شعار قسم ميدان

عالم سينمائي جديد تماما.. هل يشهد 2023 نهاية عالم "دي سي" الذي نعرفه؟

ودَّع العالم عامه الراحل مستقبِلا عاما جديدا. بدأ العام الفائت والأمور في شركة إنتاج الأفلام الأميركية "دي سي فيلمز" (DC Films) التابعة لـ"وارنر بروس" على المحك بعد ضربات قاصمة خلال السنوات الماضية. بدأت هذه الضربات بعد أن مُني فيلماهما "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة" (Batman v Superman: Dawn of Justice)، و"الفرقة الانتحارية" (Suicide Squad) بإيرادات شحيحة في شباك التذاكر. كانت المعركة الصاخبة حول فيلم "فرقة العدالة" (Justice league) تحديدا هي التي فاقمت من جراح "دي سي" ودفعتها لمراجعة خطواتها. (1)(2)(3).

في 2017، حينما كان الشاغل الأكبر للمخرج زاك سنايدر هو إخراج فيلم "فرقة العدالة"، إذا به يتلقى نبأ انتحار ابنته ذات العشرين ربيعا، فيتنحَّى عن مهمته مُسلِّما إياها للمخرج جوس ويدن (4). أعاد ويدن تصوير جزء كبير من الفيلم، فتهامس مَن حوله أن النتيجة ليست إلا حبكة مبهمة. ظهرت دعوات لعودة سنايدر للفيلم، ليستأنف الرحلة بعد أربعة أعوام، فغدا الفيلم أقل سوءا، وإن لم يغير ذلك شيئا يُذكر في أرباحه الخفيضة. كل هذه التراكمات جعلت شعبية عالم "دي سي" تتراجع في مواجهة عالم مارفل.

على إثر ذلك، مرَّ عام 2022 عصيبا في "وارنر بروس" (إحدى أكبر الشركات الأميركية السينمائية)، حتى بعد اندماجها أخيرا بـ"ديسكفري". ضربت التغييرات الشاملة هيكلها وإدارتها، ومع تولي ديفيد زاسلاف منصب الرئيس التنفيذي أمل الجميع في أن يرأب الرجل الصدع الذي أحدثته الرؤى المتضاربة أو نقص الرؤية الموحدة طوال تاريخ "دي سي"، وعدم وجود شخص للإشراف على الأفلام والكون السينمائي. اتخذ زاسلاف قرارات جدلية لا عدول عنها ولم تكن متوقعة.

مع تولي ديفيد زاسلاف منصب الرئيس التنفيذي أمل الجميع في أن يرأب الرجل الصدع الذي أحدثته الرؤى المتضاربة أو نقص الرؤية الموحدة طوال تاريخ "دي سي". (AFP)

أصدر زاسلاف حكما من فوره بإقصاء مشاريع سينمائية مرتقبة مثل فيلم الرسوم المتحركة "سكوب" (`!: Holiday Haunt)، الذي قيل إن تكلفته بلغت 40 مليون دولار، لم يشفع للفيلم وصوله إلى مرحلة ما بعد الإنتاج وتقرير طرحه على منصة "إتش بي أو ماكس" في 22 ديسمبر/كانون الأول. ألقى زاسلاف نظرة بعدها على فيلم "باتجيرل" (Batgirl) بعد دخوله حيز التنفيذ ووصوله إلى المراحل الأخيرة من المونتاج والموسيقى التصويرية، فأوقفه لأنه لم ينل إعجابه، غير آبهٍ بأنه بهذا بدَّد لتوه 90 مليون دولار أُنفقت على إنتاجه.

قيل أيضا إن ثالث أجزاء "ووندر وومن" (Wonder Woman)  لقي الجزاء ذاته، وإن وارنر تمعنت في سيناريو المخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية باتي جينكينز وطلبوا منها إعادة النظر فيه، فما كان من جينكيز إلا أن رفضت وتمسكت بتصورها، لتنقل إليها وارنر خبر استبعاد فيلمها، لأنه لا مكان له في مخططهم (5)(6)(7).

ما الذي يدور بخلد زاسلاف؟ يذكر زاسلاف "سوبرمان" و"باتمان" و"هاري بوتر" بوصفها أعمالا سيحرص على بعثها من جديد بقوله: "لم يكن لدينا فيلم سوبرمان منذ 13 عاما، لم نصنع فيلم هاري بوتر منذ 15 عاما. درَّت هذه الأفلام السينمائية الكثير من الأرباح لوارنر على مدار ربع عقد من الزمن، فلنركز إذن على تلك الامتيازات".(8)

المخرج جيمس جان (رويترز)

تزامن ذلك مع تغييرات إدارية أيضا، حيث تقرر في أكتوبر/تشرين الأول تعيين المخرج جيمس جان والمنتج بيتر سافران مديرين تنفيذيين ليشغلا مقعد المسؤول السابق والتر حمادة. أدار حمادة كون دي سي السينمائي لسنوات، لكن هذه الأفلام ذات القيمة المالية المقدرة بمليار دولار تتطلب ما هو أكبر من إدارة الأعمال، كتوافر شغف حقيقي بالأبطال الخارقين، وهو يتوفر لدى جيمس جان الذي اكتسب شهرة عالمية بصفته كاتب ومخرج سلسلة "حراس المجرة" (Marvel’s Guardians of the Galaxy) و"الفرقة الانتحارية" (The Suicide Squad). يُنظر إلى جان بوصفه ممثلا للجانب العاطفي من صناعة الأفلام، لذا عهد إليه بالجزء الإبداعي، لكنه غالبا ما عمل خلف الكاميرا وليس خلف مكتب، وهنا يأتي دور سافران.

أشرف بيتر سافران على العديد من أفلام هوليوود مثل "الشعوذة" (The Conjuring) و"أنابيل" (Annabelle)، وعدة أفلام لدي سي مثل "أكوامان" (Aquaman) و"شازام" (Shazam). لذا فحين يتخذ جان قرارات إبداعية فسيترجم سافران تلك القرارات إلى نتائج مالية وعملية قابلة للقياس.

على مدار عشرة أعوام

التوجه والمقصد المعلن إزاء ما يجري هو التفوق على عالم مارفل الذي تملكه ديزني. لهذا أتت "وارنر بروس" في المقام الأول بجيمس جان كونه مخضرما في نطاقه وللنجاح الذي حققه "حراس المجرة". ما تريده وارنر صراحة هو استنساخ ذلك النجاح الذي حققته مارفل ونقله إليها، لذا استقرت على محددات تتقارب مع تلك التي وضعها آلان هورن وبوب إيجر معا سابقا لعالم مارفل.

جيمس جان مخرج فيلم "حراس المجرة" (مواقع التواصل)

أدركت مارفل سابقا أن عليها أن تحب المحتوى الخاص بها أثناء اتخاذ قرارات تجارية. ولهذا تمعنت "دي سي" في تجربة نظيرتها وخرجت بخطة بعيدة الأجل شبيهة بها. خطة مفصلية في 2023، ننظر فيها مرة أخيرة إلى "دي سي" كما نعرفها، قبل أن تعلن هذه السنة زوال حقبة وبداية حقبة جديدة.

بداية تُقص فيها حكاية واحدة طيلة أعوام عشرة (9)، تتكاتف فيها السينما والتلفاز والأنيميشن وألعاب الفيديو لإثراء ذلك العالم المتلاصق من أجل سرد أعظم قصة سبق أن رويت على الإطلاق، بالتركيز على تعمير "دي سي" جديدة عوضا عن النظر إلى مشاريع ملغاة أو سابقة. ثمة فرضية أن سوبرمان سيكون جوهر هذا العالم وأهم شخصياته، وأن جيمس جان في صدد صناعة فيلم عنه شرع في كتابته بالفعل.

سيُلقي جان في فيلمه نظرة على حياة كلارك كينت في سنواته القليلة الأولى في متروبوليس (10). كانت تلك السنوات عندما بدأ العمل في ديلي بلانيت والتقى للمرة الأولى بحبيبته التي تعمل في جريدة لويس لين. لهذا أعلن جيمس جان أن هنري كافيل لن يعود في دور سوبرمان، نظرا لتقدم كافيل في العمر ولأن دور الشاب الفتي لن يليق به بعد الآن.

سينما العهد القديم

تَعِدُ "دي سي" أن يكون فيلمها الأول في 2023 هو "شازام: غضب الآلهة"، وهو جزء ثانٍ يُخرجه ديفيد ساندبيرغ. (مواقع التواصل الاجتماعي)

متى سيصدر سوبرمان؟ لا أحد يعلم إلى الآن على وجه الدقة. لكن جيمس جان وبيتر سافران سيُصدران قريبا قائمة بالأفلام التي حوتها خطتهما البعيدة، فإلى ذلك الحين، دعونا نُلقِ نظرة على آخر 5 أفلام -ذات مواعيد الإصدار المؤكدة- التي ستُعرض في عامنا الجديد 2023 لـ"دي سي" التي نعرفها: "شزام! غضب الآلهة" (Shazam! Fury of the Gods)، و"فلاش" (The Flash)، و"الخنفساء الزرقاء" (Blue Beetle)، و"أكوامان والمملكة المفقودة" (Aquaman and the Lost Kingdom).

تَعِدُ "دي سي" أن يكون فيلمها الأول في 2023 هو "شازام: غضب الآلهة"، وهو جزء ثانٍ يُخرجه ديفيد ساندبيرغ، نرى فيه بيلي باتسون الشاب الذي يتملك قوى الساحر شازام من حكمة (سليمان)، وقوة (هرقل)، وقدرة (أطلس) على التحمل، وشجاعة (أخيل)، وسرعة الزئبق. في هذا الفيلم المرتقب صدوره في 17 مارس/آذار سيتمكَّن أصدقاء شازام أو ربما عائلته من حل محل الأبطال الخارقين، ولو وقتيا.

فيلم "فلاش" (مواقع التواصل)

بعد ذلك بفترة وجيزة، وتحديدا في 16 يونيو/حزيران، سيُعرض فيلم "فلاش" الذي ظل قيد التطوير لفترة طويلة جدا وسبق وتأجل طرحه مرارا بسبب وباء "كوفيد-19". يُخرج الفيلم آندي موسكيتي، وهو من كتابة كريستينا هودسون وبطولة عزرا ميلر في دور باري ألين أو فلاش. في الفيلم، يسافر باري عبر الزمن إلى الماضي لمنع مقتل والدته، الأمر الذي يترتب عليه عواقب وخيمة، ويسترعي الانتباه ظهور باتمان في لمحة خاطفة في المقطع الدعائي.

ثم في 18 أغسطس/آب، من المقرر أن يُطلق فيلم "الخنفساء الزرقاء" لمخرجه أنجيل ماويل سوتو، تسند بطولته إلى زولو ماريدونا ليكون أول فيلم بطل خارق أميركي، فيه نرى مراهقا مكسيكيا يعثر على خنفساء فضائية تمده بدرع يمنحه قدرات خارقة، وذلك في إطار من التشويق والخيال العلمي.

يُختم هذا العام بفيلم "أكوامان والمملكة المفقودة" في 25 ديسمبر/كانون الأول، وهو تتمة لفيلم 2018 الذي حقق أكثر من 1.1 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. لا تزال تفاصيل الحكاية غير واضحة، وإن أخبرتنا التكهنات حيالها أن شقيق أكوامان أورم سيتحرر من أسره، وأن الشخصية الشريرة بلاك مانتا لا تزال في سعيها للانتقام من أكوامان، وأن شيئا ما يخبرنا أن هناك شرا أكثر خطورة قادم من الأعماق.

______________________________________

المصادر:

  1. DC Is Finally Fixing The Mistakes That Killed The DCEU
  2. The NEW DC Studios 10 Year Plan – What will Zaslav Do? Crisis – New 52 – Rebirth – DC Films news
  3. James Gunn’s 10-Year DCU Plan: Good Idea or Huge Mistake? We Discuss
  4. The Snyder Cut Is a Better Version of Justice League. But It Sets a Dangerous Precedent 
  5. David Zaslav Shows No Remorse for Canned Movies and Series During Investor’s Call
  6. Warner Bros. Discovery Execs Speak Out on ‘Batgirl’: ‘Our Job Is to Protect the DC Brand’
  7. Warner Bros Discovery expects up to $2.5 bln charge on scrapped content
  8. We finally have an idea of what kind of stuff David Zaslav wants Warner Bros. Discovery to make
  9. Warner Brothers Announces 10 Year Plan To Fix DC Universe
  10. What Does James Gunn’s New Superman Mean for the Future of the DCU?
المصدر : الجزيرة