition for clean energy | theenergyst.com
  18. Biden announces First Movers Coalition ahead of COP26 launch
  19. The Catalyst Program
  20.  PM launches new initiative to take Green Industrial Revolution global
المصدر : الجزيرة