لماذا لجأت القاعدة إلى ضيافة الفقيه؟

مقدمة التقرير:

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة يستند إلى معلومات استخبارية قدمتها الدول الأعضاء، الاثنين، عن هوية الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة خلفا لأيمن الظواهري، الذي قُتل في غارة جوية أميركية في كابول العام الماضي، مؤكدا أن "سيف العدل"، الضابط السابق في الجيش المصري، والبالغ من العمر 62 عاما، هو الزعيم الجديد للتنظيم.

ولكن على غير العادة، لم يعلن تنظيم القاعدة عن هوية زعيمه الجديد، ويرجع ذلك إلى أمرين بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، أولهما حساسية القاعدة تجاه مخاوف حركة طالبان الحاكمة لأفغانستان التي لم تعترف حتى الآن بمقتل الظواهري على أراضيها، وثانيهما -وربما الأهم- أن الزعيم الجديد للتنظيم يقيم في إيران في الوقت الراهن، وفق ترجيح أجهزة الاستخبارات الغربية.

من جانبها، نفت طهران على لسان وزير خارجيتها "حسين أمير عبد اللهيان" هذه الأنباء، حيث غرد عبر حسابه على تويتر قائلا: "أنصح مسؤولي البيت الأبيض بوقف لعبة رهاب إيران الفاشلة.. نشر أخبار عن زعيم القاعدة وربطه بإيران أمر مضحك". ولكن بصرف النظر عن التطورات الأخيرة، من المؤكد أن الحديث عن علاقة مصالح متبادلة بين طهران وجهاديي القاعدة ليس جديدا، وهو ما نحاول استكشافه في هذا التقرير.

نص التقرير

في يوم السابع من أغسطس/آب 2020 بمنطقة "باسداران" بالعاصمة الإيرانية طهران، انطلقت سيارة من نوع "رينو لوغان" ومن خلفها دراجة نارية يمتطيها شخصان، في عملية مطاردة شبيهة بتلك التي ألِفْناها في قاعات السينما أكثر مما رأيناها في الواقع. وفي أثناء عملية المطاردة، أطلق راكبا الدراجة خمس رصاصات من مسدس صامت على ركاب السيارة، اخترقت جسد رجل تقترب سِنُّه من الستين، وامرأة شابة كانت جالسة في المقعد المجاور لمقعد السائق. وبحسب ما أورد الإعلام الإيراني، كان المستهدفان هما شخص يُدعَى "حبيب داوود"، أستاذ تاريخ لبناني ينتمي إلى حزب الله، وابنته "مريم داوود".

كانت هذه هي الرواية الإيرانية للحادث الذي وقع بالقرب من منزل "أبو مهدي المهندس"، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، في طهران، وهو الرجل الذي اغتالته الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2020 رفقة "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس. ورغم تماسك الرواية الإيرانية، كونها شبيهة حد التطابق مع عمليات اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين الذين كانوا على علاقة بمشروع بلادهم النووي، فإن هناك تفصيلتين صغيرتين في غاية الأهمية لم يتطرق لهما الإيرانيون وكشفتهما الصحف الغربية.

التفصيلة الأولى هي أنه ليس هنالك أي شخص يُدعى "حبيب داوود" من الأساس، على الأقل بالمواصفات الواردة في الرواية الثانية، وأما التفصيلة الثانية الأهم فهي هوية الشخص الذي قُتل في الحقيقة، وهو "أبو محمد المصري"، أحد مؤسسي تنظيم القاعدة، أما الفتاة التي كانت بجانبه فهي ابنته مريم، أرملة "حمزة بن لادن" نجل أسامة بن لادن زعيم التنظيم السابق، وأما المنفذون فهم عملاء إسرائيليون، في عملية جاءت بطلب أميركي.

المصدر : الجزيرة